بعد غياب 3 عقود.. "حلم جلجامش" الأثري يقترب من العراق
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أن العراق سيستعيد بعد أيام لوحا أثريا يصل عمره لـ3500 عام.
ويحتوي اللوح الأثري على جزء من ملحمة "جلجامش" الشهيرة.
وذكرت اليونسكو في بيان، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، أن المنظمة تحتفل بإعادة الولايات المتحدة الأمريكية، رسميا، أحد أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ إلى العراق، في حفل سيقام في معهد سميثسونيان، في العاصمة واشنطن، الخميس 23 سبتمبر/أيلول 2021.
وتابعت: "يُعتقد أن رقيم (لوح جلجامش)، المعروف أيضا باسم (لوح حلم جلجامش)، قد نُهِب من متحف في العراق، في أعقاب الصراع الذي حدث عام 1991. وفي عام 2007، تم إدخاله، عن طريق الاحتيال، إلى سوق الفن الأمريكي. وفي عام 2019، تم الاستيلاء عليها من قبل وزارة العدل الأمريكية".
واللوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه بـ"المسمارية" جزء من "ملحمة جلجامش" التي تعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود.
ووفقا للسلطات الأمريكية، فإن هذا الكنز الأثري سُرق من متحف عراقي في 1991 إبان حرب الخليج، ثم اشتراه في 2003 تاجر أعمال فنية أمريكي من أسرة أردنية تقيم في لندن وشحنه إلى الولايات المتحدة من دون أن يصرح للجمارك الأمريكية عن طبيعة الشحنة.
وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتحدة باعه التاجر في 2007 لتجار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزورة.
وفي 2014، اشترت هذا اللوح بسعر 1.67 مليون دولار أسرة جرين التي تمتلك سلسلة متاجر "هوبي لوبي" والمعروفة بنشاطها المسيحي، وذلك بقصد عرضه في متحف الكتاب المقدس في واشنطن.
لكن في 2017، أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح بعدما تبيّن له أن المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.
وفي سبتمبر/أيلول 2019، صادرت السلطات الأمريكية هذه القطعة الأثرية إلى أنّ صدّق قاضٍ فيدرالي في نهاية يوليو/تموز الماضي على إعادتها إلى العراق.
وعلى الرغم من صغر حجمه، فإن قيمة هذا اللوح الأثري هائلة.
وأمس الإثنين، قالت المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي التي ستحضر في واشنطن حفل تسليم السلطات الأمريكية نظيرتها العراقية هذه القطعة الأثرية إنّ إعادة هذا الكنز الثقافي إلى أصحابه يمثل "انتصارا كبيرا على أولئك الذين يشوهون التراث".
وأضافت أن استعادة هذه القطعة الأثرية ستتيح "للشعب العراقي إعادة التواصل مع صفحة من تاريخهم".
وفي يوليو أعادت الولايات المتحدة إلى العراق 17 ألف قطعة أثرية، يرجع تاريخ غالبيتها إلى أربعة آلاف سنة، لا سيما إلى الحضارة السومري، إحدى أقدم الحضارات في بلاد ما بين النهرين.
وعانت الكنوز الأثرية العراقية من الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد في العقود الماضية، لا سيما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأمريكي في 2003.