لماذا تفشى كورونا في إيران؟.. "أسوشيتد برس" تجيب
عندما وقف نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي أمام الكاميرات في فبراير، وعد البلاد بأن لا خطر عليها من فيروس كورونا المستجد
قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن حالة الإنكار التي شهدتها إيران فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد، المعروف باسم "كوفيد-19"، أفسحت متسعًا من الوقت لانتشاره في البلاد.
وأعادت الوكالة الأمريكية التذكير، خلال تقرير عبر موقعها، إلى أنه عندما وقف نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي أمام الكاميرات في فبراير/شباط، وعد البلاد بأن لا خطر عليها من فيروس كورونا المستجد، رغم حقيقة أنه كان يسعل ويتصبب عرقًا.
وبعد يوم، أودع هو نفسه في الحجر الصحي جراء الإصابة بالفيروس، لافتة إلى أن تلك القصة تعتبر نموذجًا مصغرًا على ما حدث في البلاد وسط تفشي الوباء.
وأشارت إلى أن 9 حالات من بين كل 10 في الشرق الأوسط جاءت من إيران، التي أبلغت بإصابة أكثر من 16 ألفًا، ووفاة 988 على الأقل، وسط مخاوف من أن هناك حالات غير معلن عنها.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن المستشفيات في إيران يبدو أنها أصبحت مكتظة، وطلبت السلطات 172 مليون كمامة من الخارج، كما طلبت من صندوق النقد الدولي الحصول على قرض بقيمة 5 مليارات دولار هو الأول منذ 1962.
ورأت الوكالة الأمريكية، خلال تقريرها، أن إيران لديها فرصة للحد من انتشار الفيروس مع اقتراب عيد النوروز، أو رأس السنة الفارسية.
قبل أن تستدرك: "لكن يبدو أن السلطات غير قادرة أو غير مستعدة لوقف السفر بين المدن الكبرى، بينما تهدد البلدات المتأثرة بالفيروس بوضع نقاط مراقبة".
وحذرت الوكالة من أن ما يحدث لاحقًا لن يؤثر فقط على الحكومة المدنية في إيران والقيادة الدينية بل أيضًا بقية العالم.
ونقلت عن الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، الذي يدرس الشؤون الإيرانية، أمير أفخامي، قوله إنه بالنظر لحقيقة أن طهران طلبت قرضًا بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، فهذا يوضح مدى خطورة الوضع، وإدراكهم أنه خرج عن السيطرة.
وأوضح أن دولة مثل إيران تتحكم في كل وسائل الإعلام ويواجه الصحفيون قيودًا لا يزال فيها كثير من الأمور غير معروفة بشأن هذا التفشي، أبرزها شخصية "المريض رقم صفر" – وهو أول شخص مصاب بفيروس كورونا في البلاد – والمكان.
وتشير تعليقات العامة إلى مدينة قم، التي تبعد 125 كيلومترًا عن جنوب غرب طهران، لكن كيف وصل الفيروس هناك لا يزال محل تساؤل، فيما تشير السلطات إلى أن رجال أعمال إيرانيين ربما عادوا من الصين حاملون للفيروس.
كان قد أبلغ عن أول حالتي إصابة بفيروس كورونا الجديد في 19 فبراير/شباط، ثم توفيا في قم، وبما أن الأعراض تستغرق ما يصل لأسبوعين قبل الظهور، ربما أصيبا به بداية فبراير/شباط.
لكن لا تعلن السلطات الإيرانية أي تفاصيل، كما أن المزارات الدينية ظلت مفتوحة في قم وغيرها من المدن رغم ما تشكله من مخاطر على الزوار، وعدم مطالبة السلطات الصحية لها بالإغلاق، الأمر الذي أتاح الفرصة للفيروس للانتشار.
بدوره، قال مهدي خلجي، المحلل بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن وضع مدينة قم باعتبارها العاصمة الدينية ساعد في جعلها مركز نقل المرض لباقي إيران، وسبع دول أخرى على الأقل.
وسجلت إيران نسبة عالية من الوفيات والإصابات بكورونا خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث كان من بين الضحايا مسؤولون ونواب برلمان، ما دفع الدول المجاورة إلى إجلاء رعاياها منها وإغلاق المعابر البينية خشية انتشار الفيروس، لا سيما بعد اكتشاف حالات إصابة من العائدين من تلك البلاد.
كشفت بيانات استنادا لتصريحات رسمية متفرقة عن إصابة ما يزيد على 32 ألف شخص بفيروس كورونا المستجد داخل 30 محافظة إيرانية.
وذكرت إذاعة "فردا" التي تبث بالفارسية من التشيك في تقرير حصري لها، الأحد، أن 32 ألفا و271 شخصا حتى الآن يخضعون للعلاج من فيروس كورونا المعروف عمليا باسم "كوفيد 19" داخل مستشفيات في 30 محافظة داخل إيران.