العبادي يستقيل من حزب الدعوة الموالي لإيران في العراق
مراقبون يرون أن تصريحات العبادي ضد المليشيات الإيرانية مؤخرا واستقالته تكشف عمق الانقسام الذي وصل إليه النفوذ الإيراني في العراق.
أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، الخميس، استقالته من كافة المواقع القيادية في حزب الدعوة، داعيا الحزب إلى تجديد أطر قيادته وإعادة الهيكلية بما يناسب تجربته الماضية وتطلعاته المستقبلية.
ودعا العبادي في رسالة تضمنت 7 نقاط أعضاء وكوادر حزب الدعوة، في وقت متأخر من مساء الخميس، إلى المراجعة النقدية والتجديد في خطاب وهيكلية الحزب، وضخ دماء جديدة في مفاصله، خصوصا قيادته.
ويري مراقبون أن تصريحات العبادي ضد المليشيات الإيرانية مؤخرا واستقالته تكشف عمق الانقسام الذي وصل إليه النفوذ الإيراني في العراق، بعد تضييق الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على نظام طهران وأذرعه في الشرق الأوسط.
وقال العبادي "أعلن تنازلي وانسحابي من جميع المواقع القيادية بالحزب، وأن أبقى داعية وجنديا لخدمة المسيرة، وأدعو إلى تجديد أطر القيادة، وإعادة الهيكلية بما يناسب التجربة المنصرمة والتطلعات إلى المستقبل بنكران ذات عالٍ".
وشدد العبادي على أن حزب الدعوة والأحزاب الأخرى في العراق مطالبة بصناعة القوة والمجد والرخاء للعراق وشعبه، مبينا أن ذلك من مسؤولية الجميع.
وأشار العبادي -الذي وجه رسالته عشية انطلاق مؤتمر حزب الدعوة- إلى أنه ليست هناك تجارب سياسية مجتمعية معصومة، والمهم المراجعة والتصحيح، والأهم الإصرار على المواصلة بوعي وتخطيط والتزام بقواعد المسؤولية، والجهوزية بالتعاطي مع الوطن وشعبه المضحي.
وحيدر العبادي قيادي بارز في حزب الدعوة، أحد الأحزاب الشيعية الرئيسية العراقية الموالية لنظام ولي الفقيه الإيراني، ويشهد الحزب منذ سنوات انشقاقات إثر خلافات بين قياداته، الأمر الذي تسبب في تأخير عقد مؤتمره الذي أعلن الحزب أنه سيعقد في يونيو/حزيران المقبل.
وشن العبادي الذي يتزعم ائتلاف النصر في مجلس النواب العراقي، خلال مقابلة مع فضائية العراقية شبه الرسمية في ٢٤ مايو/أيار الجاري، هجوما عنيفا على سياسة الحكومة العراقية، وحذر من اصطفاف العراق مع إيران والتضحية بالوضع العراقي الراهن.
وانتقد العبادي قيادات في مليشيات الحشد الشعبي والأحزاب التابعة لإيران، مؤكدا "أصبحوا أثرياء على حساب المال العام"، مشيرا إلى استيلاء هذه القيادات على عقارات باهظة الأثمان في بغداد ومدن العراق الأخرى.
وقال الخبير الأمني والسياسي العراقي هشام الهاشمي، في تغريدة على صفحته في تويتر تعليقا على استقالة العبادي "استقالة أو تنازل الدكتور حيدر العبادي عن مناصبه القيادية في حزب الدعوة ؛ جاءت في وقت "لا له ولا عليه"، تصفير مواقف ومسيرة سياسية جديدة، أتمنى له التوفيق".
ويري مراقبون أن تصريحات العبادي ضد المليشيات الإيرانية مؤخرا واستقالته تكشف عمق الانقسام الذي وصل إليه النفوذ الإيراني في العراق، بعد تضييق الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على نظام طهران وأذرعه في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز