ما بين المساعدات والاتصال.. تناقضات إيران مع طالبان
مع إعلان طهران عدم الاعتراف بحكومة طالبان المؤقتة، تواصل إيران التمسك بخط التواصل مع قادة الحركة، في ظل انتهاج سياسة متناقضة حيال أفغانستان التي تعاني من أوضاع مأساوية.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في تصريحات للصحافة الإيرانية، عقب اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق التي وصلها اليوم للمرة الثانية في أقل من أسبوعين: "نحن على اتصال مع جميع الأطراف في أفغانستان، بما في ذلك حركة طالبان"، داعياً الحركة إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.
وأشار عبداللهيان أنه "بحث مع بشار الأسد أوضاع المنطقة والعلاقات الثنائية بما فيها أوضاع أفغانستان".
وقال وزير خارجية إيران "تدرك دول المنطقة وجيران أفغانستان أن الولايات المتحدة لا تقبل المسؤولية عن أفعالها وسياساتها في أفغانستان".
من جانبه، أوصى الرئيس السوري بشار الأسد عبداللهيان بضرورة أن تجري إيران حواراً مع الدول المجاورة لأفغانستان لإعادة الاستقرار لهذا البلد.
ومع عدم اعتراف إيران رسمياً بحكومة طالبان، إلا أنها أرسلت الأسبوع الماضي حاكم محافظة خراسان رضوي، محمد صادق معتمديان، الذي أجرى بدوره سلسلة من اللقاءات مع قادة حركة طالبان ووزراء في حكومته هذه الحركة وأبرم اتفاقيات تجارية واقتصادية.
المساعدات إلى طالبان
بدورها، قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" المقربة من الحكومة الإيرانية، السبت، إن "المعلومات المتوفرة تظهر أن المساعدات التي ترسلها إيران، والتي تتلقاها جماعة طالبان، تنفق وفق رغبات الجماعة وفي حالات خاصة، ولا تصل إلى المحتاج الحقيقي من شعب أفغانستان".
وأرسلت إيران حتى الآن أربع شحنات من المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، بما في ذلك الغذاء والدواء وكبسولات الأكسجين ومواد أخرى، عن طريق الجو والبر.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإيرانية نصحت بـ "إرسال مساعدات مباشرة إلى المناطق المحرومة" و"مراقبة توزيع المساعدات واستهلاكها السليم".
ووفقًا لمسح أجراه برنامج الغذاء العالمي مؤخرًا، فإن 5 بالمائة فقط من الأفغان يحصلون حاليًا على وجبات مناسبة وعالية الجودة من ثلاثة أطباق في اليوم.
وكان المدير الاقتصادي لبرنامج الغذاء العالمي قد قال في وقت سابق إن حوالي نصف سكان أفغانستان يفتقدون وجبة واحدة على الأقل.
إيران تغلق الحدود بوجه الأفغان
من جهة أخرى، قال محمد هاشم حنظلة قائد الحدود في ولاية نمروز الأفغانية مع إيران، إن ما بين 1000 و2000 شخص اعتادوا عبور معبر زرانج الحدودي إلى إيران كل شهر، وارتفع العدد الى ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف شخص".
وبحسب قوله "قلة من الناس لديهم الوثائق اللازمة لعبور الحدود والوصول إلى إيران"، مضيفاً أن "حرس الحدود الإيراني أطلقوا النار على طالبي اللجوء أو أساءوا معاملتهم".