"محافظ مقال".. من هو رئيس وزراء العراق المكلف عدنان الزرفي؟
أمام الزرفي الذي تم تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية خلفاً للمعتذر محمد علاوي 30 يوماً لاجتياز مهمته التي منحه إياها دستور البلاد
بات عدنان الزرفي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية من قبل الرئيس برهم صالح، الثلاثاء، أمام مهمة صعبة تتمثل في الحصول على رضا ساحات الاعتصام والأطراف السياسية في آن واحد ليتمكن من تنفيذ مهمته وتمرير الوزارة.
وأمام الزرفي، الذي تم تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية خلفاً للمعتذر محمد علاوين، 30 يوماً لاجتياز مهمته التي منحه إياها دستور البلاد.
وعدنان عبد خضير عباس مطر الزرفي، أحد أبناء محافظة النجف؛ حيث ولد في العام 1966، وبدأ حياته السياسة ضمن صفوف حزب الدعوة عام 1983 في عهد نظام حزب البعث السابق.
ومع حظر حزب الدعوة، واصل الزرفي نشاطه السياسي، لكنه تعرض للاعتقال عام 1988 من قبل نظام صدام حسين وحكم عليه بالسجن المؤبد في سجن أبو غريب، وتمكن في فبراير/شباط من عام 1991 من الهرب خلال الانتفاضة الشعبية التي شهدها العراق إثر غزو النظام لدولة الكويت.
واضطر الزرفي الذي يحمل شهادة دكتوراه في الفقه الإسلامي من الهرب من العراق بعد فشل الانتفاضة قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 وظل فيها حتى سقوط نظام البعث عام 2003.
وفي 2004، أسس الزرفي حركة الوفاء العراقية ليشارك بها في العملية السياسية الجديدة، وتمكن من نيل عضوية فريق هيئة الإعمار ، ومن ثم عين محافظا للنجف عام 2005.
وتولى الزرفي منذ 2005 وحتى 2014 منصب المحافظ لثلاث فترات، قبل إقالته من قبل مجلس المحافظة الذي رفع الدعوى إلى القضاء بسبب استغلال المنصب وإهدار المال العام.
لكن الزرفي ترك خلال أعوام 2006-2009 منصب المحافظ بعد تسلمه منصب وكيل مساعد شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية، وعاد عام 2009 إلى منصبه القديم مرة أخرى.
وانضم محافظ النجف السابق إلى قائمة تحالف النصر الذي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي خلال الانتخابات التشريعية التي شهدها العراق عام 2018، حيث يترأس كتلتها في مجلس النواب حالياً.
ولعل أحد أهم التكليفات التي تلقاها "الزرفي" من الرئيس العراقي برهم صالح، هو العمل على إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة، وتلبية لمطالب المتظاهرين السلميين المشروعة من خلال إنجاز الإصلاحات المطلوبة.
ورغم عدم حصوله حتى الآن على قبول من قبل التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أكدت مصادر سياسية عراقية أن الزرفي يتمتع بعلاقات جيدة مع الحرس الثوري الإيراني وحصل على دعم طهران في تكليفه بتشكيل الحكومة، فضلا عن أن علاقاته مع التحالف الدولي وواشنطن ليست بسيئة.
المصادر كشفت عن أن الدعم الإيراني للزرفي رغم رفضه من قبل عدد من مليشيات الحشد الشعبي جاء مقابل تعهدات قطعها رئيس الحكومة المكلف لطهران، تتمثل ببقاء مليشيات الحشد وأسلحتها في الساحة العراقية والعمل على إخراج القوات الأمريكية من البلاد.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي المكلف كذلك بالإبقاء على الامتيازات الاقتصادية التي تحصل عليها إيران من بلاده رغم العقوبات الدولية المفروضة على طهران، والتعهدات تواجهها في المقابل مطالبات أمريكية بإنهاء دور ولاية الفقيه في بغداد وحصر السلاح بيد الدولة.
وأمام المطالب الأمريكية بضرورة التزام العراق بتنفيذ العقوبات الدولية المفروضة على إيران والعمل على انتخابات مبكرة، تبدو مهمة "الزرفي" صعبة فيما إذا تمكن من تشكيل حكومته وتمريرها.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز