معارض إيراني لـ"العين الإخبارية": غليان شعبي ضد الملالي
السلطات الإيرانية تشن حملة اعتقالات جديدة في الأحواز طالت النساء والأطفال تزامنا مع تصاعد الغضب الشعبي بأقاليم أخرى ضد الملالي.
واصلت السلطات الإيرانية حملتها القمعية داخل مدن إقليم الأحواز، الذي تقطنه أغلبية عربية بمحافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، عبر شن اعتقالات عشوائية لترهيب الموطنين والنشطاء على مدار الأيام الماضية، طالت الأطفال وأيضا النساء، في الوقت الذي باتت معه الأوضاع هناك في حالة استنفار أمني مستمر خشية اندلاع احتجاجات جديدة.
واستنكر كاظم نسب الباجي، ممثل إقليم الأحواز في البرلمان الإيراني، تجاهل السلطات الإيرانية للقومية العربية، خاصة بعد الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها المنطقة نهاية مارس/ آذار الماضي، تذمرا من محتوى مسيء ورد في برنامج تلفزيوني رسمي، يتجاهل الأحوازيين، ويضع بدلا منها قوميات أخرى مهاجرة، بهدف طمس الهوية العربية لهم.
وانتقد الباجي في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية، السبت، عدم تقديم التلفزيون الإيراني الرسمي اعتذارا للمواطنين العرب عن الإساءات التي وردت في محتوى أحد برامجه المخصصة للأطفال، ويدعى "كلاه قرمزي" أو "القبعة الحمراء"، بالتزامن مع احتفالات عيد النوروز، في الوقت الذي تواصل السلطات شن حملات اعتقالات تعسفية، داعيا للإفراج الفوري عنهم.
من جانبه، يرى يوسف عزيزي، رئيس مركز مكافحة العنصرية ضد العرب في إيران، أن الأوضاع داخل إقليم الأحواز أصبحت أشبه بـ "ثكنة عسكرية"، بعد أن شنت الاستخبارات التابعة لمليشيات الحرس الثوري حملة اعتقالات عشوائية من المنازل ومقار العمل وحتى الشوارع، وأعلنت أحكاما عرفية ضد المعتقلين.
وأكد عزيز لـ"العين الإخبارية" أن المزاعم الموجهة إليهم بـ"الانفصال" و"العمل ضد الأمن القومي"، إلى جانب تلقي دعم من جهات خارجية، كلها اتهامات باطلة، كونهم يطالبون بحقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية المهدرة.
وقال المعارض الإيراني، إن تلك الاعتقالات طالت نحو 10 نساء وأطفال، مشددا على أن الإحصاءات المتداولة تشير لارتفاع أعداد المعتقلين من صفوف الأحوازيين بسجون نظام الملالي إلى نحو 500 شخص من كل مدن إقليم الأحواز، من بينهم نحو أكثر من 150 طفلا.
وأشار عزيزي المقيم في العاصمة البريطانية لندن، إلى أن تلك الاعتقالات شملت عرقيات أخرى دون تمييز، لافتا إلى اعتقال السلطات الإيرانية شخصا ينحدر من العرقية الفارسية بمحافظة آراك وسط البلاد، تصادف وجوده بالتظاهرات مرتديا الزي العربي أثناء زيارته لدى صديق له بالأحواز، رغم عدم صلته بالأحداث المندلعة هناك، إلى جانب شخص آخر يدعى فائز المندائي، يعرف بكونه ناشطا ثقافيا.
وداهمت استخبارات الحرس الثوري، الموجودة بقاعدة أبو الفضل العباس في حي الخالدية بالأحواز العاصمة، منزل المندائي بمدينة الخفاجية، حيث صادرت ممتلكات تابعة له، قبل أن تقتاده إلى مكان غير معلوم، نظرا لدوره، إلى جانب نشطاء ومفكرين آخرين، في العمل على إعادة الأسماء العربية لمدن الأحواز بمواجهة سياسة "التفريس"، بحسب نشطاء.
وأكد عزيزي في سياق تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أن رقعة الاحتجاجات تمددت داخل الأحواز لتشمل أغلب المدن مثل معشور، والحميدية، وخفاجان وغيرها، لافتا أن عرقيات أخرى باتت تستلهم هذا الحراك، حيث لم يعد يمر يوم إلا وتندلع احتجاجات عمالية أو فئوية ضد نظام الملالي في أغلب مناطق إيران.
وفي ختام تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، شدد مدير مركز مكافحة العنصرية ضد العرب، على أن إيران باتت تغلي بسبب تصاعد الغضب الشعبي، مرجحا اندلاع احتجاجات عارمة مجددا مع دخول فصل الصيف، مستشهدا بالهتافات التي ترددت خلال الاحتجاجات الدائرة ضد تقسيم مناطق بمدينة كازرون جنوب إيران، حيث أدار المحتجون ظهورهم لخطيب الجمعة، مطلقين هتافات "عدونا ليس أمريكا.. عدونا هنا"، في إشارة للمرشد علي خامنئي وأركان نظامه.
وكانت الأحواز شهدت في يناير/كانون الثاني موجة احتجاجات غاضبة ضد نظام الملالي بسبب البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية، بالتزامن مع احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة من البلاد، فيما أقدمت السلطات على قمع هذه الاحتجاجات التي استمرت نحو أسبوعين.