جسر الموصل.. محطة النهاية في حياة داعش بالعراق
القوات العراقية تسعى لانتزاع السيطرة على جسر الموصل ليكون الممر نحو دحر تنظيم داعش في العراق.
توغلت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في غرب الموصل، الأحد، بهدف انتزاع السيطرة على جسر الموصل، وهو الخامس والأخير من جهة الجنوب على نهر دجلة، ويربط بين الضفة الشرقية للنهر التي تسيطر عليها الحكومة والمنطقة التي يدور فيها هجوم حاليا على فلول الإرهابيين في الغرب.
ودُمرت جميع الجسور في ضربات شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبعد ذلك على يد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الذين يحاولون عزل الضفة الغربية للنهر التي مازالت تحت سيطرتهم.
وشدد العقيد فلاح الوبدان من وحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، وإحدى القوتين الرئيسيتين اللتين تقودان الهجوم على غرب الموصل على أهمية الجسر الاستراتيجية، قائلا إن سلاح المهندسين بالجيش يعتزم إصلاح الجسر للسماح للقوات بجلب تعزيزات وإمدادات من الجانب الشرقي مباشرة.
وانتزعت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير/كانون الثاني بعد قتال استمر 100 يوم. وشنت هجمات على الأحياء الواقعة غربي النهر قبل أسبوع.
وإذا هزمت القوات مقاتلي تنظيم داعش في الموصل تكون قد سحقت الجناح العراقي للدولة المزعومة التي أعلنها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم الإرهابي في عام 2014 في أجزاء من العراق وسوريا المجاورة.
وعلى صعيد جبهة سوريا، قال القائد الأمريكي في العراق إنه يعتقد إن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة ستسيطر على الموصل والرقة معقل التنظيم في سوريا خلال ستة أشهر.
وتهاجم قوات الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب ووحدات الرد السريع التنظيم في غرب الموصل بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يشمل أيضا المدفعية.
وقال ضابط من جهاز مكافحة الإرهاب إن مئات الأشخاص فروا من القتال منذ يوم الخميس الماضي منهم 1200 على الأقل في الساعات الأولى من صباح اليوم، من بينهم أشخاص أدخلوا قسرا إلى الموصل في المراحل الأولى من الهجوم من مناطق مجاورة لاستخدامهم كدروع بشرية.
وكان تنظيم داعش قد أجبر الألوف على مغادرة قراهم جنوبي الموصل والسير مع مقاتليه لدى تقهقرهم في أواخر أكتوبر/تشرين الأول باتجاه المدينة.
وفي السياق ذاته، أفادت بيانات الجيش إن القوات العراقية سيطرت بالفعل على المداخل الجنوبية والغربية للمدينة وأخرجت الإرهابيين من المطار وقاعدة جوية ومحطة كهرباء وحي المأمون السكني.
وقال قادة إن القوات ستستكمل قريبا استعادة الحيين الآخرين وهما الطيران وهاوي الجوسق، مشيرا إلى أن القوات الآن على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة القديمة والمباني الحكومية الرئيسية والتي ستعني السيطرة عليها فعليا سقوط الموصل.
ويتوقع القادة العراقيون أن تزداد المعركة صعوبة مع اقترابهم من المدينة القديمة، بسبب صعوبة مرور الدبابات والمركبات المدرعة عبر الأزقة الضيقة للحي القديم.
ويعتقد أن بضعة ألوف من الإرهابيين ومن بينهم العديد الذين جاءوا من دول غربية للانضمام للمقاتلين متحصنون في المدينة دون وجود مكان آخر يمكنهم الذهاب إليه بشكل عملي مما قد يؤدي إلى قتال عنيف وسط نحو 750 ألف من السكان المتبقين في المدينة.
وذكرت الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 400 ألف شخص قد يضطرون لترك منازلهم خلال الهجوم الجديد مع نفاد الغذاء والوقود في غرب الموصل.
وحذرت منظمات الإغاثة يوم الجمعة الماضي من أن المرحلة الأكثر خطورة في الهجوم على وشك أن تبدأ.
وتشجع الحكومة السكان على البقاء في منازلهم كلما أمكن ذلك كما فعل السكان في شرق الموصل الذين فر منهم عدد أقل من المتوقع.