خبراء: غياب "التحالف" شجع داعش على التصعيد بالعراق
في تصاعد ينذر بخطر العمليات الإرهابية في العراق، يرى خبراء ومختصون بالشأن الأمني أن تلك التطورات تستدعي موقفاً عاجلاً وطارئاً.
وكان تنظيم داعش شن سلسلة من الهجمات التي استهدفت نقاطا تابعة لقوات البيشمركة عند قضاء مخمور في نينوى وأطراف كركوك، أسفرت عن مقتل أكثر من 15 شخصاً أغلبهم من القوة الكردية.
ورغم عديد الضحايا الذين سقطوا في تلك الهجمات التي جاءت خلال أسبوع واحد، إلا أن سيطرة تنظيم داعش على قرية اللهيبان في كركوك المتنازع عليها، عد تحولاً خطيراَ في استراتيجية داعش بعد أن فقد القدرة على احتلال المدن التي خسرها عام 2017.
وكان تنظيم داعش تمكن من السيطرة على قرية اللهيبان، قبل يومين، لساعات عدة بعد حرق منازل المدنيين، كما يروي شهود عيان، قبل أن يتم استعادتها من قبل قوة مشتركة من الاتحادية والبيشمركة.
ووصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الأربعاء، إلى قضاء مخمور وقرية اللهيبان واستطلع أحوال أهلها ، وتوعد بملاحقة تنظيم داعش وبسط الأمن والاستقرار.
وتتحدث تقارير غربية أن هناك نحو 10 آلاف عنصر من تنظيم داعش يتوزعون ما بين بغداد وسوريا.
وتتزامن تلك الهجمات في شمال البلاد، مع حادثة تفجير دراجة مفخخة في محافظة البصرة جنوباً، أسفرت عن مقتل وإصابة 10 أشخاص أمس الثلاثاء.
الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف، يقول إن "العراق انتصر على داعش عسكرياً باسترجاع المناطق التي اغتصبها قبل سنوات، أما عمليات التطهير فهي تحتاج إلى وقت طويل".
ويضيف أبو رغيف، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "التنظيم بعد أن فقد دولة التمكين في المحافظات الغربية والشمالية من البلاد، عاد مجدداً ليتوارى عن الأنظار ويعود إلى سالف عهده ما قبل احتلال الموصل 2014".
وبشأن استمكان داعش وقدرته على شن الهجمات، لفت إلى أن هنالك تحديات كبيرة تسببت بمزيد من الخروقات الأخيرة ومنها أن التنظيم يعتمد مناطق جغرافية ذات تضاريس معقدة من الصعب تعقبها أمنياً وعسكريا".
الجانب الآخر من التطورات الميدانية الأخيرة، كما يراها أبو رغيف يتمثل في "عدم وجود توافق وتفاهم بين القوات الاتحادية والإقليم بشأن المناطق المتنازع عليها، ومساحات الفراغ الأمني، وهو ما شجع داعش على القيام بالمزيد من الهجمات".
وتوصلت بغداد وأربيل عبر سلسلة من الاجتماعات في وقت سابق، إلى اتفاق يقضي بحماية المناطق الحدودية بين الإقليم والمركز والمتنازع عليها وفق قيادة مشتركة من القوات الاتحادية والكردية.
من جانبه، يرى الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي، أن "هناك مناطق فراغ أمني لا يسمح القيام فيها بعمليات برية، تصل مساحتها إلى أكثر من 40 كم، تبتدأ من ديالى وتنتهي عند الحدود السورية، وهذا ما يستغله داعش لإقامة ملاذاته وأوكاره دون وجود ردع يهددها".
وأوضح الشريفي لـ"العين الإخبارية"، أن "تلك المناطق كانت وحتى الأمس القريب تغطى باستطلاع جوي دائم من قبل طيران التحالف الدولي والقوات الأمريكية، والذي كان يساعد على إنهاء أي تهديد أو تحرك قبل تحوله إلى فعل على الأرض".
ويتابع: "انسحاب التحالف الدولي من العراق بدت تظهر آثاره بشكل كبير وواضح، واعتقد أن الولايات المتحدة تريد أن يطلع الرأي العام على تأثير بقائها من عدمه في ظل التحديات الأمنية التي تشهدها البلاد".
وبنهاية العام الحالي من المقرر انسحاب كافة القوات القتالية الأمريكية من العراق وفق مخرجات الجولة الأخيرة بين بغداد وواشنطن ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي.
إلا أن أبو رغيف يرى أن "المشكلة الحالية جذرها سياسي وليس أمني نتيجة الخلافات الحاصلة بين بغداد وأربيل بشأن تلك المناطق".
ويؤكد أن "المقدرة الأمنية في العراق ليس لديها خلل في منظومة التصدي لداعش عسكرياً واستراتيجياً، وخصوصاً انها اكتسبت الخبرة في معارك حرب الشوارع وعمليات الكر والفر من خلال استرداد المدن التي سيطر عليها التنظيم"، لافتاً إلى "أننا بحاجة إلى تحديث أسلحتنا وتطوير قدراتنا التدريبية باستمرار مع تفعل الجانب الاستخباري بشكل كبير".
وبشأن تفجير البصرة، يقول المحلل السياسي، رئيس مركز بغداد للدراسات، مناف الموسوي، إن "ما حدث في جنوب البلاد أمس، يمثل حالة إنذار شديدة كونه عملا إرهابيا قد يرتبط بتنظيم داعش".
ويوضح الموسوي لـ"العين الإخبارية"، أن "قدرة التنظيم على ضرب أقصى جنوب العراق في مناطق لا توجد فيه قواعد وحواضن لعناصره، يؤشر على قدرة داعش في التمدد والانتشار باختيار الوقت والزمان".
ولا يستبعد الموسوي أن "تقف الخلافات السياسية بين الفرقاء إزاء نتائج الانتخابات التشريعية سبباً وراء تدهور الوضع الأمني".
وكانت مصادر عراقية تحدثت لـ"العين الإخبارية" بشأن تفجير البصرة على أنها عملية اغتيال مخطط لها لاستهداف عجلة يستقلها ضابط له دور كبير في عملية اعتقال فرقة الموت المتورطة في حوادث اغتيال نشطاء وشخصيات بارزة.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز