ذكرى وأحمد.. زوجان عراقيان من ذوي الهمم يرويان قصة "الحب وصنع المجد"
"الإعاقة تكون في العقل وليس الجسد"، كلمات لخص بها ذكرى وأحمد، زوجان من ذوي الهمم بالعراق، قصة كفاحهما في التغلب على الإعاقة وصنع المجد.
ذكرى سلمان حسن، كانت ضحية حقنة خاطئة منذ طفولتها، ما تسبب لها بشلل نصفي، يقابلها أحمد وهو ضابط في الجيش العراقي تعرض لإصابة خلال حرب 1991، أنهت قدرته على الحركة.
كلاهما بأطراف غائبة جمعتهما الصدفة ذات يوم ولكن لم تفلتهما، جال بينهما الود والقبول حتى قررا الاربتاط ودخول القفص الذهبي قبل أكثر من عقد ونصف.
يستذكر الضابط المتقاعد أحمد الأيام الأولى التي أهدت له الطريق إلى شريك الدرب "ذكرى"، حيث يقول إنه كان حينها لاعب تنس وتصادف اللقاء مع "ذكرى"، ضمن صفوف المنتخب الوطني لرفع الأثقال.
يقول أحمد، إن "الطريق لم يكن يسيراً فعادة ليس الأشياء كلها تأتي كما نشتهي، هناك تحديات وصعوبات ولكن الحمد لله تم التغلب عليها، وكانت النتائج أسرة سعيدة ومنزل هادئ بالود والمحبة".
وأحمد عطية عبيد، هو مؤسس رياضة القوس والسهم والأمين المالي للمنتخب الوطني، واستطاع خلال فترته بالمنصب حصد 48 وساماً، فضلا عن إنجازات أخرى.
يلفت أحمد خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "قصة زواجهما أصبحت مثالا يحتذى من قبل الكثير من أصحاب الهمم العالية".
أمّا ذكرى سلمان المعموري، لاعبة تنس وطاولة وألعاب قوى، وهي أول سيدة في العراق تحصل على الميدالية الذهبية النسوية لذوي الإعاقة.
وتتصف المعموري بأنها لاعبة قوى متمكنة، لها حصاد كبير في الميداليات، ضمن البطولات الدولية والعالمية وكذلك هي من المؤسسين للرياضة النسوية لذوي الإعاقة.
تشغل ذكرى حاليا، منصب عضو المكتب النسوي ومشرفة على الفريق النسوي لرفع الأثقال في اللجنة البارالمبية الوطنية العراقية.
وجراء عشقهما المشترك للرياضة، أجرى أحمد وذكرى العديد من الزيارات لمراكز الإعاقة تمخضت عن استكشاف طاقات عديدة من ذوي الهمم، حيث إن بعضهم أصبحوا أبطالاً ومحترفين في رياضات القوى والطاولة والتنس.
تقول ذكرى لـ"العين الإخبارية"، إن "الإعاقة عادة ما تكون في الفكر والإرادة لا بالجسد، وقد تجاوزت ذلك منذ عقود بعد أن اخترت هواية كانت حتى الأمس القريب حكراً على الرجال".
وتستدرك: "استطعت التغلب على التحديات وأن أكون فرداً بكامل صحتي البدنية ولا أختلف عن الآخرين ممن يمتلكون كامل القوام والصحة، فكنت اللاعبة والزوجة وسيدة البيت".
وبشأن حياتها الأسرية، أوضحت ذكرى أن "إدارتهما للبيت بمعية زوجها لا تختلف عن واقع المنازل الأخرى، حيث أتكفل بترتيب المنزل والطهي وأحمد بما يتعلق بمسؤولياته كرجل".
ووفق إرادة الزوجين، صمم أحمد وذكرى منزلهما بطريقة تتوافر فيها الوسائل كلها التي تذلل العقبات أمامهما.
وبشأن هوايتها للعبة لا يقوى عليها إلا الرّجال الأصحاء تقول ذكرى: "لا أعرف كيف بدأت ولكن أنا مهووسة بالرياضة وقد ساعدني على إيجاد ذاتي واستكشاف قدراتي في هذا العالم العديد من الأـساتذة المختصين ممن لهم الفضل الكبير في تحقيق ما وصلت إليه".