اجتماع بوزارة الزراعة يضع العراق أمام معضلة الفصائل.. اشتباكات وقتلى

اشتبك مسلحون في حي الكرخ في العاصمة العراقية بغداد بعناصر الشرطة الاتحادية، ما أسفر عن مقتل 4 وإصابة آخرين.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان، اليوم الأحد، إن "مجموعة مسلحة اقتحمت دائرة حكومية تابعة لوزارة الزراعة أثناء انعقاد اجتماع إداري، بالتزامن مع تسلُّم مدير جديد لمهام عمله، ما تسبب بحالة من الذعر بين الموظفين ودفع القوات الأمنية إلى التدخل الفوري".
وأسفرت الاشتباكات، بحسب البيان، عن مقتل 3 من منتسبي الشرطة الاتحادية وإصابة عدد من الضباط والعناصر الأمنيين، فيما أعلنت السلطات القبض على 14 من أفراد المجموعة وبدء تحقيقات عُليا في الحادث.
وكشفت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" عن مقتل أحد المارة وإصابة 4 آخرين بجروح، ما يرفع عدد الضحايا إلى 4 قتلى.
وأشار بيان الداخلية إلى أن "قوات من الشرطة الاتحادية ودوريات نجدة الكرخ تحركت بسرعة إلى موقع الحادث، حيث تعرضت لإطلاق نار مباشر من قبل المهاجمين".
وأضافت الوزارة أنها "تمكنت من إلقاء القبض على خمسة مسلحين في الساعات الأولى، ثم ارتفع العدد لاحقاً إلى 14 موقوفاً"، مؤكدة أن "القوات الأمنية تواصل عمليات التفتيش والتعقب، بإشراف مباشر من القيادات العليا، لضمان إلقاء القبض على جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة".
وأوضحت مصادر مطلعة أن القوة المسلحة التي قامت بالاعتداء على قوات الشرطة هي "سرايا الدفاع الشعبي"، وهي قوة تابعة لكتائب حزب الله العراق ضمن الحشد الشعبي، لواء 45.
خلفية الاشتباك
وكشفت مصادر أمنية أن الخلاف يعود إلى اعتراض بعض المسلحين على قرار إداري بتغيير مدير الدائرة.
وأضافت أن "قوات الشرطة الاتحادية انسحبت من تلك المواقع بعد المواجهات العسكرية، خشية تجدد الاشتباكات، في وقت أرسل فيه الفصيل المسلح تعزيزات عسكرية بعد صدور أوامر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بملاحقة المتورطين".
وتابعت المصادر أن "قوة خاصة تابعة لمكتب رئيس الوزراء وجهاز مكافحة الإرهاب تتواجد حالياً في موقع الحادث، بعد انسحاب قوات الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية".
وبينما تواجه الحكومة العراقية ضغوطاً غربية لضبط الانفلات الأمني وحل الفصائل المسلحة، يأتي الحادث ليضع بغداد أمام مأزق في لحظة حرجة.
موقف الحكومة
على إثر التطورات، أصدر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني توجيهاً بتشكيل لجنة تحقيق عُليا لمعرفة ملابسات الحادث ومحاسبة المقصرين، مؤكداً ضرورة بسط سلطة القانون ومنع أي انتهاك للمؤسسات الحكومية.
ويأتي هذا الحادث في وقت تواجه فيه الحكومة العراقية تحديات متزايدة في ضبط سلاح الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة، وسط مطالبات شعبية وسياسية بفرض هيبة الدولة ومنع تكرار حوادث مماثلة.
ويفاقم الحادث أزمة الفصائل المسلحة في العراق، بعد أيام من اجتماع بين رئيس الوزراء العراقي وقيادات الإطار التنسيقي (الشيعي) الحاكم، حينما أبلغهم السوداني بأن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، والمعروفة أيضاً باسم "سنتكوم"، زاره ليبلغه أن الهجمات الأخيرة التي طالت مواقع في إقليم كردستان نُفّذت باستخدام 15 طائرة مسيّرة، واستهدفت شركات أمريكية وأوروبية ونرويجية، بحسب المصدر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز