حكم عراقي بإعدام أرملة زعيم داعش.. من هي أسماء الكبيسي؟
حكم قضائي عراقي بالإعدام يعيد أرملة زعيم داعش الأسبق للواجهة ويفتح سيرة امرأة ساهمت في تلطيخ التاريخ الحديث بواحدة من أبشع الفظاعات.
تعرف باسم «أم حذيفة»، واسمها الكامل أسماء فوزي محمد الكبيسي، وهي واحدة من زوجات أبو بكر البغدادي، وقد أدانها القضاء العراقي بالعمل مع الجماعة المتطرفة واحتجاز نساء من الأقلية الإيزيدية في منزلها، وقضى بإعدامها.
والأربعاء، أصدرت محكمة عراقية حكما بإعدام زوجة البغدادي بعد أشهر من اعتقالها في خارج البلاد إلى جانب آخرين.
حكم قد ينهي حياة تظل على الدوام محفوفة بغموض كبير لم تقشعه روايات المرأة، والتي يعتقد محللون أنها بعيدة عن الواقع، حيث لطالما استماتت في إظهار نفسها على أنها ضحية.
فمن هي؟
تحتجزها السلطات العراقية في أحد السجون منذ فبراير/شباط الماضي للتحقيق معها بشأن الدور الذي كانت تلعبه في أنشطة داعش وجرائم التنظيم.
وبحسب روايتها في مقابلة نادرة أجرتها بالسجن، تعتبر أسماء الزوجة الأولى للبغدادي، وتزعم بأنها كانت ضحية حاولت الهروب من زوجها، وتنفي تورطها في أي من الأنشطة الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش.
وأثناء المقابلة، لم ترفع رأسها ولو لمرة واحدة، حيث كانت تتحدث ورأسها للأسفل وتكتفي بالكشف عن جزء من وجهها وصولا إلى أسفل أنفها، وكانت ترتدي زيا أسود اللون.
قالت إنها كانت تعيش مع زوجها في مدينة الرقة السورية في عام 2014، وكان البغدادي حينها مطلوبا باعتباره زعيما لإحدى الجماعات المتطرفة، ولذلك كان يقضي وقته متنقلا من مكان لآخر.
زعمت أنها لم تكن تشاهد التلفاز أبدا في منزلها، ولم يكن هناك سوى جهاز كان البغدادي يعتقد أنه لا يعمل، لكنها كانت تفتحه سرا حين يغيب.
وحين فتحته في ذلك اليوم، رأت زوجها يخطب في جامع النوري الكبير في الموصل شمالي العراق، معلنا نفسه «خليفة للمسلمين» وذلك بعد أسابيع فقط من سيطرة التنظيم على المدينة.
مزاعم فندتها قضية منفصلة رفعتها ضدها نساء إيزيديات اختطفن واغتصبن من قبل عناصر داعش، حيث اتهمنها بالتواطؤ في "الاستعباد الجنسي" للفتيات والنساء المختطفات.
محطات
ولدت أم حذيفة عام 1976 لعائلة عراقية محافظة، وتزوجت عام 1999 من إبراهيم عوض البدري، الذي عُرف فيما بعد بالاسم المستعار أبو بكر البغدادي.
تقول في حديثها عن البغدادي إنه كان في بداياته، أي عقب إنهاء دراسة الشريعة في جامعة بغداد، «متدينا، لكنه لم يكن أبدا متطرفا».
أما رحلة تطرفه، فيبدو أن بدأت في 2004، وتحديدا بعد عام من الغزو الأمريكي للعراق، حيث اعتقلته القوات الأمريكية برفقة آخرين، لكن حين غادر السجن، «أصبح سريع الغضب وكانت تنتابه نوبات غضب»، وفق زوجته.
أما عن سبب اعتقاله، فرغم أن زوجته حاولت المراوغة بإنكار السبب الحقيقي، إلا أن شهادات أكدت تورطه مع تنظيم القاعدة.
في غضون ذلك، كان أم حذيفة مواكبة لجميع تلك التحولات التي ألمت بشخصية رجل سيقلب العالم بفظاعة جرائم تنظيمه.
كانت تنتقل معه من منزل لآخر، ويعيشان بهويات مزيفة إلى حين انتقالهما إلى ريف إدلب في عام 2012، ورغم إنكارها، إلا أن شهادات وحيثيات أظهرت أنها كانت لا تقل عن زوجها تطرفا.
كانت ظل البغدادي ومخلب مزق حياة الكثيرات من الإيزيديات وغيرهن من ضحايا واحدة من أحلك الفترات في تاريخ العراق.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز