"تسجيلات المالكي" تثير ضجة بالعراق.. وعلي فاضل يكشف لـ"العين الإخبارية" أسرارها (فيديو)
صدى التسريبات الصوتية لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، لا تزال تثير ضجة لدى الشارع العراقي والدوائر السياسية
وتناول التسجيل المسرب الذي كشف عنه الصحفي والناشط المدني علي فاضل، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تم بثه على 5 أجزاء ، قضايا حساسة وخطيرة تلامس السلم الأهلي وتوجه اتهامات لدول إقليمية وعالمية بالتدخل في شؤون العراق بعد 2003.
وكشفت التسريبات الصوتية، دور المليشيات المسلحة وجهات ارتباطها وطبيعة المخططات الدامية التي ترمي إلى تنفيذها عبر إثارة الشارع وخلط الأوراق بذريعة الدفاع عن "مصالح الطائفة الشيعية".
واتهم المالكي، في الجزء الأول من المقطع الذي تم تسريبه الأسبوع الماضي، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني بـضرب الشيعة عبر احتضان طائفة السنة، واختراق الوضع الشيعي باستخدام مقتدى الصدر ،على حد تعبيره.
وشن المالكي في المقطع الثاني المسرب، هجوماً لاذعاً على رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر وحذر من استلامه السلطة في العراق.
وزعم قائلا: "إيران دعمته لتجعل منه نسخة ثانية من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله... أنا أعرفهم.. ضربتهم في كربلاء والبصرة ومدينة الصدر".
وتابع:" "أردت جعل الحشد الشعبي مشابها للحرس الثوري الإيراني".
ووفقا للتسجيل وصف المالكي، مقتدى الصدر بـ"الجاهل الذي لا يعرف شيئا"- وفق زعمه- وأنه "تلقى الدعم وأنصاره من إيران بعد تزويدهم بـ"الصواريخ الذكية"، إبان العمليات التي استهدفتهم في "صولة الفرسان" عام 2008، على حد تعبيره.
وفي التسجيل الثالث تحدث التسريب المنسوب لنوري المالكي عن "منظمة بدر" المقربة من إيران ، والتي يتزعمها هادي العامري وقال: "لديهم قوة ويأخذون رواتب حوالي 30 أو 40 ألف مقاتل، كما أن مقتدى الصدر لديه ألفا جندي في سامراء، لكنه يتسلم رواتب 12 ألفا".
أما التسجيل الرابع فهاجم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مقتدى الصدر، ووصف المرحلة المقبلة بـ"مرحلة قتال، والصدر يريد الدم... وقد أخبرت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أني لا أثق بالجيش والشرطة، وكل واحد سيدافع عن نفسه. أنا سأدافع عن نفسي".
واستدرك بالقول بحسب التسجيل المزعوم: "لدينا دبابات ومدرعات ومُسيّرات... أول عشيرة استعدت لذلك هي عشيرة بني مالك التي قالت في حال التحرش بي فإنها ستتدخل، أتمنى أن نكون مستعدين، المسألة ليست إعلاما، وإنما استعداد نفسي وعملي بالسلاح وتوفير الغطاء".
وهدد المالكي بـ"مهاجمة النجف لـحماية المرجعية في حال هاجمها الصدر"، مضيفا أنه "أعد العدة لذلك بتسليح 15 فصيلا".
وفي الجزء الأخير من سلسلة المقاطع الصوتية، تحدث المالكي، مع الحاضرين الذين بادلوه الحديث والردود، عن "مخطط دم"، لإراحة ما أسموهم "الخونة"، وإعادة التموضع للكيان الشيعي بحسب زعمهم.
وزعما الشخصان اللذان ظهرا في التسجيل الصوتي بأنهما ينتميان لمليشيا "أئمة البقيع"، ويتحركان ضمن غطاء مرجعي لشخصية ديني تدهى "الميرزا".
ودعا الشخصان، خلال التسريب، المالكي إلى ترأس هذا المشروع بعد أن وصفاه بـ"المخلص الذي لم يخن القضية" وأنه "يمتلك من الصفات ما يؤهله للقيام بهذا الدور".
