العراق.. هدوء لم يدم طويلا واحتجاجات تقابل بقبضة حديدية
"المحتجون يحرقون بالماء الساخن وقنابل الغاز والنار الحي، نحن أناس فقراء، والمليشيات المدعومة من إيران تفعل هذا بنا".
لم يدم طويلًا الهدوء الذي خيم على شوارع بغداد، يوم الأحد، بعد 5 أيام من احتجاجات عنيفة؛ إذ عادت الفوضى لتطل برأسها مرة أخرى في العاصمة العراقية والمدن الجنوبية.
ويحمل المحتجون رسالة واضحة ظلوا يرددونها في مظاهراتهم يوميا، مفادها القضاء على الفساد وتوفير الخدمات الضرورية وإخراج إيران ووكلائها من الحكومة.
"المحتجون يحرقون بالماء الساخن وقنابل الغاز والنار، نحن أناس فقراء، والمليشيات المدعومة من إيران تفعل هذا بنا، إنهم يأتون حتى إلى المستشفيات لقتل المحتجين (المصابين)"، هكذا قال عباس ناجي (24 عامًا)، الذي كان يعمل سابقًا في قطاع الضيافة بمدينة الناصرية، لكنه عاجز عن العثور على عمل منذ 4 أعوام لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
وأوضح ناجي "نحن العراقيون ضد وجود المليشيات لأنهم خطر علينا، نحن عازمون على مواصلة هذا الحراك؛ لأننا في حاجة لوظائف، ونحتاج لتحسين الخدمات".
وأشارت شبكة "فوكس نيوز" إلى أن كثيرا من المتظاهرين وجهوا اتهامات للمليشيات المعروفة باسم قوات الحشد الشعبي –التي تشكلت عام 2014 لقتال تنظيم داعش– باستهدافهم نيابة عن طهران وحماية الساسة الفاسدين.
وأعرب ناجي عن أسفه لعدم تقديم مستشفيات بغداد –بضغط من الحكومة– الأعداد الدقيقة للقتلى والجرحى، مشيرًا إلى أن "الرحلات الجوية المتكررة" بين بغداد وطهران كانت مركبات للمقاتلين ومعدات لإغراق البلاد.
وأوضح أنهم لا يريدون أن يشعروا وكأنهم غرباء في بلادهم، أو أنهم في ظل حكومة تهاجمهم.
والأحد الماضي قتل 7 محتجين على الأقل، على أيدي الشرطة على الأرجح– ما رفع حصيلة الخسائر إلى 104.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مشاركين بالاحتجاجات أنها بدأت سلمية، لكنها سرعان ما قوبلت بقبضة حديدية.
وأشارت إلى أن الحكومة العراقية برئاسة عادل عبدالمهدي اتجهت إلى نشر قوات الأمن وحجب الإنترنت وفرض حظر للتجوال، وتسببت تلك التحركات فقط في إغضاب الحشود الحانقة التي خرجت حتى في أعداد أكبر مع بروز محاولات إسكاتهم.
ويوم الإثنين، قال فالح الفياض، مستشار الأمن القومي بالعراق إن الحكومة لن تسمح للمتظاهرين بـ"إسقاط الدولة العراقية"، لكن أولئك المدنيين قالوا إنهم هم من استهدفتهم قوات الأمن، التي أطلقت عليهم عشوائيًا ذخيرة حية ورصاصا مطاطيا وقنابل غاز.
وطبقًا لمصدر استخباراتي أمريكي، كان هناك قلق من أن مليشيا الحشد الشعبي كانوا ينتحلون صفة متظاهرين ويختلطون مع الحشود لاعتقال الناشطين وعرقلة حركة الاحتجاج.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز