لوقف نزيف الموارد.. العراق يدشن البرج الأكبر بمشروع غاز البصرة
دشنت العراق البرج الأكبر في مشروع غاز البصرة المرافق لعمليات استخراج النفط، ضمن مشاريع استثمار الغاز المصاحب وتحويله لطاقة مفيدة.
وافتتح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس، البرج الأكبر في مشروع شركة غاز البصرة المرافق لعمليات استخراج النفط الخام. وتأتي هذه المرحلة ضمن الخطوات الأساسية في عملية التجزئة والإنتاج تمهيداً لاستكمال المشروع.
ومن المرتقب أن يسهم المشروع بعد اكتماله في إضافة نحو 400 مليون قدم مكعب يومياً من إجمالي إنتاج شركة غاز البصرة. يأتي ذلك في وقت بلغت مستويات الإنتاج العراقي من الغاز المرافق لاستخراج النفط إلى نحو مليار مكعب يومياً بحسب أخر الإحصائيات التي كشفت عنها وزارة النفط العراقية.
- العراق يدرس تنفيذ مشروع استثماري يوفر 12 مليار دولار سنويا
- تحالف دولي لإنقاذ الاقتصاد العراقي من الانهيار
ووفق تقارير وزارة التخطيط ولجنة الطاقة البرلمانية بالعراق، يصل احتياطي البلاد من الغاز إلى نحو 125 تريليون متر مكعب، أغلبها في الحقول النفطية التي تقع في الجنوب من بينها الرميلة والزبير وغرب القرنة.
وأشار الكاظمي، خلال الافتتاح التي جرت الخميس، عقب زيارة لمحافظة البصرة، إلى أن "ما يمر به البلد من أزمة اقتصادية، يدفعنا للتفكير بالمستقبل، وبناء اقتصاد حقيقي متين، لايعتمد كليا على النفط، بما يحقق حياة أفضل لجميع العراقيين"، مؤكداً أن "المشروع سيحقق سياسة جديدة لتنمية طويلة الأمد للعراق ولمحافظة البصرة التي تستحق منا الكثير".
وتابع: "هذا المشروع الحيوي الذي يمثل ركيزة اقتصادية مهمة للبلد، يعتبر خطوة لتحقيق تنمية حقيقية بعيداً عن الاعتماد التقليدي على النفط الخام ".
من جهته، أكد وزير النفط، إحسان عبد الجبار ، "حرص الحكومة ورئيس مجلس الوزراء على زيادة وتنمية مشاريع الاستثمار الامثل للغاز المصاحب وإيقاف حرقه وتحويله إلى طاقة مفيدة ترفد محطات الطاقة الكهربائية ومشاريع الصناعات البتروكيمياويات والأسمدة وغير ذلك".
وقال عبد الجبار ، إن "إطلاق مشروع أبراج تجزئة الغاز الطبيعي في معمل أرطاوي في محافظة البصرة، يعد خطوة مهمة نحو إضافة 400 مليون قدم مكعب قياسي باليوم إلى الإنتاج الحالي لشركة غاز البصرة الذي يبلغ 1000 مليون قدم مكعب قياسي باليوم".
وأضاف عبد الجبار أن "البرج يزن أكثر من 600 طن وبارتفاع 52 مترا ويعد الجزء الأساس والمكمل الأضخم في عملية الإنتاج بين معدات معمل شركة غاز البصرة للمرحلتين الأولى والثانية، باستخدام التقنية الحديثة لفصل السوائل وبطاقة 200 مليون قدم مكعب قياسي يومي لكل مرحلة".
وتابع، أنه "تم إنجاز نسبة 50% من أعمال تجهيز موقع المشروع والبنى التحتية و30% من أعمال المرحلة الأولى"، لافتا إلى أن الأعمال تسير بوتائر متصاعدة وصولاً الى الاهداف المخطط لها.
من جانبه، قال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، إن "انجاز هذا المشروع سوف يتيح لشركة غاز البصرة إمكانيات رفع نسبة استثمار ومعالجة الغاز من 65% إلى 95% من الغاز المصاحب المنتج من حقول جولات التراخيص الأولى".
وأضاف جهاد، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "المشروع سوف يوفر كميات جيدة من الغاز الجاف والمشتقات الأخرى لرفد محطات إنتاج الطاقة الكهربائية وجميع الصناعات المرتبطة بها، فضلاً عن تقليل نسبة الانبعاثات والتلوث البيئي".
ويهدر العراق سنويا، من الغاز المرافق لاستخراج النفط الخام في حقوله الغنية ما يصل قيمته إلى نحو 5 مليارات دولار ، في حين يستورد الغاز بتكلفة تبلغ 7 مليارات دولار سنوياً. وتعتمد محطات التوليد الكهربائية في العراق على استيراد الغاز بأكثر من 850 ألف متر مكعب يوميا وبمبالغ تصل إلى أكثر من 4.5 مليار دولار سنوياً .
وأكدت الحكومة العراقية، في وقت سابق، تحقيق تقدماً في مجال استثمار الغاز المرافق لعمليات استخراج النفط بنسبة تصل إلى استثمار نحو60%، خلال السنوات الثلاثة الاخيرة، بعد إحالة عدد من الحقول ضمن جولة التراخيص.
وكان الكاظمي، وصل الخميس، إلى محافظة البصرة، ضمن جولة تركزت في مجملها على حركة المشاريع النفطية ومتابعة عمل المنافذ الحدودية وطريقة استحصال الإيرادات والتعرفة الكمركية .
وأشار رئيس الوزراء إلى إن محافظة البصرة "عانت كثيراً بسبب الإهمال وضعف الخدمات المقدمة، على الرغم من كونها من المحافظات الغنية، ويفترض أن تتصدر الخدمات فيها"، مبيناً أن "الحكومة تحرص على أن تستعيد البصرة عافيتها، وأن تنهض مجدداً".
وتعاني البصرة الغنية بالنفط والموارد الطبيعية من فقر مدقع وسوء خدمات ونسب بطالة عالية رغم أن آبارها تشكل أكثر من 85% من حجم النفط المصدر سنوياً.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز