اليوم العالمي لطريقة برايل.. "العين الإخبارية" تحتفي بذوي البصيرة
يحل اليوم العالمي للغة برايل في 4 يناير/كانون الثاني، وهي مناسبة للتوعية بهذه الطريقة بوصفها وسيلة للتواصل مع المكفوفين وضعاف البصر.
وطريقة برايل هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام 6 نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم.
ويستخدم المكفوفون وضعاف البصر لغة بريل، التي تحمل اسم مخترعها في القرن الـ19 الفرنسي لويس برايل، لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة، وهو ما يُعد مؤشرا على الكفاءة والاستقلال والمساواة.
في اليوم العالمي لطريقة برايل، استضافت"العين الإخبارية" الشابة المصرية نبيلة يحيى، التي تعلمت هذه الطريقة العبقرية ونشرتها بين مئات الأشخاص من ضعاف البصر.
نبيلة ولدت ضعيفة البصر حيث كانت تعاني من مشكلة في العصب البصري، وبعد ترددها على كثير من الأطباء انتهى الأمر إلى التسليم بالوضع القائم حيث أجمع المختصون على أنها ستعيش عمرها هكذا.
وتحكي نبيلة لـ"العين الإخبارية": "أبي وأم كان لهما دورا كبيرا في مساعدتي على التأقلم مع هذا الوضع، وأن أثق في نفسي واعتمد على ذاتي واتحرك بمفردي دون خوف، وأيضا دفعي لتعلم طريقة برايل".
وتضيف: "تعلمت هذه الطريقة عندما كنت في المرحلة الابتدائية وساعدتني كثيرا طوال سنوات الدراسة حتى تخرجت من الجامعة".
وتقول: "بجانب قدرتي على القراءة بالبرايل، كانت والدتي تساعدني في المذاكرة خاصة من الصف الثالث الإعدادي، وهي من دعمتني كثيرا حتى تفوقت في الثانوية العامة والتحقت بكلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية".
بعد انتهاء مراحل التعليم تراجعت مساحة برايل في حياة نبيلة، وتوضح: "بدأت استخدم هذه الطريقة لقراءة القرآن أو عند استخدام بعض الخدمات التي توفر القراءة لضعاف البصر بطريقة برايل فقط".
وبعدما دخلت نبيلة إلى سوق العمل تراجع استخدامها لطريقة برايل في مقابل الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة التي تناسب عملها الحالي في إحدى شركات الاتصالات.
وتوضح نبيلة: "وظفت هذه الطريقة لمساعدة كل من يحتاج مساعدتي من ضعاف وفاقدي البصر، فضلا عن مساعدتي الأشخاص الأصحاء مثل أساتذة الجامعات للتعرف على كيفية قراءة الكفيف بطريقة برايل، وبالتالي مساعدتهم في توفير المواد العلمية التي تساعدهم في المذاكرة".
نبيلة نجحت في مساعدة المئات على تعلم طريقة برايل عبر مؤسستي "حلم" أو "كن عيني" اللتان تستهدفان طلاب المدارس والجامعات، ويستغرق التعليم ما بين 3 إلى 6 أشهر.
وتضيف: "هناك من يأتي بشكل شخصي لتعليمهم البرايل، وغالبا الأكبر من 30 عاما كانوا يلجأون لي لتعلم برايل لمساعدتهم على قراءة القرآن فقط".
شاركت نبيلة في نسختين من منتدى شباب العالم في عامي 2018 و2019، حيث قدمت ورش عمل حضرها مسؤولون وشخصيات عامة وممثلون عن بعض الشركات، وتناولت هذه الورش "آداب التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة".
أيضا شاركت الشابة المصرية في العديد من الحملات التوعوية لتأهيل الأماكن العامة والشوارع لتصبح مؤهلة لتحرك ضعاف البصر بأمان. وأثنت نبيلة على توفير بعض الخدمات بطريقة برايل سواء حكومية أو خاصة أو حتى قائمة الأكل ببعض المطاعم وروشتات الأدوية.
الشابة الطموحة تتمنى أن تصبح واحدة من أكبر المدربين في مجال "آداب التعامل مع ضعاف البصر"، وتدعو الآباء والأمهات لتعليم صغارهم ضعاف البصر طريقة برايل، قائلة: "هتفيدهم كتير".
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز