مصير المليشيات بالعراق.. رسالة أمريكية واجتماع عاجل لـ«الإطار التنسيقي»

تسلّمت الحكومة العراقية رسالة أمريكية بشأن المليشيات، ما دفع الإطار التنسيقي الحاكم إلى الدعوة لاجتماع عاجل مقرر غدًا الإثنين.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دعا، اليوم الأحد، إلى اجتماع عاجل لقيادات الإطار التنسيقي، عقب تسلمه رسالة من واشنطن تتضمن مطالب مباشرة بـ"تفكيك الفصائل المسلحة" و"دمج قوات الحشد الشعبي في مؤسسات الدولة الأمنية".
وهذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها الولايات المتحدة بحل المليشيات العراقية المسلحة، وسبق للقوات الأمريكية أن قصفت قواعد الفصائل، كما شنّت الأخيرة هجمات على قواعد أمريكية في العراق.
وبحسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية"، فإن "الاجتماع المرتقب سيُعقد مساء الإثنين في مكتب رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، القيادي البارز في الإطار التنسيقي، لمناقشة تداعيات الرسالة الأمريكية، وخيارات التعامل معها في ظل الانقسام الداخلي بشأن مصير المليشيات المدعومة من إيران".
وجاء ذلك في أعقاب استقبال السوداني للقائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، ستيفن فاجن، حيث تم بحث ملفات التعاون المشترك، لكن البيان الرسمي الصادر عن مكتب رئيس الوزراء لم يشر إلى فحوى الرسالة الأمريكية العاجلة التي تم تسليمها خلال اللقاء.
وبحسب مصدر مطلع، شددت الرسالة الأمريكية على ضرورة نزع سلاح المليشيات التي ما زالت تمارس نفوذًا واسعًا خارج مؤسسات الدولة، كما دعت إلى الإسراع في دمج هيئة الحشد الشعبي بالكامل ضمن وزارتي الدفاع أو الداخلية، في إطار "إعادة هيكلة المنظومة الأمنية على أسس وطنية غير فصائلية".
رد غير مباشر من الحشد الشعبي
وبعد ساعة من نقل الرسالة للجانب العراقي، خرج ياسر حسين العيساوي، معاون رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، بتصريحات نارية حذّر فيها من أن المنطقة مقبلة على مواجهة شاملة، قائلًا إن "جميع تشكيلات الحشد الشعبي والقوات الأمنية في حالة جهوزية لمواجهة أي طارئ".
وخلال مشاركته في ندوة بعنوان "تغير قواعد الاشتباك في المنطقة"، قال العيساوي إن "العراق محمي من خطر اندلاع حرب إقليمية"، لكنه أشار إلى أن التصعيد الإقليمي قد يفجّر مواجهة في أي لحظة، فيما بدا "ردًا مبطنًا على الضغوط الأمريكية" ومحاولة لتأكيد جاهزية الفصائل المسلحة كقوة لا يمكن تجاهلها.
وأكّد أن الأنباء المتداولة بشأن دمج الحشد الشعبي في وزارتي الدفاع أو الداخلية لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا عدم وجود أي طلب أو أمر رسمي أو مستند قانوني يتعلق بهذا الموضوع.
توازن دقيق أم مواجهة مؤجلة؟
ويرى محللون أن السوداني يقف حاليًا على مفترق طرق حرج؛ فهو من جهة يواجه ضغوطًا أمريكية متصاعدة تسعى لتحجيم الدور الإيراني وإنهاء سطوة المليشيات، ومن جهة أخرى، فإن بقاءه في السلطة مرهون بدعم القوى الشيعية المسلحة التي تشكّل العمود الفقري للإطار التنسيقي.
وبين هذا وذاك، تبدو محاولة السوداني لاحتواء الأزمة عبر حوار داخلي شيعي بمثابة محاولة لتجنّب الصدام المباشر، مع الاحتفاظ بهامش المناورة مع واشنطن. لكن المراقبين يحذّرون من أن تأجيل الحسم في ملف سلاح الفصائل، سيبقي العراق رهينة صراعات الخارج ومناورات الداخل.