هل تُعيد أحداث سوريا سيناريو «داعش 2014»؟.. خبراء يُجيبون «العين الإخبارية»
انقسم خبراء عراقيون تجاه إمكانية تكرار سيناريو 2014، في ظل اشتعال نيران الاشتباكات بين الجيش السوري وتنظيمات مسلحة.
وحشد العراق تعزيزات عسكرية وأمنية على الحدود مع سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، في وقت ينظر المراقبون والمسؤولون بدقة للتطورات على الجهة السورية.
وقال الخبير والمحلل السياسي العراقي الدكتور عادل الجبوري، لـ"العين الإخبارية"، ردا على سؤال فيما إذا كان ما يحدث في سوريا سيعد العراق إلى سيناريو 2014 عندما سيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على مساحات واسعة من العراق إن: "الوضع لا يخلو من خطر، وما يجري في سوريا اليوم سيلقي بظلاله على الواقع العراقي".
واعتبر الجبوري أن ما يحدث في سوريا "مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل"، وقال إن: "تلك الأحداث بداية لمشروع تقسيم جديد سيشمل سوريا والعراق واليمن"، منوهاً بأن "أحداث الشمال السوري وما يترتب عليها تُنذر بمفاجآت على العراق وهذا ما ستبرهن عليه الأيام القادمة".
الوضع تحت السيطرة
وفيما يشاطر الباحث في الشؤون الاستراتيجية علي فضل الله، الجبوري الاعتقاد بوجود خطر على العراق جراء الأحداث في سوريا، اعتبر أن بغداد مستعدة بشكل كبير في تلك المرحلة.
وقال فضل الله: "لا ننكر أن هناك مخاوف حقيقية فيما يحصل في سوريا من تداعيات أمنية، وللأسف سقوط بعض المدن السورية بيد التنظيمات المسلحة أمر يبعث على القلق".
وأضاف فضل الله، لـ"العين الإخبارية"، أن "الاتصال الجغرافي بين البلدين (سوريا والعراق) وكون هذا المجاميع تدريبها عالي المستوى ومدعومة من دول كبرى وأجهزة استخبارات عالمية، فقطعا هناك تهديدات على العراق".
وعند سؤاله عما إذا كان سيناريو 2014 سيتكرر في العراق، قال إنه: "من يعتقد أن سيناريو 2014 سيتكرر فهو مخطئ لأسباب كثيرة، فالعراق مستعد استعداداً كبيراً"، مضيفا: "كان لدينا بعض الهفوات فيما يتعلق بالتسليح وضعف سلاح الجو وهذا ما تتحمله الحكومات العراقية المتعاقبة، التي لم تستطع تأمين الأسلحة لمواجهة التهديدات الخارجية، وقد تكون الولايات المتحدة تعمدت إبقاء العراق والمؤسسة العسكرية العراقية ضعيفة".
وأوضح أن "هناك مؤسسة أمنية حققت انتصارا على التنظيمات الإرهابية، وتمتلك خبرة كبيرة ومدعومة بتشكيل أمني قوي وهو هيئة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة".
وأضاف: "أعتقد أن سوريا أحسن حالا الآن مقارنة بالعام 2011 ، وستعمل على إجهاض تحركات التنظيمات المسلحة، فالوضع إلى حد ما مسيطر عليه".
الثقة بين الحكومة والمواطن تتصاعد
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية جاسم الغرابي، لـ "العين الإخبارية"، أن "التقارير التي ترد من القيادات الأمنية مطمئنة وحدود العراق آمنة وجاهزية القوات عالية، وهذا ما يمنع تكرار سيناريو عام 2014"، مشيراً إلى "عامل آخر يمنع هذا السيناريو وهو تزايد الثقة بين الحكومة والمواطن".
وأضاف الغرابي، أن "الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية العراقية تطورت بعد دحر داعش عام 2017، لكن في ذات الوقت يجب تجميد الخلافات السياسية في الحكومات المحلية والمركزية لدعم الاستقرار الأمني".
وأوضح أن "المناطق الغربية التي كانت في يوم من الأيام ضد الحكومة والقوات الأمنية أصبحت نظرتها مختلفة بعد تحريرها من قبضة داعش، وهذا مؤشر جيد على أن تعاون سكان تلك المناطق مع القوات الأمنية سيمنع دخول العناصر الإرهابية".
الرد سيكون قاسياً
من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب مهدي تقي آمرلي، لـ "العين الإخبارية" إن"أي تهديد على العراق سيواجه برد قوي وشديد لأن جاهزية قواتنا الأمنية عالية، وهذا ما أكده القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال جلسة البرلمان".
وأضاف آمرلي: "لقد تمت استضافة القيادات العسكرية في البرلمان أمس، وأكدوا أنه لا يوجد تهديد على العراق، وإذا حصل تهديد سيكون ردنا قاسياً وأقوى من عام 2014 وبأسلحة متطورة".