تجدد الاحتجاجات الطلابية.. أسواط الغضب تخنق إيران
حراك جديد يُخرج حالة الاحتقان في البلاد إلى الشوارع، يحولها لانفجار تجسد في شكل احتجاجات عارمة
مظاهرات طلابية تجدّدت في ساحة جامعة إيرانية بارزة بالعاصمة طهران، طالب خلالها المحتجون بالكشف عن مصير زملائهم المعتقلين بالسجون، على خلفية مشاركتهم باحتجاجات يناير/ كانون الثاني الماضي.
حراك جديد يخرج حالة الاحتقان في البلاد إلى الشوارع، يحولها لانفجار تجسد في شكل احتجاجات عارمة انطلقت من مدينتي طهران ومشهد (شمال شرق)، وامتدت إلى مختلف المناطق الأخرى.
ونددت المظاهرات بسياسات النظام الإيراني في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، فيما تصدت الشرطة ومليشيات الحرس الثوري والباسيج للمحتجين بالرصاص الحي، وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت عددا كبيرا من النشطاء والطلاب.
وكالة "خبر أونلاين" الإيرانية، ذكرت أن تلك الوقفة الاحتجاجية امتدت على مدار يومين في ساحة جامعة "طباطبائي"، حيث رفع المتظاهرون شعارات من قبيل "الطالب الجامعي ليس مجرما"، و"لا مكان للأجهزة الأمنية داخل الجامعة".
كما هتفوا بشعارات رافضة للقرارات القضائية بحق بعض الطلبة الجامعيين ممن اُعتقلوا خلال فترة الاحتجاجات التي استمرت حتى منتصف شهر يناير/كانون الثاني الماضي، إضافة إلى إصدار أحكام مغلظة بالسجن بحقهم.
من جانبهم، أكد المحتجون، في بيان صدر خلال المظاهرات، على رفض ممارسات السلطات الإيرانية داخل الجامعات، على خلفية الأحكام القضائية والمحاكمات بحق طلبة جامعيين.
وفي منتصف مارس/ آذار الماضي، قضت محكمة الثورة بطهران بالسجن، بحق 3 من الطلاب الجامعيين، بزعم التحريض والدعاية ضد النظام، وتلقي دعم من جهات خارجية لاستهداف الأمن القومي، في ذريعة طالما استخدمتها إيران لقمع معارضيها.
كما أحالت السلطات الأمنية الإيرانية، مؤخرا، نحو 50 طالبا من الجامعات في طهران، إلى الأجهزة القضائية لمحاكمتهم.
غير أن سياسة القمع التي تعتمدها طهران لإلجام أفواه المحتجين لم تأت أكلها على ما يبدو، وسط حالة الغليان المطبقة على الشارع الإيراني عموما، والطلبة بشكل خاص.
فالاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد النظام الإيراني، مطلع يناير/كانون الثاني، أثبتت مدى قوة الحركة الطلابية في مواجهة القبضة الأمنية السائدة في البلاد، وقدرتها على حشد المحتجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة بكثافة في المسيرات التي اندلعت شرارتها من العاصمة طهران وثاني كبرى المدن الإيرانية مشهد.
وتبرز سجلات المعتقلين في السجون الإيرانية عقب الاحتجاجات الأخيرة، لائحة ضمت أكثر من 100 طالب، في الوقت الذي تتحدث فيه دوائر طلابية في جامعة طهران عن أرقام أكبر من ذلك بكثير، بل إن بعض المعتقلين يواجهون اتهامات مغلظة، في محاولة ممنهجة لتصفية الحسابات معهم.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA==
جزيرة ام اند امز