نادي نساء الموصل.. حيلة عراقية "للهروب من صخب الحياة"
عند الساحل الأيسر من مدينة الموصل التي لايزال ركام الحرب وأكوام الأبنية المهدمة شاخصة عند نواحيها، تفتتح صهباء نزار "مشروعها الحلم"، كما تسميه، بتأسيس نادي نساء الموصل الترفيهي.
يتكون الملتقى النسائي من طابقين، وتم إنشاؤه على مساحة 250 مترا مربعا، ومكون من زوايا متنوعة تختص بالترفيه عن الأطفال والكتب والفن فضلاً عن ركن تعرض على طاولته السلع والأدوات المصنعة يدوياً.
وتجذب انتباهك عروض الألوان التي اصطبغت بها أروقة المبنى واللوحات الفنية التي تظهر عناية فائقة في تركيب المشهد الجمالي وقدرته على توفير أجواء من الطمأنينة والراحة للزبائن من السيدات.
ويعد هذا المشروع النسائي هو الأول من نوعه في الموصل، مركز محافظة نينوى، عقب احتلال تنظيم داعش الإرهابي للمدينة وأجزاء واسعة من البلاد في يونيو/ حزيران 2014.
تقول مؤسسة المشروع، صهباء نزار، وهي تحمل شهادة عليا في مجال الحقوق، إن فكرة النادي والملتقى أو مكان مخصص للسيدات فقط: "كان حلما يراودني منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما كنت أرى السيدات من أقاربي وأهلي يشتكين دوما من عدم وجود مكان مخصص لهن فقط يتبادلن فيه الضحكات بحرية دون قيود ويتركن أطفالهن في مكان آمن يلعبون ويمرحون دون الحاجة إلى الشعور بالحرج مما يفعله الأطفال في الأماكن العامة".
وتوضح نزار، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، كيف أن ذلك الهوس قد كبر معها وهي تقطع السنوات بلوغاً لمرحلة الشباب، وتستدرك بالقول: "عندما كبرت ودخلت كلية الحقوق وتخرجت منها وأكملت دراستي العليا وأصبحت أما أدركت أكثر مدى حاجتنا كسيدات إلى متنفس كهذا نهرب إليه من صخب الحياة ونتجرد فيه ولو ساعات قليلة من المسؤوليات المحيطة بنا".
وبعد انتهاء حقبة سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها، كان ولا بد من أخذ خطوة جدية لتحقيق هذا الحلم، فكان الشروع بتأسيس "نادي نساء الموصل" كما جرت تسميته من قبل صاحبة المشروع.
تقول صهباء: "تم تقسيم المبنى إلى ركن للأطفال، وركن معرض المبدعات لرسامات شابات من المدينة يطمحن بأن يعرضن أعمالهن وفنهن للناس كافة، ومن ثم ركن الكتب لكي يتيح الفرصة لكل القارئات بأن يستمتعن مع كتبهن".
يضاف إلى ذلك ركن "البازار"، وهو ركن وقتي يضاف بين فترة وأخرى ليدعم صاحبات الحرف اليدوية من الشابات الموصليات.
وبشأن نوع الخدمات التي تقدم عند نادي نساء الموصل، تبين صهباء، أنه "كون ضيفاتنا من مختلف الأعمار حاولنا جهد إمكاننا في تقديم أطباق ترضي أذواق الجميع من الأكلات الغربية إلى الحلويات والعصائر الباردة والمشروبات الساخنة".
وتختتم بالقول: "وفر المشروع أكثر من ١٥ فرصة عمل لسيدات موصليات مع قابلية زيادة العدد بالأيام المقبلة".