ورداً على التسريبات، نشر مقتدى الصدر بيانا شديد اللهجة على حسابه على "تويتر" عبر فيه عن استغرابه من "محاولة قتله من قبل حزب الدعوة وكبيرهم المالكي".
وأضاف الصدر: "أنصح المالكي بالاعتكاف واعتزال العمل السياسي واللجوء للاستغفار أو تسليم نفسه ومن يلوذ به إلى الجهات القضائية، ولا يحق له، بعد أفكاره الهدامة، أن يقود العراق بأي صورة من الصور، بل ذلك خراب ودمار للوطن وشعبه".
ودعا الصدر عشيرة المالكي إلى استهجان التسريبات ووأد الفتنة، مناشدا حزب الدعوة والقيادات المتحالفة معه في الإطار التنسيقي إصدار بيان استنكار لتهجم المالكي على التيار الصدري.
ويضيف الصدر: "يجب ألا يقتصر الاستنكار على اتهامي بالعمالة لإسرائيل أو قتل العراقيين، بل الأهم من ذلك، هو تعديه على قوات الأمن العراقية واتهام الحشد الشعبي بالجبن وتحريضه على الفتنة والاقتتال."
وكان مجلس القضاء الأعلى العراقي، أعلن الثلاثاء، عن فتح تحقيق بشأن التسريبات الصوتية المنسوبة للمالكي.
وقال المركز الإعلامي بالمجلس، في بيان له، إن "محكمة تحقيق الكرخ تلقت طلباً مقدماً إلى الادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التسريبات الصوتية المنسوبة لنوري المالكي ".
وأكد البيان أن "التحقيق بخصوص التسريبات يجري وفقا للقانون ".
وبشأن تلك التسريبات، قال الناشط علي فاضل لـ"العين الإخبارية"، إنه "يمتلك تسجيلات صوتية أخرى سيتم بثها لاحقاً مقتطعة من الجلسة المسجلة والتي استمرت نحو ساعة".
وخلال حديثه لم يفصح فاضل عن مصادره التي قادته إلى تلك التسريبات ولكنه أكد أن نشر التسجيلات هدفها"فضح الفاسدين وإنهاء تسلط المليشيات على مقدرات البلاد".
وأضاف فاضل، وهو رئيس المنظمة الأمريكية العراقية لمكافحة الفساد، أن: "لديه تسجيلات أخرى تدين أغلب القيادات السياسية في العراق بينهم الصدر ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي".
وحول خطورة تعقد المشهد السياسي في العراق مما هو عليه الآن جراء تلك التطورات ، يقول الخبير الاستراتيجي الأمني، أحمد الشريفي لـ"العين الإخبارية"، إن "المشهد برمته بات ينذر بالخطر وتأزم المواقف ليس بين الصدر والمالكي فحسب وإنما مع أطراف أخرى مستها نيران الاتهامات خلال المقاطع المسربة".
ويضيف الشريفي لـ"العين الإخبارية"،أن "مضمون تلك الصوتيات المسربة إذا ما تأكد من صحتها ستوسع من دائرة الصراع المحصورة في الوقت الراهن بين طرفي المشهد الشيعي الصدر والمالكي وتمتد نحو كيانات وقوى وأذرع من بينها الحشد الشعبي وهو قد تتفجر بتصادم القواعد الشعبية لتلك العناوين".
ويوضح الشريفي، أن الأمر "مازال في بدايته والأيام تنذر بمزيد من التبعات والمواقف على المستوى السياسي والإعلامي بما يؤشر على التصعيد لاحقاً"، لافتاً إلى أن "بيان الصدر الذي اتصف بالغضب إزاء المالكي بعد مطالبته باعتزال العمل السياسي نقلت تلك التسريبات من موضع الشك والشبهة إلى مساحة الصحة والتأكيد".
وكان فاضل قد توجه في عام 2020 إلى إقامة دعوى دولية ضد قتلة المتظاهرين العراقيين الذين سقطوا في احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول 2019، وقد كشف عن أسماء قتلة المتظاهرين في أكثر من مقابلة تلفزيونية، وحث الحكومة على محاسبة القتلة، لكنه يعتبر "المحاكم الدولية وتحقيقاتها تأخذ وقتاً طويلاً".
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA==
جزيرة ام اند امز