سياسة
فضحه تصريح العبادي "المتأخر".. صراع لحلفاء إيران على كعكة العراق
تصريحات حيدر العبادي عن التدخل الإيراني في بغداد كشفت عن تأثير نفوذ طهران على تشكيل الحكومة العراقية.
أمام خريطة المصالح داخل العراق، تعرت الخلافات داخل معسكر القوى الموالية لنظام ولاية الفقيه، في بلد يعاني من تدخلات فجة للجار الإيراني، بعد أن كشف تصريح رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي عن حجم نفوذ طهران.وأقر العبادي، الذي يتزعم ائتلاف النصر النيابي، خلال مقابلة تلفزيونية، السبت، بوجود نفوذ لطهران في بلاده، مؤكدا أنه يتجلى في الضغوط خلال تشكيل الحكومات واختيار النخب الحاكمة، رافضا تدخلات أجهزة بعض الدول سواء كانت أمريكية أو إيرانية أو غيرهما في المشهد السياسي ببلاده.
- الداخلية والدفاع.. حكومة العراق بين نار التأجيل وجحيم التدخل الإيراني
- خبراء عراقيون: خطة إيرانية قطرية لتأجيج الوضع بالسيطرة على "الداخلية"
وكسر العبادي حاجز صمته الذي استمر لسنوات، مرجعا التدخل الخارجي في الحياة السياسية بالعراق إلى ما سماه بـ"الضعف والصراع الداخلي"، وتقديم المصالح الخاصة على العامة، معربا عن حزنه العميق لهذا التدخل الدولي.
اعتراف متأخر
الخبير السياسي العراقي، علاء النشوع، وصف تصريحات حيدر العبادي بأنها "متأخرة"، قائلا: "لو تحدث عن التدخلات الإيرانية خلال فترة رئاسته للحكومة لاعتبر بطلا وطنيا وقوميا، باعتبار فضحه تدخلات طهران في العراق وسياسة نظامها الذي دمر البلاد منذ ٢٠٠٣".
وعزا النشوع "إعلان العبادي" في هذا الوقت إلى تغير الوضع السياسي في العراق؛ حيث أصبحت الأمور تخرج من يد السياسة الإيرانية ولن يكون لطهران مستقبلا أي دور في سياسة بغداد، خلال المرحلة المقبلة، لذلك بدأ التخلي عن نظام ولاية الفقيه والتقرب إلى المشروع الأمريكي.
ولم يكتفِ الخبير العراقي بذلك، بل دعا واشنطن إلى العمل من أجل تغيير الأوضاع في بلاده، وتصحيح مسار عمليته السياسية؛ لأن الشعب يعاني الآن من ويلات كثيرة، مضيفا: "المواطن أصبح اليوم مسلوب الإرادة لأن القرارات السياسية تخضع لإيران وللمتغيرات الدولية".
خلافات في معسكر اتباع طهران
من جهته، أكد الخبير السياسي صباح صبحي، أن تصريحات العبادي عن التدخلات الإيرانية تعد دليلا على تعمق الصراع بين حلفاء إيران داخل البيت العراقي، قائلا: "هذا الصراع سيشتد ويعمق أكثر مما هو عليه الآن في المرحلة المقبلة، خصوصا أن الولايات المتحدة لديها نية في القضاء على نفوذ طهران في بلادنا، وتقوية دور حلفائها، أي أننا سنكون على موعد مع دور أمريكي قوي خلال الفترة المقبلة".
صبحي لفت إلى أن حجم التدخلات الإيرانية في العراق كبير جدا، وهذا يظهر من خلال دورها في تشكيل الحكومة العراقية وسيطرتها على جميع مفاصل الحياة، مشددا على أن طهران تسير بالعراق نحو المجهول خصوصا أن هذه التدخلات منعت حتى الآن من استكمال تشكيل الحكومة وفراغ وزارتين مهمتين هما الداخلية والدفاع.
مصالح خارجية
وبحسب المحلل السياسي تحسين الزركاني فإن تلك التدخلات بدأت في العراق منذ اليوم الأول لتغيير النظام السياسي في بغداد عام ٢٠٠٣، مضيفا: "لا حكومة العبادي السابقة ولا حكومة عادل عبدالمهدي الحالية تستطيع أن تتخلص من العباءة الإيرانية؛ فهذه التدخلات نابعة من تمسك الطبقة السياسية في بلادنا بطهران باعتبارها المنقذ والدولة الراعية لمصالح العراقيين، وكأننا غير قادرين على قيادة وطننا والتفكير في مصلحته الوطنية.
وأشار الزركاني إلى أن غالبية الساسة الذين يحكمون العراق حاليا لديهم ارتباطات بمصالح وأجندات خارجية ومن بينها إيران، مشددا على أن القرار السياسي العراقي لا يرى النور إلا بعد حصوله على موافقة نظام ولاية الفقيه، ومع استمرار هذه الأوضاع فإن من سيحكم بلادنا مستقبلا سيكون أيضا تحت هيمنة طهران، "إلا في حالة واحدة وهي انشغال جارتنا بأمر آخر وانصرافها عنا".
وزادت إيران من توغلها في العراق بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي إبان سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي العراقية؛ حيث أقدمت مليشيات الحرس الثوري وعبر جناحها الخارجي الذي يقوده الإرهابي قاسم سليماني إلى تشكيل مليشيات الحشد الشعبي كقوة موازية للجيش العراقي.
ولم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصل العمل على سيطرة هذه المليشيات على جميع مقاليد السلطة في العراق واتخاذه كقاعدة عسكرية لتنفيذ المشروع الإيراني في الشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg
جزيرة ام اند امز