الضربات الأمريكية على العراق وسوريا.. هل تذكي التوترات بالشرق الأوسط؟
«لا نسعى لصراع في الشرق الأوسط».. كلمات ترددت على لسان كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، إلا أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على سوريا والعراق أذكت تلك المخاوف.
وشنت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، ضربات انتقامية في العراق وسوريا ضد منشآت مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي يدعمها بعد هجوم في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة نحو 40 آخرين.
تلك الضربات أثارت مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط، وإذكاء التوترات التي تفاقمت على جبهات عدة، جراء حرب غزة، التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بين حركة حماس وإسرائيل.
وأشعلت حرب غزة الأوضاع على جبهات عدة، بدءًا من اليمن والهجمات الحوثية على حركة الملاحة، مرورًا بلبنان والمناوشات الحدودية مع إسرائيل، إلى العراق وسوريا حيث تتعرض القوات الأمريكية لهجمات من جماعات محسوبة على إيران.
فهل يتسع الصراع؟
رغم أن الضربات الأمريكية لم تستهدف أي مواقع داخل إيران، لكن يُرجح أن تذكي مخاوف تصاعد التوتر في الشرق الأوسط نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع حركة حماس في غزة.
مخاوف أن تؤدي ضرباتها إلى اتساع الصراع في الشرق الأوسط دفعت الولايات المتحدة إلى توجيه رسائل تؤكد تجنب تلك الآثار؛ فالرئيس جو بايدن، قال إن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم. لكن دعوا كل من ألحق الضرر بنا أن يعلم ما يلي: إذا تسببت في ضرر للأمريكيين فسوف نرد».
جاء الإعلان عن الضربات بعد ساعات فقط من حضور بايدن وقادة من وزارة الدفاع (البنتاغون) مراسم وصول رفات الجنود الأمريكيين الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم على الأردن إلى قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير.
وأكد الرئيس الأمريكي أن «ردنا بدأ اليوم. وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها».
الرسائل نفسها، أشار إليها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قائلا إن بلاده ستواصل العمل لتجنب صراع أوسع في المنطقة، «لكننا سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحنا وشعبنا، وسنرد عندما نختار وأين نختار وكيف نختار».
وعن الأوضاع في الشرق الأوسط، قال الوزير الأمريكي، إنها «لحظة خطيرة في الشرق الأوسط».
بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الضربات الأمريكية كانت ناجحة، مشيرا إلى أن بلاده ليس لديها حصر بعدد المسلحين الذين قد يكونون قتلوا أو أصيبوا.
إلا أنه على الجبهة الأخرى، توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الجمعة بأن بلاده التي قال إنها لن تبدأ حربا، «سترد بقوة» على كل من يحاول أن يستأسد عليها.
توعد إيراني
وفي كلمة نقلها التلفزيون المحلي، قال رئيسي: «لن نبدأ أي حرب.. لكن إذا أراد أحد الاستئساد علينا فسيتلقى ردا قويا»، مضيفًا: «في السابق، عندما أرادوا (الأمريكيون) التحدث معنا، قالوا إن الخيار العسكري مطروح على الطاولة. والآن يقولون إنهم لا ينوون الدخول في صراع مع إيران».
وتابع رئيسي: «القوة العسكرية لإيران في المنطقة لا تشكل تهديدا لأي دولة ولم تكن كذلك قط. بل إنها تضمن الأمن الذي يمكن لدول المنطقة التعويل عليه والثقة به».
وذكرت مصادر أن الحرس الثوري الإيراني يسحب كبار ضباطه من سوريا.
ويساعد المستشارون الإيرانيون الجماعات المسلحة في كل من العراق، حيث تنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي، وفي سوريا، حيث يوجد 900 جندي أمريكي.
في السياق نفسه، اعتبر الجيش العراقي، أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف في بلاده، «خرقا للسيادة العراقية، إذ تأتي هذه الضربات في وقت يسعى فيه العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة».
وفي رسالة تحذيرية، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، إن مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية تعرضت إلى ضربات جوية أمريكية، تعد تقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، محذرًا من أن «نتائجها ستكون وخيمة على أمن واستقرار العراق والمنطقة».
فهل ستقوض ضربات أمريكا قدرات إيران بالعراق وسوريا؟
يقول مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إن بلاده واثقة من أن «المواقع التي استهدفناها بالغة الأهمية في تقويض القدرات»، مؤكدًا أن «المؤشرات الأولية تظهر أننا قصفنا أهدافنا بدقة».
وأكد مسؤولون أمريكيون لشبكة «سي بي إس نيوز»، أن هناك خططًا لسلسلة من الضربات ضد أهداف تشمل منشآت وأفرادًا مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا، مشيرين إلى أن الخطط تقضي بتوجيه ضربات لعدة أيام في العراق وسوريا ضد أهداف متعددة تشمل أفرادا ومنشآت إيرانية.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز