شروط الصدر ومليشيات إيران.. إقصاء المالكي "قربان" التحالف
يبدو أن الوساطات الداخلية وتحرك إيران الأخير لم يستطع إقناع زعيم التيار الصدري بفتح الباب أمام دخول المليشيات الحكومة العراقية.
ويواصل مقتدى الصدر الذي حظيت كتلته بـ73 مقعداً، في الانتخابات التشريعية الأخيرة بالمضي نحو تحالفات قوامها القوى السنية الأكبر (تقدم وعزم)، والحزب الديمقراطي الكردستاني القادم من أربيل.
وتجري قوى الإطار التنسيقي وساطات ومحادثات مباشرة مع رئيس التيار الصدري للعدول عن الذهاب بمفرده نحو حكومة الأغلبية الوطنية التي طالما ردد بتدشينها خلال المرحلة المقبلة.
وتحاول "قوى الإطار" وتضم أحزابا ومليشيات مسلحة، اعتراض قافلة الصدر نحو تشكيل الحكومة بالتهديد وقلب الطاولة على الجميع إذا ما أصر على المضي دون نظرائه من القوى الشيعية المقربة من إيران.
وبعد الفشل مع الصدر، حركت إيران رسلها باتجاه العراق للضغط على طرفي النزاع لحلحلة الخلافات والمحافظة على وحدة البيت الشيعي إلا أن ذلك انتهى عند أنصاف الحلول .
وكان رئيس فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآاني، أجرى زيارة سرية أول أمس للعراق، التقى من خلالها قيادات الإطار الشيعي، وكذلك الصدر في مقر إقامته بالنجف بحسب مصادر مطلعة، إلا أن الزيارة لم تغير موقف الصدر إزاء مناوئيه.
وفور تلك التطورات وصل محمد كوثراني، المسؤول عن الملف العراقي في حزب الله اللبناني، ليكمل ما انتهى إليه قآاني، لتأتي بعدها مواقف جديدة فرضت على قوى الإطار التنسيقي دفع القرابين بالتخلي عن قائدها رئيس دولة القانون نوري المالكي أمام انضمامها لتحالف الصدر.
وتدور خلافات عميقة بين الصدر ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي تمتد لأكثر من عقد ونصف، إبان ولايته الاولى التي شنت من خلالها حملة لاعتقال أتباع التيار الصدري عرفت بـ"صولة الفرسان".
يأتي ذلك في وقت، هددت قوى الإطار التنسيقي بمقاطعة العملية السياسية والخروج من المشهد العراقي في حال إصرار الصدر على تحييد المالكي من القائمة الشيعية.
ويقول عضو دولة القانون خالد السراي، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "قوى الإطار قرارها واحد وستمضي نحو طريقين لا ثالث: إما المضي سوية مع الصدر نحو تشكيل الحكومة أو المقاطعة ونفض اليد من العملية السياسية".
ولفت إلى أن "العرف الذي جرت عليه الديمقراطية في العراق لا تأصل مفهوم المعارضة البرلمانية وإنما تعني العزل والتهميش".
من جانبه يقول السياسي المستقل، نديم الجابري، إن "المالكي هو من يشكل العقدة في الحوار ما بين الصدر وقوى الإطار، والأخير لا يمكن أن يتم التنازل عنه باعتباره الرقم الأثقل بحكم رمزيته وميزانيه الانتخابي".
ويضيف الجابري لـ"العين الإخبارية"، أن "إيران تضغط على الإطار التنسيقي للقبول بالتخلي عن المالكي، كونها أدركت أن الصدر لا يمكن له التخلي عن شرطه هذا مقابل ضمنهم معه للفريق النيابي الأكبر".
ولكن في كلتا الحالتين كما يتوقع الجابري، "لن تصمد حكومة الصدر طويلاً في حال تم تشكيلها دون وجود الإطار التنسيقي لأنها ستحاول شل قدرته تنفيذيا وكذلك العكس وبالتالي لايمكن الحديث عن حكومة ذات مدد تشريعية مكتملة دون وجود الطرفين معاً".
فيما يرى رئيس مركز "تفكير"، السياسي، إحسان الشمري، أن "الأمور و إن بدت معقدة في ظاهرها ولكن المؤشرات في البواطن تدلل على وجود إنفراجات خلال الـ48 ساعة المقبلة".
ويوضح الشمري، لـ"العين الإخبارية"، أن "قوى الإطار ستندفع مع الصدر بالتخلي عن المالكي ولكن سوف تشترط وجود ضامن وضمانات بأن لا يلاحق هو وكتلته والخارجين معه سياسياً وأن لا تفنح ملفات تختص أدائهم التنفيذي والنيابي طيلة الفترات السابقة".
وبشان إمكانية قبول المالكي الخروج من مشهد التركيبة الحكومية، يؤكد الشمري، أن رئيس دولة القانون "سيقبل بهذا الدور إذا ما حدثت تسويات سياسية تضمن له مساحة في البرلمان العراقي في رئاسة اللجان النيابية".