احتجاجات العراق.. رفضت نفوذ إيران فوصفها خامنئي بـ"المؤامرة"
في أول رد فعل له على الاحتجاجات الشعبية الحاشدة من الأسبوع الماضي في العراق، المرشد الإيراني يزعم أن من وصفهم بالأعداء يتآمرون هناك
في أول رد فعل له على الاحتجاجات الشعبية الحاشدة من الأسبوع الماضي في العراق والتي هاجمت بشكل صريح طهران، زعم المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن من وصفهم بالأعداء (لم يحددهم) هم من يتآمرون لتحريك المشهد هناك.
ونشر مكتب خامنئي المستحوذ على صلاحيات سياسية واسعة باعتباره أعلى هرم للسلطة داخل إيران، الإثنين، تغريدة عبر موقع تويتر يقول فيها إن المرشد يصف الاحتجاجات العراقية الأخيرة بـ"المؤامرة التي صنعها الأعداء".
وادعى خامنئي، بحسب التغريدة، أن من وصفهم بالأعداء "يسعون للفرقة لكنهم فشلوا ولن تنجح مؤامراتهم".
وقبل يومين، حرض حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي داخل صحيفة "كيهان" اليومية المتشددة ورئيس تحريرها، المتظاهرين العراقيين على اقتحام السفارة الأمريكية لدى بغداد بزعم أنها وكر للجاسوسية.
ولفت شريعتمداري، الجنرال سابقا في مليشيا الحرس الثوري الإيراني، إلى أن هذا الأمر سيكون على غرار احتجاز طهران رهائن أمريكيين بينهم دبلوماسيون لمدة 444 يوما داخل سفارة واشنطن في إيران عام 1979.
واندلعت الاحتجاجات في أغلب المدن العراقية منذ الثلاثاء الماضي، لا سيما بسبب وصول مستوى البطالة إلى 25% داخل البلاد، فضلا عن الفساد الحكومي وتدني الخدمات العامة وبخاصة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وردا على المظاهرات، قطعت الحكومة العراقية خدمات الإنترنت وعطلت الدواوين الرسمية في العاصمة بغداد، في حين أدى قمع المحتجين إلى أكثر من 100 قتيل وآلاف المصابين.
وبرز هتاف "بغداد حرة حرة.. إيران برة برة" كأحد الشعارات الرائجة التي نادى بها آلاف المتظاهرين العراقيين، تنديدا بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبلادهم.
الوضع المضطرب في العراق ألقي بتحديات في وجه إيران إزاء إمكانية إرسال زوار إلى النجف وكربلاء في الأيام الأخيرة تزامنا مع مراسم الأربعين الدينية التي تقام هناك سنويا، حسب إذاعة "فردا" الناطقة بالفارسية من التشيك.
وأعرب المتحدث باسم حكومة طهران علي ربيعي، الإثنين، عن أسفه في ظل استمرار المظاهرات داخل العراق، بسبب ما وصفها بالأحداث المريرة التي وقعت خلال الأيام الماضية.
وفي نفس السياق، ادعى يحيى رحيم صفوي، كبير مستشاري المرشد الإيراني، أن الاحتجاجات في العراق تستهدف التأثير على المراسم الأربعينية عبر إحداث حالة انعدام للأمن بغية ترهيب الناس، على حد زعمه.
وأضاف مستشار خامنئي، أن "السماء لو أمطرت سهاما وحجارة لن يخيف هذا عشاق الحسين عن الذهاب بمسيرات الأربعين (تقام خلال الأيام المقبلة)"، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا).
وحذرت الخارجية الإيرانية، في بيان لها، الخميس الماضي، المسافرين إلى الأراضي العراقية بغرض المشاركة ضمن مسيرات الأربعين بضرورة توخي الحذر، وتأجيل رحلاتهم حتى إشعار آخر.