بعد ترك البرلمان.. إيران تدفع بـ"العامري" لرئاسة المخابرات العراقية
إسماعيل قاآني رحب مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي عدة ملفات من بينها تعيين هادي العامري على رأس جهاز المخابرات العراقي.
لم تكن استقالة هادي العامري، زعيم تحالف الفتح النيابي، رئيس مليشيا بدر التابعة لإيران من عضوية البرلمان العراقي، طبيعية كما روج لذلك تحالف الفتح.
لكن الاستقالة التي تقدم بها العامري، أمس السبت، جاءت استعدادا لتوليه رئاسة المخابرات العراقية ضمن خطة مليشيا الحرس الثوري الإيراني لترتيب أوراقه في العراق.
وقال تحالف "الفتح النيابي" إن من أسباب استقالة هادي العامري من عضوية مجلس النواب العراقي هو "حاجته للتفرغ لأعمال أخرى".
وقال المتحدث باسم التحالف أحمد الأسدي، يتزعم مليشيا ما يسمى بـ"جند الإمام"، بمؤتمر صحفي، إن "العامري قدم استقالته من عضوية البرلمان للتفرغ إلى أعماله"، مشيرا الى أن القيادي في بدر عبد الكريم الأنصاري سيحل سيتولى مهام منصبه في البرلمان العراقي.
وجاءت استقالة العامري، المعروف بقربه لإيران ومليشيا الحرس الثوري، بعد يومين من زيارة وفد إيراني إلى بغداد ضم إلى جانب وزير الطاقة الإيراني مسؤولين آخرين في مقدمته قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، وضباطا من الحرس الثوري والاستطلاعات الإيرانية.
وكشف مسؤول عراقي رفيع المستوى لـ" العين الإخبارية" عن أبرز الملفات التي بحثها إسماعيل قاآني في بغداد خلال لقائه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والقادة العراقيين.
وأوضح المسؤول العراقي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، نظرا لحساسية موقعه، أن اللقاء "بحث عدة ملفات، تمثلت بترتيب أوراق النفوذ الإيراني ومن ضمنها تعيين هادي العامري على رأس جهاز المخابرات".
وأضاف أن "الملفات الأخرى شملت الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي الذي من المقرر أن ينطلق في ١٠ يونيو/ حزيران الحالي حيث فرض قاآني على الحكومة العراقية أن يكون الانسحاب الأمريكي من العراق أبرز المطالب.
وقال إن النتائج ستكون لصالح حماية أمن إيران ومصالحها ونفوذها في العراق، كما من بين هذة الترتيبات تحديد أنواع الأسلحة التي يمكن للولايات المتحدة إبقائها في قواعدها فيما إذا تقرر الإبقاء على عدد من مستشاريها ومدربيها.
ولفت المسؤول أن من "هذة الترتيبات أيضاً نوع الأسلحة التي ستزود بها واشنطن العراق مستقبلا، مع تحديد أنواع الطائرات المسيرة الأمريكية ".
ولفت الى أن الملف الآخر الذي بحثه قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني تمثل في منع العراق من استيراد الكهرباء من المملكة العربية السعودية، والإبقاء على استيرادها من إيران وقد تمخضت الزيارة عن توقيع عقد لمدة عامين يستمر بموجبه العراق باستيراد الكهرباء من إيران.
ورغم العقوبات الدولية المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة الامريكية على النظام الإيراني إلا أن العراق وبسبب سيطرة مليشيات الحشد على غالبية مفاصله، لا يزال يشكل البوابة الرئيسية التي تلتف من خلالها طهران على العقوبات كمحاولة بائسة لإنقاذ اقتصادها من الانهيار.
ومن جانبه، شدد الخبير السياسي والاستراتيجي العراقي علاء النشوع، على أن "أوامر تعيين العامري على رأس مليشيات الحشد أو منحه أي منصب أمني آخر صدرت من إيران بعد زيارة قاآني إلى بغداد".
وقال النشوع لـ"العين الإخبارية" إن "هذا القرار يأتي ضمن خطة إيران لتنفيذ انقلاب على الحكومة العراقية فيما إذا لم ترض طهران عن نتائج الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي".
وأوضح أنه:" إيران تري أن أمريكا تعاني من مشاكل، والنظام الإيراني يريد أن يفرض ويملأ الفراغ سريعا"، مبينا أن "ترامب إذا أنهى مشاكله سيدمر إيران والمتحالفين معها".
وأشار النشوع إلى أن الأمريكيين كانت لهم رسالة عندما التقوا برئيس إقليم كردستان العراقي إلى إيران وتركيا وهي أن "الأكراد حليف قوي لواشنطن في المنطقة، ويجب على رئيس الوزراء الكاظمي أن يفهم أن التغيير الناعم يكون بمشاركة الكرد".
ويعتبر هادي العامري رجل إيران الأول في العراق بعد مقتل الإرهابي أبو مهدي المهندس رئيس اركان مليشيات الحشد مطلع العام الحالي في غارة أمريكية استهدفته وقائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليمان قرب مطار بغداد الدولي.
وتلقى العامري تدريباته خلال ثمانينات القرن المنصرم في إيران على يد الحرس الثوري الايراني وقاتل ضمن صفوف الحرس الثوري ضد العراق في الحرب الإيرانية العراقية وساهم بعد عام ٢٠٠٣ بتنفيذ أجندات ومخططات إيران من تنفيذ عمليات اغتيال العلماء العراقيين وضباط الجيش والطيارين، فضلاً عن تصفية الصحفيين والناشطين والسياسيين المناهضين للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة.
وقال عبدالقادر النايل، المختص بالشأن العراقي، أن الغرض من استقالة العامري هو تعيينه رئيسا لجهاز المخابرات لاستكمال الهيمنة الإيرانية على أجهزة الدولة العراقية، ولاسيما الأجهزة العسكرية والأمنية.
وأضاف لـ" العين الإخبارية" على هذا الأساس وافقت طهران على تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراءالعراقية، كي تعاد هيكلة جهاز المخابرات من خلال تولي مليشيا حزب الله اللبناني مسؤولية الإشراف على الجهاز.
وتابع النايل:" بحسب معلومات من مصادر خاصة فيإن العامري هو المرشح لإدارة المخابرات وليس مليشيات الحشد الشعبي التي يتزعمها الآن فالح الفياض".
واستطرد:" هذه الخطوة تأتي قبيل انطلاق المفاوضات السلطات الحكومية مع الولايات المتحدة الامريكية في الاتفاقية الاستراتيجية المقبلة".
وأضاف النايل "إيران تريد المحافظة على هيمنتها من خلال السيطرة الكاملة على الأمن الوطني والمخابرات وهيئة الحشد وهم يسيطرون على وزارة الداخلية بكافة تشكيلاتها وفي طور استكمال سيطرتهم على وزارة الدفاع".
وبيّن الخبير العراقي أن المرشح لقيادة مليشيات الحشد هو الزعيم الحالي لمليشيا كتائب حزب الله العراقي، عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ"الخال" والذي يعد أحد أذرع القائد السابق لمليشيا الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.