قد تآكل الصرح الذي بناه نظام الملالي لنفسه.
تزداد الضغوط، ويزداد اكتشاف الأحداث المستورة التي كانت تحدث دون إعطاء الشعب الإيراني الحق لأن يعرف أين تُصرف موارد بلاده، أو أين يُبدّد رزقه وفي أي غرض؟.
أما الآن، وبعد كل الذي تكشّف وبعد أن دخل النور إلى زجاجة الخل، توضّحت الكثير من الأمور، ورأينا بالفعل أن دود الخل منه وفيه، فلا أيدٍ غريبة تعيث فساداً على الأرض الإيرانية، ولا تزود بالسلاح من الخارج، وتمارس سياسة كتم الأفواه والاعتقال بحق كل من حاول أن ينطق بالحقيقة المتجلية أمام أعين العالم أجمع.
وعندما نجد ألا داعم خارجي ليساند الشعب الإيراني للوقوف بوجه الطاغية نتساءل ذاهلين! أين حقوق الإنسان ومنظماتها؟ أسينتظرون إلى أن تسوء الأمور وتملأ الدماء الطرقات كي ينددوا ويستنكروا ويطلبوا الدعم لمساعدة المتضررين؟ ألم يتعلموا من الدروس السابقة؟ ألم يستفيدوا من التجارب المحيطة التي أصابت المنطقة كما يصيب السوس العظم فينخر في عظام الشعب أولاً وآخراً على كل الأصعدة؟!
لقد كُشِف الغطاء عن تلاعب النظام الملالي بمصير ومستقبل الشعب الإيراني وموارده، واعتقل وخوّف وقتل الشعب الأعزل بعد ممارسة القمع ضده لعدة عقود، ودعم الإرهاب في الدول المحيطة، وشجَّع على التخريب وزوّد الأغراب بالسلاح وعاث فساداً في دول الجوار وسمَّم عقول الجيل الجديد .
لقد كان السوس الناخر في جسد الشعب الإيراني مُستتراً دون أي دليل قاطع، أما الآن وقد بدأت الموارد الهائلة بالنفاد، أين تلك الموارد؟! ولِمَ تحتاج جمهورية إيران إلى دعم مادي خارجي على الرغم من تواجد الكثير من الموارد المُستفاد منها في وعلى الأراضي الإيرانية؟.
ألم تعلّمنا الرياضيات والمنطق أنه عندما يزيد الصرف عن الدخل ستدخل الدولة في ديون سيتكفّل الشعب نهايةً بسدادها؟، ولكن؛ هل بالفعل يستغل هذا الصرف لصالح الشعب الإيراني وإنمائه؟ وإن كانت الحقائق أظهرت عكس ذلك وانتفض الشعب الإيراني مدافعاً عن حقِّه باتخاذ القرار في دولته الجمهورية؛ كما رسم خط سيرها الطغاة آل الملالي، هل عليه مواجهة القمع والضرب والاعتقال ليصل إلى حقوقه الإنسانية والسياسية البديهية، والتي يجب أن تُعطى لكل فرد بمجرد حصوله على جنسية هذه الدولة؟!.
لقد كشف الغطاء عن تلاعب النظام الملالي بمصير ومستقبل الشعب الإيراني وموارده، واعتقل وخوّف وقتل الشعب الأعزل بعد ممارسة القمع ضده لعدة عقود، ودعم الإرهاب في الدول المحيطة، وشجّع على التخريب وزوّد الأغراب بالسلاح وعاث فساداً في دول الجوار وسمّم عقول الجيل الجديد.
وقد حان الأوان لأن يقف الشعب الإيراني، وأن تمسك كل المنظمات الدولية الداعمة لحقوق الشعوب والإنسانية بيده، كي لا يتكرر السيناريو الليبي والعراقي.
وبعد عقود من الاضطهاد، يجب أن يختار الشعب مصيره؛ وأن يُقدم له الدعم والتوجيه، وأن يقف من يستطيع الوقوف بوجه المعتدين وإن كانوا القائمين على الحكم في تلك البلاد.
والآن وقد توضّح الرسم البياني للسياسة التي يتبعها نظام الملالي، لا تبرير يستطيع إيقاف التحرك القائم من قبل الأحرار في إيران، ولا سبب يمنع تقديم المساعدة بشتى الأشكال والطرق لتقديم الدعم للشعب، وقد رأى الحقيقة واختار الحرية على القمع والاستبداد، لا تستطيع أن تخفي الشمس بأصبع، ولا سبيل لعودة الثقة بعد أن تآكلت من الداخل دون تدخل خارجي، أو بث سم من أي نوع، لقد ظهر الدود في الخل في تلك المنطقة، وكلما حاول الأحرار تنظيف المحيط من ذلك الفساد قُوبل بالقمع والضرب والاعتقال والتخويف والترهيب، فأين حقوق الإنسان وأين المنظمات التي تشكلت لهذا الغرض؟!
لقد تآكل الصرح الذي بناه نظام الملالي لنفسه، ولأجل ألا ينهار على رؤوس الإيرانيين من عامة الشعب، وقبل أن يكرر ما رأيناه في باقي دول المنطقة، يستحسن أن تتدخل المنظمات الدولية للحد من حدوث المزيد من الانتهاكات والترهيب والاعتقالات بحق الشعب الإيراني، وأن تضع حداً لتطاولات وتجاوزات هذا النظام الطاغية، وأن تبرهن للعالم أجمع أن من وكلناهم للاهتمام بشؤون الإنسانية هم أهل لها، وأنهم يأخذون الدروس من التاريخ بشكل فعّال لا يسمح باستغلال الإنسان بسبب أبسط وأول حقوقه بأن يكون بالفعل قادراً على اتخاذ القرار بما يتعلق بمستقبله، ومستقبل أبنائه وأن يمارس حقوقه السياسية بالتعبير عن آرائه، وطرحها للنقاش والتداول لرسم المستقبل كما يحتاج المستقبل أن يُرسم، لكي يتوجه بالتحقيق البنّاء لا أن تكون تلك الحقوق سبباً لتحطيم وتشويه مستقبله وتشويه فكر الأجيال التي تليه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة