إيران.. أصفهان تنتفض ضد مليشيات الملالي في سوريا
احتجاجات حاشدة داخل محافظة أصفهان تندد بالتدخل الإيراني في سوريا في ظل تفاقم الأزمات بالداخل.
اندلعت مظاهرات حاشدة في محافظة أصفهان بوسط إيران، الأربعاء، نظمها مزارعون وعائلاتهم؛ احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية، وتضرر مزروعاتهم بسبب شدة الجفاف، قبل أن يندد المحتجون بتدخل نظام الملالي في الأزمة السورية عبر مليشياته العسكرية المنتشرة هناك لدعم حليفه نظام بشار الأسد، في الوقت الذي يعاني الإيرانيون من أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، وسط عجز حكومي.
وأشار موقع راديو فردا المعارض، إلى أن قوات الشرطة الإيرانية تدخلت لفض تلك الاحتجاجات الحاشدة بالقوة، غير أن عددا كبيرا منهم رددوا هتافات مثل "اخرجوا من سوريا، اهتموا بأوضاعنا"، إلى جانب تعبيرهم عن تذمرهم من سوء أوضاعهم بسبب الأزمات المتفاقمة التي تمر بها البلاد.
ولفت الموقع إلى أن أحد المسؤولين الأمنيين المنتشرين بالمحافظة في ظل استمرار تلك الاحتجاجات لليوم الرابع، هدد المحتجين بسبب ترديد "هتافات سياسية"، مشيرا إلى تدخل عناصر من قوات مكافحة الشغب ضد المتظاهرين لمنع اتساع رقع الاحتجاجات خارج أصفهان، وذلك في ظل حالة الغضب الشعبي التي تجتاح مناطق عدة بالبلاد، بسبب سياسات النظام الإيراني التخريبية، وانتشار الفساد إلى جانب الأزمات المتفاقمة.
وكشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عن انقطاع خدمة الإنترنت عن المحافظة بالكامل بالتزامن مع تلك الاحتجاجات التي نظمها المئات من المزارعين وعائلاتهم، في الوقت الذي تحدث آخرون عن تنظيم مسيرات احتجاجية جديدة اليوم الخميس، بينما تم تداول مقاطع فيديو تظهر بها الاحتجاجات داخل أصفهان، وإقدام المتظاهرين على إحراق إطارات السيارات، إلى جانب الانتشار الأمني الكثيف.
وقال موقع "إيران الحرة" المعارض إن المظاهرات لم تقتصر على أصفهان فقط، بل شملت أيضا مدن رشا والأحواز ومشهد، حيث خرج الآلاف رغم محاولات قوات الأمن المستمرة لقمع الحراك الشعبي الذي انطلق قبل أكثر من 3 أشهر.
وفي السياق ذاته، نشرت وسائل إعلام إيرانية مقربة من نظام الملالي، الأربعاء، صورا وصفتها بأنها المشاهد الأولية من داخل قاعدة التيفور العسكرية السورية الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، إثر غارات جوية استهدفتها، أسقطت 14 شخصا، بينهم 7 إيرانيين.
وأشارت وكالة أنباء تسنيم المقربة من مليشيا الحرس الثوري، إلى أن تلك الصور هي موقع القصف الجوي الذي أسفر عن مقتل 7 ممن وصفتهم بمستشارين عسكريين إيرانيين، وإصابة آخرين.
وعادت الاحتجاجات لتطل من جديد داخل إيران مع انتهاء عطلة احتفالات عيد النوروز، والتي شملت إضرابات عمالية وفئوية بأغلب مناطق البلاد، في ظل عدم حصول أعداد كبيرة من العمال الإيرانيين على مستحقاتهم لعدة أشهر.
وأشارت صحيفة كيهان اللندنية، إلى انتشار تلك الاحتجاجات في مختلف المحافظات الإيرانية، مع بدء الأسبوع الثالث من السنة الفارسية الجديدة التي حلت في 21 مارس/آذار الماضي، لافتة إلى عشرات الوقفات الاحتجاجية التي نظمها عمال، ومزارعون، وموظفون حكوميون أيضا.
واندلعت الشرارة الأولى لتلك الاحتجاجات الشعبية التي باتت أمرا معتادا داخل طهران في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يوم الجمعة الماضي، بعد أن أبدى عمال مفصولون تعسفيا بإقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية عربية جنوب البلاد، غضبهم العارم أثناء حضورهم خطبة الجمعة، احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية.
وشهد إقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية عربية احتجاجات حاشدة الأسبوع الماضي، بسبب سياسات التمييز والعنصرية التي يمارسها نظام الملالي بحقهم، وحرمانهم من مباشرة حقوقهم السياسية والاجتماعية، إضافة إلى طمس هويتهم العربية.
واندلعت شرارة تلك الاحتجاجات قبل نحو أكثر من أسبوعين بالتجمهر أمام مبنى تابع للإذاعة والتلفزيون الإيراني في خوزستان، إثر ما اعتبره الأحوازيون إساءة للقومية العربية.
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز