فتاة تكسر تابوهات إيران بالعمل في Stand up comedy
مع أخذ الثقافة والأعراف الاجتماعية الإيرانية في الاعتبار، يُعَد الـ"ستاند آب كوميدي" في حد ذاته هنا صعبا، وأن تؤديه فتاة أصعب كثيرا.
رغم ولادتها ونشأتها في مدينة قم المقدسة لدى شيعة إيران، قررت زينب موسوي، 28 عاما، كسر جميع الحواجز لتصبح أول فتاة تؤدي كوميديا الوقوف وتكتسب شهرة على الصعيد الوطني.
وجدت موسوي حشودا من الشباب المؤيدين لها، لكنها أيضا لمست عصبا حساسا في دولة يُعَد فيها مجال stand up comedy جديدا نسبيا، لا سيما أن تكون مؤديته فتاة؛ حيث يُعَد تمثيل السيدات من المحرمات بالنسبة لكثير من الإيرانيين.
تقول موسوي في مقابلة مع صحيفة "جارديان" البريطانية: "أنْ تكوني فتاة تؤدي كوميديا الوقوف في إيران يشبه المنافسة في مسابقة للسباحة، وكأن خط البداية يبعد عنك 3 أمتار، لكن يديك وساقيك مكبلة".
وتتابع: "مع أخذ الثقافة والأعراف الاجتماعية الإيرانية في الاعتبار، يُعَد الستاند آب كوميدي في حد ذاته هنا صعبا، وتأديته وأنا فتاة أصعب كثيرا".
وكانت موسوي الشخصية المجهولة خلف حساب موقع التواصل الاجتماعي "أنستقرام" باسم Empress Kuzcooo، الذي اكتسب شهرة عبر الإنترنت وكانت صاحبته ترتدي حجابا مبالغا فيه ولا يظهر منها غير أنفها فقط وتنشر مقاطع فيديو وهي تلقي خطبا أمام خزانة ملابس مفتوحة.
ولم تعلن موسوي عن هويتها الحقيقية، إلا مؤخرا عندما طلب التلفزيون الإيراني الرسمي من المشاهدين إرسال مقاطع فيديو لأنفسهم للمشاركة في مسابقة ستاند آب كوميدي. وأرسلت الفتاة أحد الفيديوهات الخاصة بها وتم اختيارها لتأدية عرض عبر التلفزيون الوطني وسرعان ما اكتسبت شهرة هائلة بين شباب إيران الخبراء بالإنترنت، في حين أثارت غضب المتشددين.
وطالما كان يتهم المناخ السياسي الإيراني الصارم والمقيد، السخرية بأن لها وظيفة أخرى بعيدة كل البعد عن مجرد المتعة وإثارة الضحك. ولم يتم تقديم هذا النوع من الكوميديا عبر التلفزيون الإيراني إلا مؤخرا عن طريق برنامج Khandevaneh الذي وفر للشباب الذي يتمتع بحس فكاهي مثل موسوي مساحة.
وعن ظهورها في برنامج Khandevaneh تعلق موسوي: "كان رد الفعل مذهلا. تحدث الناس في البداية عن رؤية وجه Empress Kuzcooo، وخلق أدائي الأول موجة من التعليقات حول أن السيدات يمكن أن يكن كوميديانات ناجحات أيضا".
ويحاول التلفزيون الإيراني الذي يخضع للرقابة، التخلص من العقبات من أجل جذب المشاهدين الذين يفضلون مشاهدة القنوات غير القانونية عبر القمر الصناعي.
لكن لم تتخلَّ موسوي عن الموضوعات المثيرة للجدل التي تناقشها في عروضها. وفي أحد عروضها سخرت من الأسماء التي يطلقها الناس على أبنائهم هذه الأيام، وتنبأت بأنه ليس من الغريب أن نجد بعد عدة سنوات آباء يسمون أبناءهم Barjam وهو الاختصار الفارسي لخطة العمل الشاملة المشتركة أو الاتفاق النووي الإيراني الذي توصلت إليه طهران مع الغرب في 2015. وأكملت سخريتها بقولها: "كيف تطلق على طفل اسم Barjam، إذا كان الطفل نتيجة لجهود شاملة مشتركة دون أي خطة للعمل".
وأن يذيع التلفزيون الإيراني نكات مثيرة حتى الماكر منها، أمر غير مسبوق. وبسبب موضوعات مثل هذه، تلقت موسوي العديد من التهديدات.
وقالت في مقابلة حديثة لها مع موقع Aparat، النسخة الإيرانية من موقع يوتيوب، إنها تمر بأوقات مريرة؛ لأنها تتلقى تهديدات مثل سكب الحمض عليها أو دهسها أو إيذائها، بالإضافة إلى سبها، مضيفة: "أنا أعيش في ضغط".
لكن تصر الفتاة الشابة على استمرارها في مناقشة الموضوعات التي تجعل معجبيها يضحكون. ومن المفترض أن تسافر في جولة عبر محافظات إيرانية بداية من الشهر المقبل.
وأخيرا تقول: "الشيء الأصعب هو أن تصعد على المسرح وتخبر المشاهدين بأنك لا تؤدي الكوميديا كسيدة أو كإيرانية أو كمسلمة أو ليس حتى كجميلة. أنا فقط أؤدي الكوميديا، وشاهد ما أقدمه فقط".