النادل الروبوت.. حكاية "الثعلب الأبيض" في الموصل: لا بقشيش
في مدينة الموصل العراقية، فاجأ مؤسسو مطعم لمجموعة من المهندسين الشباب، الزبائن باستخدام "روبوت" كنادل إلكتروني في تلبية طلباتهم.
يقول أحد القائمين على المطعم الذي يحمل اسم (White Fox)، بحسب مقطع فيديو مصور، "إننا قصدنا فكرة مختلفة ومتميزة نسعى من خلالها بث رسالة إلى كل الخريجين في العراق إلى المثابرة في تطوير قدراتهم الإبداعية دون الاستسلام لشح فرص العمل".
الثعلب الأبيض
ويستخدم مطعم "الثعلب الأبيض" (White Fox) نادلا إلكترونيا، يرتدي زيا خاصا للنادلين ووشاحا يحيط بالرقبة، ويحمل الروبوت صينية لإحضار طلبات زبائن المطعم.
ويبادر الضيوف الجائعون إلى طلب وجباتهم إلكترونيا عبر شاشات دُمجت بسطح طاولاتهم.
محمد عماد، وهو مهندس ومالك شريك لمطعم "الثعلب الأبيض"، يقول إنه "على الرغم من أن الفكرة ليست بالجديدة على العالم فهناك دول عديدة سبقتنا مثل اليابان والإمارات، إلا ان تطبيقها في العراق يعد حدثا لافتا".
وبشأن الروبوت الإلكتروني وطريقة تصنيعه، يوضح عماد، أن ": "المعدات والأجهزة هي أدوات مستوردة، لكن التركيب والعمل والتطبيقات والربط والسيرفارات (الخوادم) يتم تركيبها محلياً من قبله مع شركائه الأخرين من المهندسين".
ولا يقتصر التفرد باستخدام النادل الإلكتروني فحسب، وإنما يوفر المطعم قاعات خاصة للضيوف، تقدم فيها عروضا ضوئية لقاع البحر، الذي يحتوي على الأسماك والشعب المرجانية، بالإضافة إلى عروض ضوئية للشلالات على جدران القاعات وطاولاتها بقصد الترفيه عن روادها.
أطفال الموصل في ضيافة الروبوت النادل
وللأطفال نصيب عند "الثعلب الأبيض"، حيث خصصت أماكن لهم في المطعم، مجهزة بالشاشات والأجهزة التي يمكن من خلالها الاستمتاع بمختلف الألعاب المخصصة لهم.
ويقام المطعم عند أحد أحياء مدينة الموصل في محافظة نينوى، التي ماتزال تعاني الدمار والخراب الكبير جراء سيطرة تنظيم داعش عليها قبل 7 سنوات وما رافقها من عمليات عسكرية انتهت بتحريرها.
وعقب انتشار مقطع الفيديو "النادل الإلكتروني" عبر منصات التواصل الاجتماعي، جاءت الكثير من الردود لنشطاء ومدونين مرحبة بالفكرة .
إلا أن ذلك لم يمنع البعض من إبداء اعتراضهم على اعتماد الربوت الآلي بدلاً من الجنس البشري خشية أن تتلاشى فرص العاطلين في إيجاد فرص عمل.
يذكر أن تجربة الروبوت الإلكتروني شهدها العراق قبل عام عند مطعم في محافظة كربلاء، جاء تماشيا مع ظروف جائحة كورونا خشية تعامل الزبائن مع النادل البشري ومخاطر التعرض للإصابة.