صحيفة: مقاطعة الانتخابات وضعت نظام إيران على المحك
الانتخابات التشريعية الإيرانية التي جرت، الجمعة، سجلت أدنى نسبة مشاركة منذ الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.
قالت صحيفة "دي تسايت" الألمانية (خاصة)، الإثنين، إن النظام الإيراني يواجه أكبر أزمة في تاريخه منذ 1979.
ووصفت الصحيفة الأزمة بـ"العميقة"، التي بدت واضحة في العزوف الكبير عن الانتخابات التشريعية، الجمعة الماضي، وتابعت أنها تضع مستقبل النظام الإيراني على المحك.
وأوضحت "دي تسايت": "حاول النظام الإيراني بكل قوته دفع الناس للمشاركة في الانتخابات التشريعية التي أجريت الجمعة".ورأت الصحيفة أن الشعب قاطع الانتخابات، وحرم النظام من الاحتفاء بعودة المتشددين للسيطرة على البرلمان بعد انتخابات كانت نتائجها معروفة مسبقاً.
وأبرزت إقصاء النظام الإيراني لعشرات المرشحين "الإصلاحيين والمعتدلين"، فاتحاً الباب أمام المتشددين للفوز دون منافسة، في انتخابات لم يشارك فيها ناخبون.
ومضت الصحيفة الألمانية قائلة: "هذا المشهد مثير للدهشة لأن النظام الإيراني لم يتعرض لمثل هذه الأزمة العميقة من قبل".
وأوضحت أن ما يعمق الأزمة الوضع الاقتصادي المتردي والعقوبات الاقتصادية الأمريكية وانهيار العملة المحلية.
وأضافت: "أمام هذا الوضع، بات تمرد الأجيال الجديدة عنيفاً بشكل متزايد، ولجأ النظام إلى قمع الاحتجاجات طوال عامي 2018 و2019 بشكل وحشي وذخيرة حية، ما أدى لمقتل 1500 شخص في نوفمبر الماضي وحده".
الصحيفة قالت أيضاً إن الشعب الإيراني بات مدركاً للأزمة المزمنة التي تعانيها البلاد، خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب إلى 25%".
وتابعت: "في كل عام يهرب 150 ألف شخص من ذوي المؤهلات العليا والموهوبين من إيران إلى دول الغرب على وجه الخصوص"، مضيفة: "الناس لا يؤمنون بأكاذيب السلطة".
واختتمت الصحيفة القول: "في مثل هذه الظروف، تسير البلاد في طريق المزيد من الاضطرابات والاحتجاجات داخلياً ومزيد من العزلة دولياً".
وقالت "دي تسايت": "مستقبل النظام الإيراني بات على المحك بشكل لم يحدث في الأربعين عاماً الماضية".
وسجلت الانتخابات التشريعية الإيرانية التي جرت، الجمعة، أدنى نسبة مشاركة في اقتراع منذ الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.
وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، الأحد، أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 42,57%.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت قبل التصويت أن نسب المشاركة في كل من 10 انتخابات تشريعية أُجريت، تجاوزت الـ50%.
وفي نوفمبر الماضي، اندلعت احتجاجات كبيرة في مدن إيرانية عدة، بعد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات بنسبة 50% بشكل مفاجئ. وقوبلت المظاهرات بعنف مفرط من قبل الأمن، ما أدى لمقتل ١٥٠٠ متظاهر وإصابة الآلاف.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز