العراق يرسي قاعدة في الأزمة السورية.. ويحسم جدل «الزيارة»
حسم العراق جدلا بشأن زيارة يقوم بها وزير الخارجية السوري بسام الصباغ إلى بغداد، وأرسى في الوقت نفسه قاعدة في مقاربته للأزمة في البلد الجار.
وأواخر الشهر الماضي تحركت تنظيمات مسلحة من إدلب في شمالي غربي سوريا لتستولي على مدن رئيسية في البلاد وتقترب من العاصمة دمشق.
وكان انتشار التنظيمات المسلحة في سوريا شرارة لاجتياح تنظيم داعش الإرهابي مناطق واسعة فيها والتمدد إلى غرب العراق والسيطرة على محافظات كاملة وإقامة دولته المزعومة.
ورغم هزيمة داعش لا تزال فلوله منتشرة على الحدود بين البلدين، وهو ما يثير مخاوف جدية في بغداد.
التدخل العسكري
ورغم إعلان العراق أن الأزمة في سوريا قضية أمن قومي في بغداد، أكد مسؤولون عراقيون أن دمشق "لم تطلب مساعدة عسكرية"، خلال زيارة الصباغ.
وأعاد الجيش السوري الانتشار في عموم البلاد وسحب قوات من الحدود مع العراق للدفاع عن حمص حيث تتقدم التنظيمات المسلحة صوب آخر محافظة قبل الوصول إلى العاصمة دمشق.
وقالت وسائل إعلام سورية إن "الجيش يعيد انتشاره حول حمص ويركز على طريق حمص طرطوس".
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في تصريحات صحفية، إن "سوريا لم تطلب أي مساعدة عسكرية"، معتبراً أن "مخيم الهول يمثل تهديداً للعراق".
ومخيم الهول للاجئين هو أحد مخيمات اللاجئين السوريين يقع على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا، بالقرب من الحدود السورية العراقية، ويضم عناصر من تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، اليوم الجمعة، أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ ينشط في البادية السورية.
وأوضح العوادي أن "القضية السورية هي قضية أمن قومي عراقي ويجب أن يفهم العراق ما الذي يدور في سوريا"، مبينا أن "السلطات العراقية قامت بإغلاق الحدود مع سوريا وقامت بتأمين الحدود بشكل كامل وعززت القوات على طول الشريط الحدودي".
ولفت إلى أن السلطات بدأت أيضا "حراكا دبلوماسيا مع سوريا وروسيا والولايات المتحدة وإيران"، معتبراً أن "هناك تقاطعا بين الأطراف، ولكن يمكن احتواء الأزمة".
خط أحمر عراقي
وشدد المتحدث باسم الحكومة العراقية على أنه "لا يوجد أي حديث عن تقسيم سوريا وهذا الأمر خط أحمر بالنسبة إلى العراق"، جازما أن "سوريا لم تطلب أي مساعدة عسكرية لكن أعطتنا رسائل عن خطورة الوضع ونحن نتفاعل معها".
وأكد العوادي أن "سجون الإرهابيين في مخيم الهول تمثل تهديدا للعراق، ولدينا خشية من إطلاق سراحهم"، مضيفا: "قبل هذه التطورات المتسارعة كان هناك مشاركة فعلية من إسرائيل في ضرب سواتر الجيش السوري".
وجدد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، موقف العراق "الرسمي والثابت" مع وحدة سوريا وأمنها واستقرارها.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان ورد لـ"العين الإخبارية"، إن "السوداني أكد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، "موقف العراق الرسمي والثابت هو مع وحدة سوريا وأمنها واستقرارها"، مشدداً على "أهمية احترام سيادة الأراضي السورية".
وأشار إلى "مواصلة العراق بذل الجهود الدبلوماسية الحثيثة في سبيل احتواء الأزمة في سوريا، لتأثيرها الصريح على الأمن العراقي"، لافتاً إلى أن "ما يحدث في سوريا لا ينفصل عمّا شهدته غزّة ولبنان من أحداث تسببت في تهديد أمن المنطقة وزعزعة استقرارها".
هاجس السوداني
وبينما يزداد المشهد السوري غموضا، قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن الأخير يتخوف من تحرك فصائل عراقية مسلحة والذهاب إلى سوريا للمشاركة في المعارك الدائرة.
وبحسب المصدر الذي تحديث لـ"العين الإخبارية"، إن "السوداني أبلغ عراقجي بأن العراق لن يتدخل عسكرياً في سوريا وسوف يركز جهوده على المساعي السياسية والدبلوماسية وكذلك إغاثة النازحين السوريين وتقديم المساعدات اللازمة لهم إذا تطورت الأزمة بشكل خطير".
وأضاف المصدر الحكومي إن "السوداني طلب من عراقجي نقل هذه الرسالة إلى قيادة الحرس الثوري بضرورة عدم الطلب من الفصائل الشيعية العراقية بالمشاركة في الحرب السورية".