"الصدر" وحكومة العراق المقبلة.. "المالكي" خارج حسابات التحالف
تحركات لقوى عراقية فائزة بالانتخابات يتصدرها التيار الصدري الذي يبدو أن عداءه مع ائتلاف نوري المالكي يستبعد الأخير من تحالفاته.
ففي وقت تتداول فيه أوساط سياسية وعامة تحركات لقوى فائزة بالانتخابات التشريعية وإمكانية أن يلتقي خصماء الأمس في تحالفات تفرضها "الكتلة الأكبر"، يستبعد التيار الصدري الذهاب نحو ائتلاف "دولة القانون" بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وحصدت الكتلة الصدرية برئاسة مقتدى الصدر أكثر من 70 مقعداً في الانتخابات المقامة الأحد الماضي، محققاً فوزاً كاسحاً عن أقرب منافسيه من القوى الشيعية والسنية.
إعلام محلي ذكر، نقلا عن مصادر، قولها إن الأجواء مناسبة لخلق تفاهمات وعقد تحالفات بين "دولة القانون" والتيار الصدري، إلا أن الأخير استبعد إمكانية تحقيق ذلك.
وحصل ائتلاف "دولة القانون" في الانتخابات التشريعية المبكرة على نحو 37 مقعداً بحسب النتائج الأولية المعلنة من قبل المفوضية العليا للانتخابات، ما يجعله الفائز الثالث بعد الكتلة الصدرية وتحالف "تقدم" الذي يقوده محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب المنحل.
خارج الحسابات
وفي خضم تلك الأنباء، استبعد القيادي في التيار الصدري، عصام حسين، التحالف مع دولة القانون، معتبرا أن الأخير بعيد عن "برنامجنا" في إدارة الدولة.
وقال عصام حسين، في تصريحات تابعتها "العين الإخبارية"، إن "المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل حكومة ائتلافية، من خلال تحالف الأقوياء"، مشيرا إلى أن "هذا التحالف سيضم القوى السياسية التي حصلت على مقاعد كبيرة ومؤثرة في البرلمان".
وأكد حسين: "نحن في الوقت الحالي لدينا تفاهمات مع العديد من هذه القوى السياسية، وكل الفائزين بالانتخابات البرلمانية المبكرة قريبون للتحالف معنا".
ومستدركا: "إلا الذي يخالف مشروعنا ولديه مشروع بناء السلطة، ولهذا ائتلاف دولة القانون خارج حسابات التحالف معنا"، لافتا إلى أن "كل من يؤمن بمشروع ائتلاف دولة القانون السلطوي هو بعيد عنا أيضا ولن يكون معه أي تحالف".
ورأى القيادي في التيار الصدري أن "هذا المشروع هدفه الاستحواذ على السلطة وممارسة الإرهاب الفكري وهذه التجربة سيئة جداً وهي كانت أبرز أسباب ظهور تنظيم داعش الإرهابي في العراق، ولهذا لا يمكن التحالف مع جهات مماثلة لديها هكذا مشاريع".
وأمس الجمعة، وجه مقتدى الصدر رسالة إلى نوري المالكي، عبر حسابه بموقع فيسبوك، مفادها أن "المجرب لا يجرب بعد أن فشلتم في إدارة الدولة".
وكان المالكي حكم العراق لولايتين متتاليتين بدءاً من عام 2006، انتهت بسقوط المدن على يد تنظيم داعش وانهيار القوات الأمنية في يونيو/ حزيران 2014.
وتسود الخصومة والعداء بين التيار الصدري وائتلاف دولة القانون منذ عام 2007، حين شن المالكي حملة اعتقالات كبرى بحق انصار الصدر، عرفت بـ"صولة الفرسان".
وغالباً ما ينتقد مقتدى الصدر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وحزب الدعوة الذي ينحدر منه بعد أن وصفهم في أكثر من مناسبة بأنهم "طلاب سلطة".
الحلبوسي الأوفر حظا
ووفق النتائج الأولية، فإن "الكتلة الصدرية" جاءت في المرتبة الأولى بأكثر من 70مقعدا، يليها تحالف "تقدم" برئاسة محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب المنحل في المرتبة الثانية بين القوائم الانتخابية بـ 43 مقعدا، ثم ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ37 مقعداً، وبعده الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ32 مقعدا.
ورفضت فصائل وقوى شيعية ضمن تحالف "الفتح" القريب من إيران، نتائج الانتخابات. وتقول إن المضي بها من شأنه تعريض السلم الأهلي للخطر في البلاد، وهو ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع شيعي - شيعي.
وإذا ما استقرت تلك النتائج المعلنة بشكل نهائي، فإن الكتلة الصدرية ستكون الأقرب لتشكيل الحكومة وتسمية منصب رئاسة الوزراء، بحسب المادة الـ76 من الدستور العراقي.
وتذهب أغلب الترجيحات إلى أن تحالف "تقدم"، برئاسة الحلبوسي هو أقرب القوى المرشحة للائتلاف مع التيار الصدري، يليهما الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه عضو التيار الصدري صفاء الأسدي أن كتلته الفائزة ماضية باتجاه رئاسة وزراء صدرية.
وأوضح الأسدي أن "الكتلة الصدرية ماضية باتجاه رئاسة الوزراء، وليس لديها نفس ثأري ولا عقد من الآخرين"، مؤكداً أن "الأبواب مشرعة، لكن يستثنى من ذلك من لدينا عليهم ملاحظات لن نتفق ولن نتحالف معهم".
وحول وجود حركات تقودها أطرف شيعية لتشكيل "الكتلة الأكبر"، لقطع الطريق أمام التيار الصدري، يؤكد الأسدي أنه "إذا ما أرادوا الالتفاف على الدستور والذهاب باتجاه ائتلافات، فسنقول لهم أيضاً أن الكتلة الصدرية لديها ائتلافات وتفاهمات، حيث سيفوق العدد الذي يتصوره الطرف الآخر".
ويتابع بالقول: "بكلا الحالتين، نحن ذاهبون باتجاه رئاسة وزراء صدرية والكتلة الصدرية هي الأكثر عدداً"، مضيفا: "شاء من شاء وأبى من أبى".
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA==
جزيرة ام اند امز