العراق وداعش.. رسائل متبادلة في الذكرى الرابعة لنهاية التنظيم
تأتي الذكرى الرابعة لهزيمة تنظيم داعش في العراق في حين تمر البلاد بمرحلة فارقة ما بين انسحاب التحالف الدولي الذي كان سببا في القضاء على التنظيم وكذلك خلافات سياسية جراء خسارة مدوية للمليشيات بالانتخابات.
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق، حيدر العبادي، انتهاء الحرب ضد داعش رسميا، مؤكدا أن "القوات العراقية استعادت السيطرة الكاملة على آخر الأراضي التي كان يحتلها التنظيم بالقرب من الحدود مع سوريا".
وبعد 4 سنوات بالضبط، أعلن العراق رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابه من أراضيه، في رسالة بأن الجيش بات قادرا على خوض المعركة بمفرده.
وقال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي، في تصريحات صحفية، الخميس، إن "علاقة العراق مع التحالف الدولي ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين".
البداية
في يناير/كانون الثاني 2014، ظهر نفوذ داعش بعد سيطرته على "الفلوجة" ومن ثم غير تكتيكه من حرب العصابات إلى تشكيلات كاملة. وفي بداية يونيو/حزيران من العام ذاته، استولى التنظيم على الموصل وتوسع ليسيطر على ما يقرب من ثلث مساحة العراق.
وهو ما استدعى تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر لأول مرة منذ انسحاب قواتها من العراق في 2011، عبر قصف مواقع التنظيم، لتتمكن القوات العراقية فيما بعد من شن هجوم مضاد بمساعدة تحالف دولي بقيادة واشنطن، انتهى بتحرير المناطق التي سيطر عليها التنظيم.
وتشكل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والذي يضم أكثر من 80 دولة، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والعديد من الدول العربية، في عام 2014 لدعم الهجمات في العراق وسوريا ضد داعش.
هل انتهى داعش؟
بينما تمر الذكرى الرابعة على هزيمة داعش تتصاعد حدة الهجمات التي ينفذها التنظيم خاصة في شمال العراق، وبين الحين والآخر في أجزاء مختلفة من البلاد.
وكانت الرسالة الكبرى من التنظيم للحكومة العراقية هي ضربات متتالية في مناطق التماس بين أربيل وبغداد انتهت بسيطرة مؤقتة على قرية لأول مرة منذ 2017.
والأحد الماضي، سيطر مسلحو داعش على قرية "لهيبان" بقضاء الدبس في محافظة كركوك، شمالي العراق بعد هجوم بدأوه السبت.
ووفق مصادر أمنية، فإن أهالي القرية قاوموا مسلحي "داعش" قبل أن تتدخل القوات العراقية والبيشمركة، واضطر مسلحو داعش إلى الفرار.
وقالت إن العناصر الإرهابية أضرمت النيران في بعض منازل القرية قبل فرارها.
وهذه أول مرة يبسط داعش سيطرته على مساحة جغرافية منذ إعلان هزيمته في العراق عام 2017.
وتقع قرية "لهيبان" في منطقة نائية متنازع عليها بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة أربيل في إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وتمكنت قوات النخبة في وزارة الداخلية العراقية، ومقاتلو البيشمركة الكردية، في ساعة مبكرة من فجر الإثنين من استعادة السيطرة على قرية لهيبان، على الرغم من أن المسلحين قاموا بتفخيخ بعض المنازل بعبوات ناسفة.
الواقعة لم تكن مفاجئة حيث نفذ تنظيم داعش 3 هجمات على قوات البيشمركة على مدار الأسبوع الماضي أوقعت عشرات القتلى والمصابين.
أعنف هذه الهجمات فجر الجمعة الماضي في قضاء مخمور، جنوبي أربيل، حيث قتل 13 شخصا على الأقل، هم ثلاثة مدنيين وعشرة جنود من قوات البيشمركة.
عمليتان في ديالى وكركوك
ومع توالي الهجمات الإرهابية في المناطق الرخوة أمنيا والمتنازع عليها بين أربيل وبغداد، ترأس رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وفدا أمنيا يضم وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش، ونائب قائد العمليات المشتركة، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، وعدداً من القيادات الأمنية للإشراف على العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في هذه المناطق.
والأربعاء، أعلنت العمليات المشتركة العراقية انطلاق عمليتين أمنيتين في ديالى وكركوك لمحاربة فلول تنظيم داعش الإرهابي.
انسحاب التحالف
وعلى وقع هجمات متصاعدة لتنظيم داعش الإرهابي وسط وجنوب وشمال البلاد، أنهت الولايات المتحدة الأمريكية مهمتها القتالية في العراق.
الانسحاب يأتي بينما يعيش العراق تحديات أمنية كبيرة تتمثل في معاودة تنظيم داعش لشن الهجمات بعد انهيار دولته المزعومة، وكذلك سطوة المليشيات المسلحة المدعومة إيرانياً في مؤسسات الدولة وسيطرتها على موارد البلاد وتهديداتها المتواصلة منذ خسارتها بانتخابات تشرين.
وخلال الشهور الماضية، حذر مراقبون ومعنيون بالشأن الأمني على وقع سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل، من تكرار ذلك السيناريو في العراق غداة انسحاب القوات الأمريكية.
فرغم التقدم الحاصل في مستوى القدرات العسكرية للقوات العراقية، فإن ظروف المواجهة وطبيعة التحديات الأمنية تفرض وجود القوات الأجنبية لما تمتلكه من قدرات جوية وتقنية متطورة.
آخر عملية للتحالف
والخميس، استهدفت قوات التحالف مواقع لـ"داعش" في "وادي الشاي" جنوب كركوك، في آخر عملية معلنة للقوات القتالية الأجنبية مع العراق للقضاء على التنظيم.
وأعلن مصدر أمني عراقي تنفيذ ضربة جوية استهدفت مواقع التنظيم الإرهابي في وادي الشاي جنوب كركوك.
وقال المصدر، في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية الخميس، إن طيران التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية نفذا سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع داعش في مرتفعات قرع جوخ بين محافظات كركوك ونينوى وأربيل، شمالي البلاد.
وتعتبر الضربات آخر عمليات القوات الأجنبية المقاتلة في العراق قبل انسحابها النهائي بعد 7 سنوات بالبلد العربي.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز