إيران تواصل قمع اللاجئين الأفغان.. اعتقالات وتعذيب
شنت السلطات الإيرانية، مؤخرا حملة لاعتقال اللاجئين الأفغان الذين وصلوا إليها هربا من حركة طالبان، بحسب تقرير لـ"إندبندنت" بالفارسية.
ويعيش حوالي 3.6 مليون أفغاني في إيران، 62٪ منهم ليس لديهم إقامة رسمية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أفادت الوكالة النرويجية للاجئين أن 4000 إلى 5000 أفغاني يدخلون إيران يوميًا بشكل غير قانوني وعبر المعابر الحدودية الصعبة.
- ما بين المساعدات والاتصال.. تناقضات إيران مع طالبان
- التنكيل بالأفغان.. إيران تعيد سيرتها في قمع اللاجئين
ويقول عدد من اللاجئين الأفغان الذين لجأوا مؤخرًا إلى إيران هربًا من انتهاكات نفذتها حركة طالبان في أعقاب انهيار الحكومة الأفغانية السابقة، إن "موجة جديدة من العمليات التي تقوم بها السلطات الإيرانية لاحتجازهم وترحيلهم قد بدأت في مدن مختلفة".
ووصل حليم رسولي (اسم مستعار)، وهو ضابط سابق في قيادة شرطة ولاية كابيسا الواقعة شمال شرقي أفغانستان ويتحدث معظم سكان الولاية اللغة الفارسية، السبت الماضي، إلى منزله بعد 5 أشهر من العيش في إيران.
وأضاف رسولي إنه "سلم أسلحته ومعداته العسكرية لطالبان في أواخر أغسطس/آب الماضي، بعد سقوط كابول في أيدي طالبان، وفر إلى إيران خوفا من الانتقام".
وأوضح أنه "خلال هذا الوقت، عاش في مدينة بوشهر جنوبي إيران وحاول إرسال أموال مع عامل إلى أطفاله الثلاثة وزوجته، الذين لا يزالون يعيشون في كابيسا، وقبل استيلاء طالبان على أفغانستان، كانت أسرته تعتمد على الدخل الشهري الذي يتلقاه من الحكومة لعمله كضابط شرطة".
وأشار حليم رسولي إلى أنه "جرى اعتقاله في بوشهر قبل نحو أسبوع ووصل إلى كابيسا خالي الوفاض، السبت، بعد أن أمضى عدة أيام وليال في معسكرات وبلدات حدودية بين إيران وأفغانستان".
ويضيف أنه "يعيش الآن سرا في منزل أقاربه في إحدى قرى كابيسا مثل عدد من القوات الحكومية الأفغانية السابقة، فهو لا يثق بالعفو العام لطالبان".
وقال أعضاء آخرون في قوات إنفاذ القانون والقوات العسكرية التابعة للحكومة الأفغانية السابقة الذين يعيشون في إيران لصحيفة "إندبندنت" إنهم "تركوا منازلهم في المراكز الحضرية في إيران ولجأوا إلى المناطق والقرى النائية للتخفي عن الشرطة الإيرانية في إيران".
وذكر ناصر (اسم مستعار) هو أحد أولئك الذين خدموا كضابط أمن قومي في كابول على مدى السنوات العشر الماضية، يعيش الآن في ضواحي كرج غرب طهران: "لجأنا إلى إيران خوفًا من إعدامات طالبان في الصحراء".
وأضاف ناصر: "على الرغم من صعوبة كسب العيش هنا بسبب قلة العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلا أن منع طالبان من الوصول إلينا هي نعمة وغنيمة، لكن الآن بدأت موجة كبيرة من الاعتقالات والترحيل للمهاجرين من خلال القيام بذلك، تسلمنا الحكومة الإيرانية إلى طالبان".
وقال ضابط الأمن الوطني الأفغاني السابق إنه وحوالي 120 من أصدقائه، من ضباط الأمن القومي السابقين الذين كانوا في الخطوط الأمامية للقتال ضد طالبان، فروا إلى إيران بعد انهيار الحكومة والآن بعد تكثيف جهود الشرطة، أصبحنا نعيش في ظروف سيئة على أطراف المدن والقرى الإيرانية.
ودعا ناصر الحكومة الإيرانية إلى عدم تسليم قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية السابقة على الأقل إلى طالبان لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان وفهم الخطر في أفغانستان أثناء ترحيل اللاجئين.
نور الدين محمدي، مهاجر آخر عمل أيضًا في إحدى وسائل الإعلام المحلية في شمال شرق أفغانستان قبل سيطرة طالبان على أفغانستان، ولكن بعد إغلاق العديد من وسائل الإعلام وفقده فرص عمله، اضطر لتلبية احتياجات أسرته.
ويقول نور الدين محمدي للصحيفة البريطانية إنه "قلق من الوقوع في أيدي سلطات الإيرانية والترحيل من إيران".
وأضاف نور الدين، الذي يعيش الآن في الأهواز العربية جنوب إيران، "أوقفت سلطات الإيرانية العديد من أصدقائي في العمل الأسبوع الماضي ورحلتهم من إيران، ونحن جميعا قلقون وليس لدينا خيار".
فيما يقول مير أغا، الذي يعيش في طهران، إنه شهد اعتقال العديد من اللاجئين الأفغان في محطة مترو تجريش، الأحد، بشمال طهران.
وأضاف أن قوات الشرطة الإيرانية تحتجز المهاجرين بالعنف وسوء المعاملة وتنقلهم إلى معسكرات حدودية"، وبحسب مير أغا: "تم في بعض المدن اعتقال حتى الأشخاص الذين يحملون تأشيرات قصيرة الأمد أو إقامة طويلة الأمد".
وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أيضًا أن الأفغان الذين ليس لديهم تصريح إقامة رسمي يشكلون 62٪ من إجمالي عدد اللاجئين الأفغان في إيران.
ويكسب معظم اللاجئين الأفغان في إيران لقمة العيش داخل إيران من خلال العمل في المزارع والمباني والمصانع.
وبعد انهيار الحكومة الأفغانية السابقة وسيطرة طالبان على البلاد في 15 أغسطس الماضي، زادت هجرة الأفغان إلى إيران مرة أخرى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أفادت الوكالة النرويجية للاجئين أن 4000 إلى 5000 أفغاني دخلوا إيران يوميًا بشكل غير قانوني وعبر المعابر الحدودية الصعبة، وبعض هؤلاء الأشخاص يدخلون إيران بغرض العمل والإقامة، وبعضهم يحاول الوصول إلى تركيا.
وستكون عملية ترحيل اللاجئين الأفغان من إيران مكلفة لجميع المهاجرين، لكنها قد تكلف أرواح القوات الحكومية الأفغانية السابقة التي تلاحقها طالبان.
وتكثف إيران طرد اللاجئين الأفغان، وخاصة قوات الأمن التابعة للحكومة السابقة، مع محاولة طالبان استهدافهم على الرغم من وعود قادة طالبان بالالتزام بالعفو العام.
وتتحدث التقارير عن مقتل قوات الأمن السابقة وسجن أشخاص بتهم مختلفة في جميع أنحاء أفغانستان مروعة.
وقال مسؤول في الحكومة الأفغانية السابقة، ويعيش حالياً في إيران، لصحيفة "إندبندنت" إن "طالبان لم ترحم حتى أولئك الذين عملوا في السابق مع الجماعة"، في إشارة إلى قضية قتل فيها عضو سابق في حركة طالبان شمال أفغانستان.
وبحسبه المسؤول، فإن "مولوي نعيم و3 من رجاله توجهوا إلى ولاية نمروز على الحدود مع إيران بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، وبعد أن لم يتمكنوا من دخول إيران عادوا إلى منازلهم في قرية غلام علي في مدينة دار سوفبايان في ولاية سمنكان شمال أفغانستان".
وأضاف: "قتل مولوي نعيم و3 من مرافقيه برصاص مسلحي طالبان، الجمعة الماضي، ووجهت إليه تهمة التعاون مع الحكومة الأفغانية السابقة بعد ترك طالبان".