مندوب حزب الله يصل العراق.. دمية إيران لإنقاذ مليشياتها
بعد فشل الفصائل السياسية المقربة من إيران، في إقناع مقتدى الصدر الدخول ضمن تركيبة الحكومة العراقية، تقاطرت وفود إيرانية على بغداد.
واليوم الإثنين، وصل محمد كوثراني، مسؤول "ملف العراق" بحزب الله الإرهابي في لبنان، إلى مدينة النجف العراقية تمهيداً لعقد سلسلة من اللقاءات مع قادة الإطار التنسيقي الشيعي والصدر في محاولة لحلحلة الأزمة الراهنة حول تشكيل الحكومة العراقية.
وزيارة كوثراني تأتي بعد ساعات على وصول قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآاني إلى العراق، حيث التقى مسؤولين في الإطار التنسيقي ببغداد ومن ثم الصدر في مقر إقامته في الحنانة.
لكن زيارة قآاني السرية لم تؤتِ أكلها بما ترغب فيه طهران أو قادت الأحزاب والمليشيات المسلحة بالعراق بعد فشله في إقناع الصدر بالتراجع عن موقفه من إقصاء التابعين من القوى الشيعية، ما دفع طهران بتحريك كوثراني لتعزيز الضغط وتدارك الخلاف.
وكوثراني واحد من القيادات البارزة التي عملت عن قرب مع قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، وقيادات أخرى من أجل الحفاظ على هيمنة طهران في العراق.
وفي أغسطس/ آب 2013 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بحق كوثراني لتقديمه الدعم للميليشيات الموالية لإيران ولفصائل مختلفة في اليمن، وقادة عسكريين مسؤولين عن أعمال إرهابية في كل من مصر والأردن وقبرص وإسرائيل.
وكان قآاني أعرب عن موقف طهران من مجريات الأحداث الحالية بشأن تشكيل الحكومة خلال لقائه قادة الإطار التنسيقي، أمس، مؤكداً إمكانية الذهاب مع الصدر بإسقاط نوري المالكي عن ضمه للتحالف الشيعي، كما يقول القيادي بالإطار التنسيقي أحمد الموسوي.
ويضيف الموسوي، خلال تصريحات صحفية، أن طهران أبدت موافقتها من دخول جزء من الإطار بالحكومة والقبول بأقل الخسائر على أن يبقى الجزء من الإطار غير المشارك بالحكومة، ككتلة واحدة للعمل داخل البرلمان".
وأشار الموسوي إلى أن "القضايا الشخصية والخلاف بين المالكي والصدر أوصلت الأمور لعدم توافق كامل للبيت الشيعي والدخول بكتلة واحدة".
وفي وقت لاحق، كشف مصدر سياسي عن تفاصيل اجتماع إسماعيل قاآني مع رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف.
وذكر المصدر لـ"العين الإخبارية"، أن "قائد فيلق القدس الإيراني اجتمع في وقت متأخر من ليل أمس الأحد، مع الصدر في دار إقامته في النجف وتحدث معه بشأن الخلافات الحاصلة بينه والقوى الإطارية ".
وأضاف المصدر، أن "قآاني شدد على توحيد الموقف السياسي في البيت الشيعي بمد خيوط التفاهم بين الصدر وقوى الإطار بغية الذهاب سوية نحو تحقيق الكتلة الأكبر برلمانياً بما يفضي إلى حق تشكيل الحكومة المقبلة".
ولكن الصدر، بحسب المصدر، رفض الاندماج مع تلك القوى في ظل بقاء رئيس دولة القانون ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
ويعيش الصدر والمالكي حالة خصام وتقاطع منذ أكثر من عقد إبان رئاسة الأخير للحكومة العراقية، وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت أتباع التيار الصدري وزجهم في السجون تحت ما يعرف بـ"صولة الفرسان".
ورغم محاولات التقريب والتي كان آخرها لقاء جمع الصدر مع قادة الإطار التنسيقي ببغداد، بينهم نوري المالكي إلا أن ذلك لم يكسر جليد القطيعة بينهما.
ويسعى الصدر الذي حصلت كتلته على 73 مقعداً في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في أكتوبر الماضي، لتشكيل حكومة اغلبية وطنية بالاقتراب مع المكونيْن السنيين (تقدم وعزم)، والطرف الكردي الحزب الديمقراطي وهو ما تحاول "قوى الإطار "اعتراض ذلك المشروع عبر التهديد بالسلم الأهلي.
وعقب تسمية رئاسة البرلمان في الجلسة الاولى الأكبر سناً التي عقدت في الـ8 من الشهر الحالي، استهدفت هجمات مقار أحزاب سنية وكردية تقترب من تدشين تحالفها مع الصدر.
وحتى أمس الأحد، علق الصدر في تغريدة كتبها، قائلا: "لاشرقية ولاغربية .. حكومة وطنية"، حيث جاءت عقب لقاء هادي العامري، رئيس "تحالف الفتح" المنضوي تحت "الإطار التنسيقي."