"البلدوزر".. أهم أسلحة قتال "داعش" في معركة الموصل
على خطوط الجبهة الأمامية أصبحت الجرافات السلاح الأكثر أهمية في معركة تحرير الموصل من فلول تنظيم داعش الإرهابي
على خطوط الجبهة الأمامية أصبحت البلدوزرات (الجرافات) المشاركة في العمليات العسكرية السلاح الأكثر أهمية -والأكثر تعرضًا للاستهداف- في معركة تحرير الموصل من فلول تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما يعطي فكرة حول ما آل إليه القتال بعد 8 أشهر من المعارك شبه المستمرة.
وفي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، قالت إن الأطراف المدببة للجرافة، التي يقودها الجندي الشاب محمد علي الشويلي بداية الأقاليم العراقية، ونهاية دولة الخلافة المزعومة للتنظيم الإرهابي.
وأشارت إلى أن الشويلي (19 عامًا) هو 19 عاما، الذي يبدو نحيلا وهزيلا، يتعرّض لإطلاق نيران كثيفة، وصواريخ وقذائف هاون أثناء محاولته حماية القوات التي تقف وراءه، وباستخدام هاتفه المحمول، سجل لقطات فيديو مروعة، عندما اصطدمت سيارة مفخخة بمركبته المدرعة التي تشبه الوحش الضخم فغرقت في اللهب والشظايا.
والشويل ومجموعة من سائقي الجرافات أمثاله هم المسؤولون عن مضي الحرب قدمًا وتقدم القوات في شارع تلو الآخر، فالضباط العراقيون لا يبدؤون هجومًا بدونهم، وإذا استهدفت أو تعطلت جرافة دون أي بديل، فإن ذلك يعني أن عملية اليوم قد انتهت.
وفي تصريحات للصحيفة، قال شويل "لا يمكن أن يكون هناك تحرير بدون جرافة، انضممت للقتال، لكني أدركت أن وظيفتي أكثر أهمية من مهمة المقاتل على الأرض".
ولفتت إلى أن الجرافات كانت ضرورية للقوات العراقية أثناء مرورها عبر الرمادي والفلوجة وشرق الموصل، وخلافًا لمعدات الاختراق الأخرى، مثل المتفجرات المتخصصة أو الدبابات المجهزة بشكل خاص، يمكن للجرافات أن تزيل العقبات وفي الوقت ذاته تشكل دفاعات ذات أغراض خاصة.
في غرب الموصل، بأحيائها المزدحمة، وفي ظل شبكات متزايدة التعقيد لمواقع "داعش" الدفاعية أصبحت الآلات الأكثر أهمية، والأكثر استهدافًا من أي وقت مضى.
وعلى الرغم من وجود طائرات بدون طيار ومدفعية موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وطائرات أمريكية، فإن أفضل طريقة للمضي قدمًا لا تزال وراء جدار متحرك من الصلب.
ولا يزال يسيطر التنظيم المسلح على عدد قليل من الأحياء في الموصل، تشمل المدينة القديمة، حيث يعيش عشرات الآلاف من العراقيين، وهي المناطق التي حصنها "داعش" عن طريق حفر الخنادق وسد الشوارع بالسدود الترابية في محاولة لتأخير الهجوم الأخير للقوات العراقية.
وتمثل الموصل، التي كانت فيما مضى مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لعمليات "داعش" في العراق ومهد دولة الخلافة المزعومة، مدينة ذات أهمية لكلا الجانبين، وفى الوقت الذي يرجح ضباط عراقيون وأمريكيون انتهاء القتال قريبا، يُحذّر البعض أيضًا من أن المراحل الأخيرة من المعركة ستكون الأكثر دموية.
ووفقًا للصحيفة، فمع بدء الهجوم النهائي، ستكون مهمة الشويل وزملائه ذات شقين: اختراق دفاعات "داعش"، وتوفير حاجز صد لأي شيء يستهدف القوات المتقدمة خلفه، وبغض النظر عن الكشف عن السيارات المفخخة والعمل بمثابة حاجز متحرك بسرعة قصوى تزيد قليلا عن 6 أميال (9.7 كم) في الساعة، فإن شفرة مركبته، التي يبلغ عرضها 12 قدمًا (3.7 مترًا) هي أيضًا بمثابة كاسحة ألغام بحكم الواقع.
ويقود الشويل جرافة طراز كاتربيلر دي 7آر، صنعت في الولايات المتحدة، وهي واحدة من 132 جرافة أرسلت إلى العراق من وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) منذ مارس/آذار 2015، وفقا لبيانات قدمتها وكالة النقل والإمداد للدفاع، أشارت إلى أنها مزودة بدرع إضافي ولكنها لا تحمل أسلحة وتزن أكثر من 32 طنًا، ويزيد سعرها عن 200 ألف دولار.
وقبل إرساله إلى الموصل، قاتل الشويل في محافظة الأنبار كسائق جرافات، ووصف اختراق أحد حواجز الفلوجة تحت وابل كثيف من النيران وكيف كان الضجيج يصم الآذان، مشيرًا إلى أنه في بعض الأحيان، لا يزال يمكنه سماع دوي الرصاصات التي ترتد عن مركبته حتى عندما يكون بعيدا عن جبهة القتال.
خطورة هذه المهمة، تقول الصحيفة، أدت إلى فقدان القوات العراقية العشرات ممن يجلسون خلف مقود البلدوزر، ما دعاها إلى طلب متطوعين للقيام بهذا الدور المهم.
وقتل في الموصل اثنان من أفضل أصدقاء الشويلي، وهما من سائقي الجرافات، حيث لقي أحدهما مصرعه في الجزء الشرقي من المدينة، عندما أصابته سيارة مفخخة، والأخرى بعد بضعة أشهر بعدما اخترقت قذيفة بندقية عديمة الارتداد مركبته.
اختتم الشويلي حديثه للصحيفة الأمريكية بالقول: "يحتمي سلاح المشاة خلف (سيارة مصفحة) همفي أو ساتر، أما أنا فلا أحتمي بشيء".
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز