من المؤكد أن إيران بهذا العمل الجبان، قررت أن تلعب بالنار وأن تغامر بمستقبلها السياسي
لا يمكن وصف حادث استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية في بقيق وهجرة خريص إلا أنه عمل إرهابي دولي منظم، تجاوزت آثاره السلبية حدود المملكة العربية السعودية، ونالت من الاستقرار الدولي. الحادث تبدو عليه بصمات إيران ونظامها، هذا ما أكده التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بالأمس القريب، وأكده مسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً ما يعني أن الأمر خطير، ويهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط، وتؤمن المملكة وقادتها أن السكوت على هذا العمل التخريبي الإجرامي، خطأ كبير، قد تترتب عليه تبعات لا يُحمد عقباها.
لا أعتقد أن الرد السعودي على جرائم الإيرانيين سيتأخر كثيراً، ولا أعتقد أن العالم سيلتزم الصمت على إرهاب الملالي، لأن السكوت على مثل هذه التصرفات، معناه المزيد من التهديدات للمنشآت النفطية السعودية، وهي منشآت تخدم العالم أكثر مما تخدم المملكة.. وغدا سترى إيران ما لا يسرها.
الحوثيون اعترفوا بارتكاب هذا العمل الجبان، بيد أن اللوم لا يقع عليهم، بقدر وقوعه على ملالي إيران الذين يتربصون بأمن المملكة ومقدراتها ومكتسباتها منذ عقود مضت، وهؤلاء الملالي يرون في الحرب الدائرة بين التحالف العربي، بقيادة المملكة، وجماعة الحوثيين الإرهابية فرصة وذريعة لتوجيه ضرباتهم "الخفية" صوب المملكة ومقدراتها، ممثلة في منشآتها النفطية.
من المؤكد أن إيران بهذا العمل الجبان، قررت أن تلعب بالنار، وأن تغامر بمستقبلها السياسي، فهي، وإن ارتكبت هذا الحادث بنفسها، أو أوعزت إلى الحوثيين لارتكابه بأسلحة إيرانية، فهي تختبر صبر المملكة، ومعه صبر العالم، والجميع قد ضاق ذرعاً بوجود نظام كامل، يدعم الإرهاب، ويحتضن المليشيات، وينفق بسخاء على كل ما يعكر صفو العيش في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً السعودية، ونطمئن إيران بأن صبر المملكة والعالم عليها قد نفد. غباء النظام في إيران، دفعه إلى ارتكاب مثل هذا الحادث، الذي يضر بالاقتصاد الدولي، خاصة بالدول الصناعية الكبرى التي ترى الطاقة خطا أحمر ممنوع المساس به أو الاقتراب منه، هو ما سيجعل إيران تواجه في المرحلة المقبلة السعودية ومعها دول العالم الرافضة تماما لمثل هذا النوع من الإرهاب.
تقوم استراتيجية إيران منذ عقود على نقل المعركة خارج أراضيها، ولهذا فهي تدعم حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق، وهذا ما تدركه المملكة وتعمل على نقل المعركة إلى الداخل الإيراني الضعيف والهزيل، معتمدة على رفض الشعب الإيراني لما يرتكبه نظامه من جرائم ومجازر بحق دول الجوار.
ولن نذهب بعيدا، وعلينا أن نستشف اللغة التي تحدث بها سمو ولي العهد، ردا على اقتراح قدمه الرئيس الأمريكي ترامب بالمشاركة في حماية المنشآت النفطية في المملكة، بعد حادث بقيق وخريص، فقد أكد سموه وبلغة حاسمة وصريحة ومباشرة أن المملكة ربما تصبر وتتأنى وتتريث، ولكن عندما ترد سيكون ردها حاسما ومزلزلا، وهذا لم يستوعبه ملالي إيران وأتباعهم الحوثيون.
لا أعتقد أن الرد السعودي على جرائم الإيرانيين سيتأخر كثيرا، ولا أعتقد أن العالم سيلتزم الصمت على إرهاب الملالي، لأن السكوت عن مثل هذه التصرفات معناه المزيد من التهديدات للمنشآت النفطية السعودية، وهي منشآت تخدم العالم أكثر مما تخدم المملكة.. وغدا سترى إيران ما لا يسرها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة