سياسة
قاآني بالعراق للقاء الصدر.. ضغوط لإنقاذ "أذرع إيران"
وصل قائد مليشيات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، مساء الأحد، إلى مدينة النجف وسط العراق، حيث مقر إقامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في مسعى أخير لإنقاذ أذرع طهران.
وصل قائد مليشيات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، مساء الأحد، إلى مدينة النجف وسط العراق حيث مقر إقامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في مسعى أخير لإنقاذ أذرع طهران.
ومن المقرر أن يلتقي مع الصدر الذي لا يزال متمسكاً بموقفه الرافض لحكومة المحاصصة الطائفية والحزبية، التي تريد طهران بقاءها في المشهد السياسي العراقي.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن "قاآني بدأ بزيارة مرقد محمد صادق الصدر (المرجع الشيعي الراحل وهو والد مقتدى الصدر) والمدفون في النجف".
وأشارت وكالة أنباء إيرانية على صلة بالحرس الثوري إلى أنه سيلتقي زعيم التيار الصدري بعدما فشلت جميع المحاولات لإقناعه بالتحالف مع الإطار التنسيقي (القوى السياسية الشيعية المدعومة من إيران) الذي خسر الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فيما تتردد معلومات حول أن الصدر تمكن من إقناع زعيم تحالف الفتح هادي العامري بضرورة الانشقاق عن الإطار التنسيقي والالتحاق بركب القوى التي تريد تشكيل حكومة وطنية تمثل الكتلة الصدرية والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، بالإضافة إلى تحالف "عزم وتقدم" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي (القوى السياسية السنية).
ويصر الصدر على أنه يريد إقصاء زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ومنعه من الحصول على أي منصب في الحكومة المقبلة، بسبب الخلافات القديمة بين الجانبين والتي تعود لعام 2009، بعدما شن المالكي عملية عسكرية ضد أنصار الصدر والتي عُرفت في حينها "صولة الفرسان".
ويمتلك الصدر حالياً أكبر كتلة برلمانية بحصوله على 73 مقعداً، فيما يمتلك المالكي 34 مقعداً.
وفي سياق متصل، أشار موقع "ميدل إيست نيوز" الإيراني، إلى أن المعلومات تشير إلى "أن هادي العامري قد قبل شروط مقتدى الصدر، وسينضم إلى ائتلافه قريباً".
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن "أصعب شرط وضعه الصدر للائتلاف هو الإطاحة بنوري المالكي من أي ائتلاف في الحكومة المقبلة، والآن وبعد عدة جولات من المشاورات اتضح أن هادي العامري قد قبل بشروط مقتدى الصدر".
كما غرد "بنجين ريكاني"، العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، عن الائتلاف الحاكم المستقبلي في المشهد السياسي العراقي وكتب: "الائتلاف الحاكم سيكون الصدر والبارزاني والحلبوسي والعامري".
وهذا يعني أنه لن يكون هناك مكان في الحكومة المقبلة لائتلاف دولة القانون، الذي يملك أكبر عدد من المقاعد النيابية بين الفصائل الشيعية بعد قائمة الصدر.
ومن المقرر أن يعقد الإطار التنسيقي الشيعي اجتماعاً واتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، يتوجه بعدها هادي العامري إلى أربيل، وخلال اليوم أو اليومين المقبلين سيتم الإعلان رسمياً عن انضمام قائمته لتحالف الصدر والبارزاني والحلبوسي.
وترفض إيران إقصاء المالكي من العملية السياسية، كونه أصبح رجلها في العراق بعدما خسرت الأحزاب السياسية والمليشيات المسلحة الشيعية قواعدها الشعبية، وانعكس ذلك على نتائج الانتخابات الأخيرة.
وبدأت إيران تشعر بالقلق تجاه الوضع السياسي في العراق وتغيير خارطة الحكم في البلاد، فيما بدأ نفوذها يتراجع بعد غياب رجلها الذي جرى اغتياله قبل عامين قائد فيلق القدس قاسم سليماني بطائرة أمريكية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي.