سد الموصل يهدد حياة 4 ملايين عراقي
الحكومة العراقية تماطل في اتخاذ قرارات خاصة بعملية إعادة بناء السد؛ ما يشكل خطرا بالغا
ربما يواجه سد الموصل قصورا مدمرا ما لم يخضع لإصلاحات فورية، بينما تماطل الحكومة العراقية في خطوات كيفية المضي قُدما في عملية إعادة بناء السد.
وفي تقرير نشرته صحيفة يو إس إيه توداي، قالت إن شرخا في أحد أجزاء السد يصل ارتفاعه إلى 370 قدما يمكن أن يعرض حياة 4 ملايين شخصا إلى الخطر بإرسال مياه الفيضانات إلى ما يزيد على 200 ميل في اتجاه المصب نحو العاصمة بغداد، مبتلعا قرى، ومدمرا لحقول، ومتسببا في أضرار اقتصادية بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار، حسب تقديرات سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي.
وكانت الحكومة العراقية قد أجلت قرارا حول تجديد التعاقد مع شركة هندسة إيطالية يديرها سلاح المهندسين، عندما ينتهي التعاقد القديم هذا العام. وربما تحاول الحكومة إجراء الإصلاحات المطلوبة للسد بنفسها؛ توفيرا للنفقات في وقت تشعر فيه بضغط نقدي بسبب تكلفة الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وأعرب الفريق تود سيمونيت، قائد سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي، عن خوفه للصحيفة من أن تكون الحكومة العراقية متفائلة جدا حول مستوى الإصلاحات اللازمة للسد، وبالتالي لن تجدد التعاقد، مضيفا أن الوقت ينفد من الحكومة بينما تفكر في اتخاذ القرار. لافتا إلى أنه يتوقع أن يستغرق الأمر شهرين آخرين، وفي النهاية يمكن أيضا أن نحصل على قرار أو لا.
وفي السياق ذاته يقول أحد المسؤولين عن أمن السد في سلاح المهندسين: "الخطر الذي يشكله السد لا يزال مرتفعا للغاية".
ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين أن الحكومة العراقية تواجه انقسامات سياسية عميقة تؤجل بدورها القرارات المهمة، هذا بالإضافة إلى الضائقة المالية التي تزيد من عرقلة اتخاذ القرارات.
وتبلغ قيمة التعاقد الحالي مع تريفي جروب 300 مليون دولار، جزء منها ممول من البنك الدولي وقروض أخرى. وسيتطلب السد عاما آخر على الأقل من العمل المكثف قبل أن يصبح مستقرا، وفقا لتقديرات سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي.
واكتمل بناء السد الذي يوفر الري والطاقة الكهرومائية إلى العراق، في عهد نظام صدام حسين عام 1985.
وعلى الرغم من تشييد السد بشكل صحيح، إلا أنه مبني على أساس من المواد القابلة للذوبان في الماء، ومنذ بنائه، يقوم العمال بحفر فتحات وضخ الجص (خليط من الماء والأسمنت والطين) في هذه الفتحات لتقوية أساس السد. لكن تراجعت أعمال صيانة السد في السنوات الأخيرة؛ ما يثير مخاوف من حدوث قصور هائل فيه.
واستولى تنظيم داعش على السد في 2014 عندما انتشر في العراق لأول مرة، لكن تمت استعادته بسرعة من قبل القوات العراقية. وبعد ذلك بوقت قصير اكتشف المهندسون أن شكل السد مشوه، ليس فقط بسبب الأضرار التي تسبب فيها داعش، لكن أيضا نتيجة سنوات طويلة من تجاهل صيانته.
وبدأ العمل لتثبيت السد منذ عام، ويعتقد مسؤولو الجيش الأمريكي أنه بعد عام من العمل المكثف من أجل ترسيخ هيكل السد، يمكن للعراق التركيز على نظام صيانة سنوي له. ويرون أن الأمر يتطلب عاما آخر ليكون السد في أمان كافٍ ويقل مستوى الخطر.
يو إس إيه توداي أوضحت أنه من أهم الأسباب التي تشجع على تجديد التعاقد هي أن الشركة الإيطالية والمهندسين الأمريكيين يوظفون أساليب وتكنولوجيا جديدة في أعمال الإصلاحات، وهو ما لا يزال العمال العراقيون يفتقرون إليه.
وينصح محللون الحكومة العراقية المنقسمة بضرورة التعاون والتركيز والاعتراف بالحاجة إلى إنفاق الأموال على إصلاحات السد، على أن يأخذوا في الاعتبار أن هذه ليست قضية سياسية، بل إنسانية.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز