المعارضة الإيرانية تتحد في لندن: سقوط الملالي بات قريبا
المعارضة الإيرانية تعقد مؤتمرا في العاصمة البريطانية لندن لبحث سبل إسقاط نظام الملالي
عقد معارضون إيرانيون بارزون مؤتمرا على مدار يومين بالعاصمة البريطانية لندن، لبحث سبل تنسيق أطياف المعارضة للتصدي لانتهاكات نظام الملالي القمعية بالداخل، في ظل التحولات المتلاحقة على صعيد منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بعد الضربات الغربية المشتركة ضد مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري.
ويرى منظمو المؤتمر، الذي انطلق السبت برعاية الاتحاد لأجل الديموقراطية، بحسب النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية، أن تشكيل قوى المعارضة اتحادا لأجل المطالبة بالديموقراطية في إيران، خاصة في ظل حالة التذمر والغضب الشعبي بعد الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت داخل البلاد مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، إضافة إلى تزايد الضغوط الدولية على أنشطة طهران التخريبية، أتاحت فرصة سانحة لإسقاط نظام ولاية الفقيه والتمهيد لمرحلة الحكم الديموقراطي، وكذلك تمكين الشعب من الحصول على إرادته الحرة لتقرير مصيره.
وشاركت شخصيات ثقافية وسياسية بارزة من مختلف التوجهات السياسية على الساحة الإيرانية من بينهم رضا بهلوي نجل شاه إيران الأسبق في رسالة مسجلة، في نقاش مفتوح بالمؤتمر استعرضوا من خلاله الوضع السياسي المتغير في إيران، عبر طرح وجهات النظر في هذا الصدد، حيث بثت كلمة مسجلة من داخل إيران أدلى بها كل من حشمت الله طبرزدى الناشط السياسي الإيراني، وهاشم خواستار الناشط الحقوقي الداعم للمعلمين الإيرانيين الذين يعانون أوضاعا معيشية متردية إلى جانب التضييق الأمني.
وناقش الحضور، بحسب موقع إيران انترناشيونال، سبل استغلال تكرار احتجاجات الداخل الإيراني مثل تلك التي اندلعت مؤخرا في أكثر من 100 مدينة إيرانية، بهدف إحداث اختراق سياسي لإسقاط النظام بالكامل، وكيفية التعامل مع المعطيات الجديدة.
ولفت الموقع إلى أن جانبا من المؤتمر تطرق إلى ملف السياسة الخارجية والإقليمية التي ينتهجها نظام الملالي، وقضية التغيير السياسي في إيران من وجهة نظر عالمية، مشيرا إلى أن البعض يرى ضرورة عقد مثل هذه الفاعليات والمؤتمرات لتقريب وجهات النظر بين تكتلات المعارضة الإيرانية في مواجهة النظام الإيراني.
وقال بهنام صارمي، أحد المشاركين بالمؤتمر إن أولى المزايا الهامة لمخرجاته، هى تبديد الأكاذيب عن وجود ازدواجية بين مطالب المواطنين الإيرانيين في الداخل والخارج، لافتا أن النشطاء الإيرانيين في الخارج لديهم التصور ذاته عن الحالة الإيرانية، بالنسبة لنظرائهم في داخل البلاد، على حد قوله.
وأكد صارمي، في مقابلة مع إيران انترناشيونال المعارض، أن مطالب الإيرانيين تتمثل في إحداث تغييرات عميقة وجوهرية داخل البلاد، منوها إلى أن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد مؤخرا، سلطت الضوء على إمكانية التقاء الفرقاء في صفوف المعارضة تحت سقف واحد، للتشاور بشأن مستقبل البلاد، والبحث عن حلول بديلة.
وسبق أن وجهت عدة شخصيات إيرانية معارضة، رسائل سياسية إلى الشعب الإيراني في وجه نظام الملالي مؤخرا، تزامنا مع احتفالات الإيرانيين بعيد النوروز (رأس السنة الفارسية الجديدة)، في 21 مارس/ آذار الماضي، معربين عن أملهم في تخلص الشعب الإيراني من سيطرة النظام القمعي.
وأعرب عباس أمير انتظام، أحد أشهر المعارضين للنظام الإيراني والمقلب بـ"أقدم سجين سياسي" في البلاد، عن تهانيه للشعب الإيراني بالنيروز، مؤكدا وجود أحزان داخله بسبب أوضاع بلاده المأساوية تحت حكم الملالي، وتفشي الأزمات الاجتماعية والاقتصادية مثل الجوعى والمشردين، إلى جانب هروب العقول النابغة إلى خارج البلاد.
ودعا السياسي البارز الذي اعتقل في العام 1981 بدعوى التجسس لحساب الولايات المتحدة، ومكث عدة سنوات في السجن قبل أن إطلاق سراحه، الشعب الإيراني لعدم اليأس، متطلعا إلى رؤية اليوم الذي يحيا فيه الإيرانيون أحرارا على أرضهم.
ومن جانبه، أكد رضا بهلوي، نجل شاه إيران، أن النوروز مناسبة قومية يرجع تاريخها إلى ما أسماه" العصور المشرقة من تاريخ البلاد"، والتي تبعث على الفخر، وتمنح أملا في نيل الحرية، مهنئا عموم الشعب الإيراني بها.
وأعرب بهلوى، المقيم في منفاه بالولايات المتحدة الأمريكية، في رسالة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"عن أمله فى التخلص مما وصفه بـ"عهد الظلام والكذب" والانحطاط في إيران، والبدء في بناء وطن متقدم وحر بإرادة وطنية، وأن ينتهي الدمار في بلاده في المستقبل القريب ليتمكن أبناء الشعب الإيراني من بناء وطن حر معا.