سياسة
مشاركة العراق بالاجتماعات الأممية.. هل تحصد بغداد دعما خارجيا؟
فيما لا زال العراق يتلمس خطواته نحو الاستقرار الغائب عن أراضيه منذ أشهر، يسعى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من نيويورك، لحشد الدعم الدولي.
ذلك الدعم الدولي يأمل رئيس الحكومة العراقية أن تكون اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ77، طريقه إليه، كإحدى خطوات معالجة التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها البلد الغني بالنفط.
والتقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في مدينة نيويورك، اليوم الثلاثاء، عددا من المسؤولين من الملوك والرؤساء بينهم نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، في اجتماعات قال عنها مكتبه الإعلامي، إنها ناقشت أهم الملفات للتعاون على مختلف المستويات، لمعالجة التحديات الاقتصادية، والسياسية التي تواجه العراق والمنطقة.
وتعد مشاركة الكاظمي في اجتماعات الجمعية العمومية هي الأولى له بديلا عن رئيس الجمهورية برهم صالح، في حدث يأمل من خلاله السياسي العراقي، التفتيش عن حلول للأزمة السياسية الخانقة التي تضرب بلاده منذ 10 أشهر.
كرنفال عالمي
وحول تلك المشاركة، قال رئيس مركز "تفكير السياسي"، إحسان الشمري، إنه رغم كونها تأتي ضمن إطار بروتوكولي باعتبار العراق عضواً فاعلاً في الأمم المتحدة، إلا أن لها أهمية كبيرة على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية وغيرها، كون أن ذلك التجمع هو كرنفال عالمي يلتقي فيه الملوك والرؤساء، ما قد يدفع بفرص للتفاهمات وبناء العلاقات.
وأوضح الشمري، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "العراق قد استطاع ومن خلال المشاركات السابقة في حقبة الكاظمي تحديداً، من استثمار تلك المناسبة بالشكل الصحيح"، مشيرًا إلى أنه حقق تقارباً مع بعض الدول أثمر عن خطوات على أقل تقدير في تصحيح المسارات على مستوى العلاقات الثنائية وتناميها لاحقاً.
ملفات خارجية
بدوره، قال الأكاديمي خالد عبد الإله، إن "الكاظمي سيسعى من خلال تلك المشاركة إلى ترتيب العديد من الملفات الخارجية وخصوصاً أنه استطاع وعلى مدار عامين من الحكم في تحقيق نتائج وصفها بـ"الإيجابية" على تلك المستويات بما حقق عودة عراقية إلى الفضاء الدولي بعد عزلة استمرت لسنوات عدة.
وأوضح عبد الإله، لـ"العين الإخبارية"، أن "تلك المتغيرات أسهمت وبشكل كبير في استثمار العلاقات الخارجية وتوجيها نحو ترتيب الأمور الداخلية للبلاد، والتي كانت بمثابة نقطة ارتكاز "مهمة" نحو تصويب الكثير من المسارات بالطريقة التي يمكن من خلالها أن تتبنى بغداد سياسات ملائمة لا تتقاطع مع المصلحة العليا للبلد الآسيوي.
آمال مشروطة
وحول إمكانية تأثير تلك المشاركة في تفكيك الأزمة السياسية التي يعيشها العراق، قال عبدالإله، إن "التعويل على الخارج في إيجاد الحلول للأزمة المحتدمة منذ شهور بات من الصعب جداً، كون أن تلك المؤثرات فقدت قدرتها على توصيف ورسم مسارات الخروج من التعقيد والإنسداد الحاصل".
واستدرك قائلا: "لكن من الممكن أن يطرح الكاظمي العديد من القضايا التي لها تأثير كبير على تحسن الوضع الداخلي للبلاد، بينها ملفات أزمة المياه والتدخلات العسكرية التركية والتقلبات المناخية، والحصول على الدعم في مواجهة الفساد وغيرها من الموضوعات الحساسة والمهمة".
إلا أن الأكاديمي والمحلل السياسي إحسان الشمري، قال إن إمكانية طرح تلك المشاركة معادلات أو حلولا للأزمة المعقدة في العراق، يعتمد على ما سيتم طرحه خلال مشاركة الكاظمي، مشيرًا إلى أن الأحزاب السياسية العراقية لن تهتم كثيراً بذلك المحفل، "كونها تنظر لمصالحها".