أزمة نفطية جديدة في العراق.. لماذا تعثرت صفقة "توتال"؟
يبدو أن جهود العراق لتعزيز إنتاجه من النفط والغاز الطبيعي، تواجه تعثرات، وسط حاجة البلاد لمداخيل مالية وزيادة في إنتاج الغاز المصاحب.
والإثنين، أوردت وكالة رويترز للأنباء، أن صفقة قيمتها 27 مليار دولار بين شركة توتال الفرنسية والعراق، تعثرت، بعد أن كانت بغداد تأمل أن تعيد بها شركات النفط الكبرى للبلاد.
وطالما كان العراق ينشد جذب شركات أجنبية كبرى مثل توتال الفرنسية وشل بريتش بتروليوم، في عقود كبيرة تمتد عقودا، لكنها دائما كانت تواجه بشروط صعبة من جانب تلك الشركات، مع ارتفاع مخاطر العمل في العراق.
تعود هذه الصعوبات في جذب استثمارات كبيرة جديدة لقطاع الطاقة، إلى عدة أسباب منها السياسي والتوترات الأمنية بين الفترة والأخرى، واستمرار وجود خلايا لتنظيم داعش، وأسباب ثالثة مردها غياب القوانين المحفزة على الاستثمار.
وبالعودة إلى صفقة توتال المتعثرة، حيث وافقت الشركة العام الماضي على الاستثمار في أربع مشروعات للنفط والغاز والطاقة المتجددة في منطقة البصرة في جنوب البلاد على مدى 25 عاما.
وقالت ثلاثة مصادر عراقية من وزارة البترول ومن القطاع لرويترز، إن الوزارة لم تحصل على الموافقات على التفاصيل المالية للصفقة من جميع الإدارات الحكومية المطلوب موافقتها وغرقت في خلافات منذ ذلك الحين.
وأثارت الشروط التي لم يعلن عنها أو تنشر من قبل، مخاوف ساسة عراقيين وقالت مصادر على صلة وثيقة بالصفقة إنها شروط غير مسبوقة بالنسبة للعراق.
ويواجه العراق ارتفاعا في المصروفات الجارية والتطويرية، لإعادة إعمار البلاد بعد سنوات من الحرب ضد تنظيم داعش، ما يجعل من الصعب ضخ استثمارات محلية كبيرة في مشاريع الطاقة.
وينتج العراق في الظروف الطبيعية، 4.6 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، ويطمح إلى زيادة إنتاجه حتى 6 ملايين برميل يوميا حتى نهاية 2026، لكنه طموح مرتبط بالتعاقدات من شركات طاقة عالمية.
وفي قطاع الغاز الطبيعي، يعاني العراق من حاجة ملحة إلى زيادة إنتاج الغاز المصاحب، لتلبية احتياجات الشركات المحلية العاملة في مجال توليد الطاقة الكهربائية.
وينتج العراق ما بين 19 و21 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألفا، ما يؤدي إلى انقطاع متكرر للتيار وسط احتجاج من السكان.
ويجري العراق مباحثات مع دول الجوار لاستيراد الكهرباء منها، بعد أن كان يعتمد على إيران وحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميغاوات من الكهرباء، وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.
ويعاني العراق أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن استشراء الفساد.
وتزداد نقمة السكان على الحكومة خلال فصل الصيف جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها في بعض المناطق إلى 50 مئوية.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA= جزيرة ام اند امز