أسبوع العراق.. صراع بين أذرع إيران ورئيس جديد لكردستان
شهد أسبوع العراق أحداثا كثيرة كان أبرزها انقسام نفوذ إيران واستمرار حرائق حقول القمح وانتخاب رئيس جديد لإقليم كردستان.
شهد الأسبوع الماضي في العراق أحداثا كثيرة كان أبرزها فشل وزير خارجية النظام الإيراني محمد جواد ظريف في استغلال بغداد للتفاوض مع واشنطن، وانتخاب نيجيرفان بارزاني رئيسا لإقليم كردستان.
- الإعدام لفرنسيين أدينا في العراق بالانتماء لتنظيم داعش الإرهابي
- تصريحات العبادي تكشف صراع أذرع إيران في العراق
كما أصدر القضاء أحكاما بالإعدام على 7 دواعش فرنسيين، فيما بدا عمق الانقسام الذي وصل إليه النفوذ الإيراني في العراق، بعد تضييق الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على نظام طهران وأذرعه في الشرق الأوسط، إضافة إلى استمرار الحرائق في حقول القمح والشعير بمحافظات كركوك وصلاح الدين وديالي (شمال).
فشل إيراني في العراق
لعل الحدث الأبرز من بين الأحداث التي شهدها العراق، خلال الأسبوع الماضي، كان فشل وزير خارجية النظام الإيراني محمد جواد ظريف في استخدام العراق كوسيط للتفاوض مع واشنطن التي حددت ١٢ شرطا يجب على طهران تنفيذها قبل الجلوس على طاولة التفاوض.
ورغم محاولات العراق لعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران لإنهاء الأزمة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت ١٢ شرطا على إيران يجب أن تطبقها كي تتمكن من بدء المفاوضات مع أمريكا.
وتركز الشروط الأمريكية على وقف إيران لنشاطاتها النووية ومنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى كل المواقع في إيران، ووقف نشر الصواريخ الباليستية وتطويرها والكف عن تهديداتها الصاروخية لدول المنطقة والخليج العربي، والتعامل باحترام مع الحكومة العراقية وعدم عرقلة حل التشكيلات الشيعية المسلحة ونزع سلاحها.
إضافة إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين الأمريكيين والأجانب، ووقف الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له دعمه للإرهاب وللمليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها المليشيات العراقية ومليشيا حزب الله اللبنانية، وحركتا حماس، والجهاد الإسلامي في فلسطين، والحوثيون في اليمن، وحركة طالبان وعدم إيواء إرهابيي القاعدة.
كما شملت سحب كل القوات التي تخضع للقيادة الإيرانية من سوريا، والتخلي عن تهديد عمليات النقل البحرية الدولية، ووقف الهجمات السيبرانية.
ولم يكن رفض واشنطن الوساطة العراقية الصفعة الوحيدة التي تلقاها ظريف خلال زيارته إلى بغداد الأسبوع الماضي، فالمرجع الشيعي علي السيستاني وجه هو الآخر صفعة لظريف عندما رفض استقباله، فاضطر إلى مغادرة العراق والعودة محبطا إلى طهران التي يزداد الخناق الدولي حول نظامها يوما بعد يوم خاصة بعد عزم الولايات المتحدة على تصفير إنتاج إيران من النفط لإنهاء دورها الإرهابي في الشرق الأوسط.
وقال الخبير السياسي العراقي، غالب الجبوري، لـ"العين الإخبارية" إن "زيارة ظريف جاءت للضغط على أتباع إيران في الحكومة العراقية لتعجيل مسألة الوساطة مع واشنطن"، لافتا إلى أن النظام الإيراني يعمل ويحاول بكل الطرق أن ينقذ نفسه من المأزق الذي وقع فيه إثر سياساته، لذلك يحاول أن يتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة كي يخفف من الضغوطات الاقتصادية التي أصبحت تخنقه.
ومع ازدياد الضغوطات الإيرانية على العراق لخرق العقوبات الأمريكية على طهران والالتفاف عليها، ينتظر العراقيون إيفاء الحكومة العراقية بوعودها وتوفير الخدمات الرئيسية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في جنوب العراق الذي مازال الغضب من النفوذ الإيراني ونقص الخدمات سيد الموقف فيه، فعلامات موجة جديدة من الاحتجاجات تلوح في الأفق، وقد تكون شوارعها خلال الأسابيع المقبلة مركزا له كما كانت العام الماضي.
رئيس جديد لإقليم كردستان
وفي خضم هذه الأحداث، شهد برلمان كردستان العراق، الثلاثاء الماضي، انتخاب نيجيرفان بارزاني رئيسا لإقليم كردستان.
وحصل بارزاني على ٦٨ صوتا من مجموع أصوات ٨١ نائبا من النواب الحاضرين في الجلسة، وأعلنت رئاسة برلمان كردستان الخميس أن الرئيس المنتخب سيؤدي اليمين القانونية في ١٠ يونيو/حزيران المقبل، في مراسم رسمية تحضرها وفود سياسية عراقية وأجنبية.
ويعيش إقليم كردستان العراق حالة جمود تامة منذ 8 أشهر، حين فشلت الأطراف السياسية الكردستانية في التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن تشكيل حكومة الإقليم الجديدة، بعد انتخابات برلمانية في ٣٠ سبتمبر/أيلول ٢٠١٨.
حرائق حقول القمح
ورغم استمرار الحرائق العشوائية التي بدأت تنشب في حقول القمح والشعير بمحافظات كركوك وصلاح الدين وديالى منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، إلا أن مساء الأربعاء الماضي كان الأكثر دموية بالنسبة للقرى الواقعة جنوب كركوك منذ انتهاء المعارك ضد إرهابيي داعش في العراق نهاية ٢٠١٧، حيث أسفرت الحرائق التي نشبت في حقول المزارعين الأكراد بالقرى التابعة لقضاء داقوق عن مقتل مزارع وإصابة تسعة آخرين أثناء محاولتهم إخمادها.
وتعليقا على تلك الأحداث، طالب رئيس إقليم كردستان العراق السابق، مسعود بارزاني، الخميس، الحكومة العراقية بالتدخل لإنهاء ما أسماها بعمليات القتل والإيذاء وحرق المحاصيل الزراعية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
ولم يخلُ أسبوع العراق من الأحداث الأمنية التي تركزت في المناطق المحررة من تنظيم داعش خاصة في محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين.
أحكام بإعدام عناصر داعش
وأصدرت إحدى محاكم بغداد خلال الأسبوع الماضي أحكاما بالإعدام على 7 فرنسيين بتهمة الانتماء لتنظيم داعش.
ويأتي إصدار هذه الأحكام على مسلحي التنظيم الفرنسيين وسط إعلان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الثلاثاء الماضي، أن باريس تكثف جهودها لتجنيب هؤلاء الفرنسيين الإعدام.
تركيا تتسلم أطفال الدواعش
في غضون ذلك، تسلم العراق عددا من أطفال مسلحي داعش الأتراك إلى أنقرة، بحضور ممثلين عن الحكومتين العراقية والتركية ومنظمات دولية.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى، القاضي عبد الستار بيرقدار، في بيان إن "محكمة التحقيق المركزية المسؤولة عن ملفات الإرهاب والمتهمين الأجانب سلّمت الجانب التركي ١٨٨ طفلا من أطفال داعش"، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء بالغين بنسبة قليلة أدينوا بتهم تجاوز الحدود ونفاد فترة الإقامة وانتهت مدة محكوميتهم.
صراع أذرع إيران
كشف رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي -بهجومه على سياسات خلفه عادل عبدالمهدي ومليشيات الحشد الشعبي- عمق الانقسام الذي وصل إليه النفوذ الإيراني في العراق، بعد تضييق الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على نظام طهران وأذرعه في الشرق الأوسط.
وشن العبادي الذي يتزعم ائتلاف النصر في مجلس النواب العراقي، خلال مقابلة مع فضائية العراقية شبه الرسمية مساء الجمعة الماضي، هجوما عنيفا على سياسة الحكومة العراقية الحالية ورئيسها عادل عبدالمهدي، وحذر من اصطفاف العراق مع إيران والتضحية بالوضع العراقي الراهن، مشيرا إلى أن عبدالمهدي أعاد فتح نوافذ مغلقة مع إيران كان أغلقها عندما كان رئيسا للوزراء، ما بين الأعوام ٢٠١٤-٢٠١٨.
وانتقد العبادي قيادات في مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، مؤكدا "أصبحوا أثرياء على حساب المال العام"، مشيرا إلى استيلاء هذه القيادات على عقارات باهظة الأثمان في بغداد ومدن العراق الأخرى.
ودعا العبادي -الذي بدأ منذ نحو شهر محاولات لتشكيل جبهة معارضة داخل مجلس النواب العراقي- الحكومة إلى حصر السلاح بيدها ومعاقبة كل من يهدد أمن العراق، واستغرب في الوقت ذاته من التهديدات التي يطلقها قادة المليشيات ضد أمريكا دفاعا عن إيران، مقرعين طبول الحرب في العراق بينما تعيش إيران بسلام.
ونفى العبادي أن تكون إيران قدمت السلاح للعراقيين في الحرب ضد إرهابيي داعش مجانا، وأكد أن "إيران باعت للعراق السلاح بأغلى من سعره في السوق، والنصر الذي تحقق على الإرهاب تحقق بجهود وتضحيات العراقيين بمختلف مكوناتهم".
وفي صعيد متصل، أحالت الحكومة العراقية قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري على التقاعد، وعينت في محله قائد عمليات صلاح الدين اللواء الركن نومان الزوبعي.
وكانت "العين الإخبارية" كشفت، في تقرير لها، عن تخطيط المليشيات الإيرانية لإبعاد اللواء نجم عن منصبه في قيادة عمليات نينوى إثر الخلافات بين الجبوري وعدد من قادة المليشيات، بسبب تدخلاتها في الملف الأمني وانتهاكاتها القوانين في الموصل.
هجمات على حقول النفط
وفي إطار الأحداث الأمنية، تعرضت حقول علاس النفطية في محافظة صلاح الدين الأسبوع الماضي لهجوم شنه إرهابيو داعش، وأكدت خلية الإعلام الأمني أن القوات الأمنية تصدت للهجوم دون أن تشير إلى الخسائر التي أسفرت عنها الاشتباكات.
وفي السياق ذاته، أعلنت خلية الإعلام الأمني، مساء الخميس، مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة ١٦ آخرين في انفجار 6 عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من محافظة كركوك.
وأوضحت الخلية أن العمليات الإرهابية وقعت في شوارع القدس والمحافظة وطريق بغداد بمحافظة كركوك، كاشفة عن تفكيك القوات الأمنية عبوتين ناسفتين في المحافظة ذاتها.