قيادي عراقي: الإرهابي سليماني في بغداد لتعيين مرشح إيران للداخلية
قيادي بتحالف الإصلاح النيابي يؤكد أن قائد مليشيا فيلق القدس متواجد ببغداد لتعيين فالح الفياض رئيس مليشيات الحشد الشعبي وزيرا للداخلية.
كشف قيادي في تحالف الإصلاح النيابي، الذي يضم كتل سائرون والنصر والحكمة وعددا من الكتل الأخرى، أن الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيرانية، متواجد في بغداد لتعيين فالح الفياض رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي وزيرا للداخلية.
- "سائرون" تقاطع جلسة البرلمان العراقي الخاصة باستكمال تشكيل الحكومة
- "فرق اغتيالات" بأموال قطرية.. مخطط إيراني للسيطرة على العراق
وأعلنت دار الإفتاء العراقية، الثلاثاء، أن مهدي الصميدعي، مفتي العراق استقبل في جامع أم الطبول في بغداد الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيرانية برفقة كل من الإرهابيين أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أمين عام مليشيا كتائب حزب الله العراق، وأبو زينب اللامي مسؤول الأمن الوقائي لمليشيات الحشد الشعبي.
وذكر بيان لدار الإفتاء أن "اللقاء بحث موضوع تشكيل الحكومة الجديدة وضرورة أن يكون لمفتي الجمهورية رأيه في الحكومة".
ويتزامن تواجد سليماني في العراق مع الصراعات التي تشهدها الساحة السياسية العراقية بين كتلتي البناء التي تتألف من تحالف مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية وحزب الدعوة والأطراف السياسية العراقية المقربة من إيران وقطر، وكتلة الإصلاح التي تتألف من ائتلاف سائرون بزعامة مقتدى الصدر وائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وكتل أخرى.
وفشل رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري من تمرير الوزارات الثماني المتبقية من تشكيلته بسبب تمسكه بترشيح شخصيتين سياسيتين لوزارتي الداخلية والدفاع، وهما فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي المقرب من الإرهابي قاسم سليماني، وفيصل الجربا لوزير الدفاع.
ويرفض تحالف الإصلاح وخصوصا كتلة سائرون النيابية التي قاطعت جلسة مجلس النواب الخاصة بالتصويت للوزراء الثمانية، وأكدت أنها لن تصوت على شخصيات مدعومة من الأطراف السياسية لشغل الوزارات الأمنية، ودعت إلى ترشيح شخصيات مستقلة ساهمت في تحرير الأراضي العراقية من الإرهاب.
وكشف قيادي في تحالف الإصلاح النيابي، لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم الكشف عن اسمه لأسباب متعلقة بمركزه داخل قيادة التحالف أن "قاسم سليماني يمارس ضغطا على عادل عبدالمهدي والأطراف السياسية العراقية لتمرير فالح الفياض وزيرا للداخلية، واجتمع سليماني في بغداد خلال اليومين الماضيين مع غالبية قادة الكتل السياسية الشيعية، إضافة الى السنية التابعة لقطر لدعم الفياض لوزارة الداخلية".
ولفت إلى أن إيران تريد السيطرة على العراق بالكامل وأن وجود شخصية تابعة لفيلق القدس على رأس وزارة الداخلية تؤمن لإيران سيطرتها على العراق وملفه الأمني، وبالتالي ضمان حصول إيران على الأموال اللازمة لدعم عملياتها الإرهابية في المنطقة والإبقاء على تحركاتها عبر الأراضي العراقية، وتخفيف العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على نظام ولي الفقيه في طهران.
وأشار إلى أن تحالف الإصلاح أبلغ سليماني رفضه دعم فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية.
وأعلنت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي أن المجلس سيعقد ظهر اليوم الخميس جلسته الاعتيادية، ولم تتضمن برنامج الجلسة أي فقرة عن التصويت لاستكمال التشكيلة الوزارية. وأضافت الدائرة الإعلامية في بيان لها "يتضمن جدول أعمال الجلسة تأدية اليمين الدستورية لبعض النواب وعرض مشاريع القوانين التي لم تشرع في الدورة السابقة، إضافة إلى تشكيل لجنة تحقيقية بخصوص العقود المبرمة في وزارة الكهرباء".
وفي سياق متصل، أكد النائب عن ائتلاف سائرون، قصي محسن في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إصرار كتلته على تولي شخصيات مستقلة وزارتي الداخلية والدفاع، وأردف "هناك تدخلات خارجية كثيرة في الشأن العراقي، هذه التدخلات تسعى ليكون لها قرار ويد في الحكومة العراقية، وهذا ما وقفنا ضده.
وأضاف: "نحن في سائرين مصرون على أن تتولى شخصيات وطنية مستقلة جميع الوزارات وخصوصا الأمنية منها"، مبينا أن "موقف سائرون واضح وشفاف ولم تعقد أي اجتماعات سرية أو اتفاقيات".
وتابع: "مصرون على أن يكون القرار عراقيا في الحكومة الجديدة"، وندعو الكتل السياسية إلى دعم شخصيات مستقلة شاركت في تحرير الأراضي العراقية من الإرهاب لتولي وزارتي الداخلية والدفاع.
ورغم تأزم الوضع السياسي في العراق يتمسك تحالف الفتح (تحالف مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية) المنضوي في كتلة البناء النيابية، بترشيح الفياض لوزارة الداخلية ورفض ترشيح أي شخصية أخرى، الأمر الذي يضع العراق في دوامة جديدة من الصراعات التي يؤكد المراقبون أنها قد تؤدي الى انهيار الحكومة العراقية الجديدة بقيادة عادل عبدالمهدي.