انتخابات العراق.. دمار "داعش" يحاصر الطائفية
السياسيون العراقيون يأملون في وضع حد لمساعي إيران بث سموم الطائفية من جديد، باعتبارها الوجه الآخر لتنظيم "داعش" الإرهابي.
تشهد العراق بوادر انحسار جزئي للانقسام الطائفي المستمر منذ 15 عاما، في محاولة لترميم الدمار الذي خلفه تنظيم "داعش" في البلاد.
وتجلى ذلك في حملة الانتخابات العراقية الجارية حاليا، وسط آمال بالقضاء على مساعي إيران استغلال الطائفية، عقب القضاء على "داعش".
وعلى الطريق السريع المؤدي لمدينة الفلوجة، غرب العراق، التي كانت دائما مرتبطة بمواجهات بين الشرطة ومسلحين، تظهر لوحات لمرشحين سنة ضمن تحالفات يقودها الشيعة استعدادا للانتخابات العامة التي تجري هذا الشهر.
وبات عديد من السياسيين أنفسهم، الذين أثاروا العداء قديما يتحدثون عن وحدة البلاد، بينما يجمعون المصوتين الذي طفح بهم الكيل بعد سنوات من السياسة الطائفية التي بلغت ذروتها عندما استولى "داعش" على ثلث أراضي البلاد، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ولا يخفى على المرشحين لمقاعد البرلمان العراقي أن الشعب سئم الأوضاع غير المستقرة ولا يأبه من يحكمه طالما تتحقق مطالبه وظروف المعيشة الجيدة، ولذلك اتجه السياسيون السنة وعلى رأسهم محمد ياسين من الحزب الإسلامي العراقي الذي كان القوة الدافعة وراء الحركة الاحتجاجية للسنة في 2013 والتي استولى عليها "داعش" في النهاية.
وترشح ياسين حاليا في مدينة الفلوجة كحليف لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي أصبح الأسبوع الماضي أول قائد عراقي منذ 15 عاما يجري حملة انتخابية في منطقة كانت تعد لوقت طويل "عدوا للحكومة"، حيث قال ياسين للصحيفة إن "التجارب السابقة أثبتت لشعبنا أن العراقيين يجب أن يكونوا متحدين".
ورسم الخلاف الطائفي ساحة السياسة العراقية منذ غزو الولايات المتحدة للبلاد في 2003 وإزاحة صدام حسين من الحكم، واستغلال إيران للفراغ في البلاد.
وقاد هذا الانقسام السياسي البلاد إلى سنوات من العنف والخلل الحكومي ما من شأنه أشعل نجاح "داعش" في العراق.
وبعد التدمير الشامل الذي خلفه "داعش" في العراق، فقد السياسيون كل مصداقيتهم بين هؤلاء الذين تحملوا العنف الوحشي والحرمان تحت الحكم الإرهابي لداعش.
وتحولت الرسالة العامة للشعب قبل انتخابات الأسبوع المقبل، من السياسيين بمختلف الطوائف، إلى المناداة بالتضامن، حيث تتوقع التجمعات الانتخابية التي تقودها الأحزاب الشيعة الفوز بمزيد من المقاعد في المناطق السنية عن أي وقت سابق.
بينما تمكن السياسيون السنة الذين أجبروا على الهروب عندما احتقن الانقسام الطائفي، من العودة للانضمام إلى الساحة السياسية.
ويأمل السياسيون العراقيون وضع حد لمساعي إيران بث سموم الطائفية من جديد، باعتبارها الوجه الآخر لتنظيم "داعش" الإرهابي.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA=
جزيرة ام اند امز