داعش- خراسان.. طعنات في "جسد طالبان" من الداخل والخارج
أمر الزعماء الجدد لطالبان، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بإجراء تدقيق شامل بشأن جميع مقاتليهم؛ خوفا من تسلل عناصر من خارجها الحركة إلى صفوفها.
وقال أعضاء بارزون من الحكومة الأفغانية السابقة ومسؤول كبير بحركة طالبان يشغل منصبا أمنيا إن "زعيم تنظيم داعش ولاية خراسان ظلت هويته غامضة منذ سنوات.. يعتقد أن يكون من بين هؤلاء المتسللين".
مخاوف المسؤولين الأفغان كشفوا عنها لشبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية بشرط عدم كشف هويتهم.
ويعتقد أن بعض من جنود المشاة لدى طالبان تركوا الحركة للانضمام إلى داعش-خراسان أو تنظيم القاعدة، مفضلين تأويلا أكثر تطرفا حتى – ووحشية – من الإسلام.
لكن تلك المصادر تقول إن فصيل داعش يعمل عن عمد لتقويض سلطة طالبان من داخل وخارج التنظيم الإرهابي، وهذا يحمل مخاطر ليس على أفغانستان فحسب، بل على الولايات المتحدة وحلفائها أيضًا.
ومنذ تشكيل داعش-خراسان عام 2015، نفذت بعض من أكثر الهجمات دموية في أفغانستان.
ولم يتبن التنظيم فورًا التفجير المدمر الذي وقع يوم الجمعة، واستهدف مسجدا في قندوز، وأسفر عن مقتل العشرات.
لكن لدى داعش-خراسان تاريخ طويل من شن هجمات ضد الأقلية الشيعية في أفغانستان. وقال المتحدث باسم طالبان بلال كريمي لـ"سي بي إس" إن التنظيم كان وراء المذبحة.
وقتل أربعة من كبار قادة داعش-خراسان خلال غارات للطائرات المسيرة الأمريكية أو قوات الأمن الأفغانية بعد أربعة أعوام من تأسيسه.
وفي يونيو/حزيران من عام 2020، ذهبت زعامة التنظيم بالمنطقة إلى المتشدد المعروف باسم شهاب المهاجر، والذي في غالب الظن ينحدر من أصل عربي وليس أفغاني نظرًا لاسمه.
ويقول مسؤولان أمنيان سابقان من الحكومة الأفغانية وعضو بارز بنظام طالبان الحالي لـ"سي بي إس" إن المهاجر من المخضرمين في التمرد الداخلي بأفغانستان، وإن اسمه الحقيقي ثناء الله، ويبلغ من العمر 31 عاما، وفقا لبطاقة انتخابات عثرت عليها قوات الأمن الأفغانية.
ويؤكد المسؤولون الأفغان السابقون أن الرجل الذي يعرف الآن باسم المهاجر تدرب في باكستان على أيدي جماعتين متطرفتين مختلفتين موجودتين هناك، من بينها شبكة حقاني.
وفي حين ركز قادة داعش-خراسان على السيطرة على الأراضي، يقول المسؤولون الأفغان السابقون إن المهاجر جزء من كادر أكثر استراتيجية يستهدف تقويض قيادة أفغانستان للحصول على حرية العمل.
وأشاروا إلى أن المهاجر تمكن من إخفاء هويته ويواصل العمل منتحلا شخصيا مقاتل في طالبان.
بينما أكد أحد المصادر الأمنية من الحكومة الأفغانية السابقة أن المهاجر تمكن حتى من عقد اجتماع مع تاجمير جواد نائب المديرية العامة للمخابرات بطالبان، دون أن يدرك الأخير أنه يتحدث مع زعيم داعش-خراسان.
وأضاف ضابط استخبارات أفغاني بارز سابق لـ"سي بي إس" إنه منذ حوالي العام أي "بعد كثير من العمل المضني"، تمكنت قوات الأمن الأفغانية من تحديد مكان المهاجر، لكنه فر من القبض عليه.
وكلما ما عثروا عليه كان مجرد بطاقة الهوية – مع اسمه الحقيقي عليها – وهوية أخرى تقول إنه فرد بالجيش الأفغاني.
وأوضح المسؤول الأمني الأفغاني السابق الآخر أن مسلحي داعش- خراسان الذين ألقي القبض عليهم أخبروا المحققين أنهم التقوا المهاجر، لكن "عندما عرضنا عليهم صورًا للتعرف على المهاجر، اعتادوا الإشارة إلى الشخص الخطأ، مما يعني أن حتى الناس داخل التنظيم كانوا يقابلون محتالًا وليس الزعيم الحقيقي".
ومضى المسؤول الاستخباراتي السابق لـ"سي بي إس" في حديثه قائلا: "يعمل زعيم داعش-خراسان شهاب الآن داخل صفوف طالبان، لكن في الحركة لا يعرفونه".
وتابع: "داعش-خراسان في أفغانستان هي قنبلة حية تتنقل بحرية داخل طالبان".
واختمم مسؤول كبير بطالبان حديثه للشبكة الأمريكية، بالتأكيد على أن النظام الأفغاني الجديد لديه الملفات الأمنية الخاصة بالحكومة السابقة المتعلقة بالمهاجر، لكنهم لم يتعقبوه بعد.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز