السوداني لا يأبه بـ«فزاعة سوريا».. لن نقبل فرض أي إصلاحات أمنية
أقر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحاجة بلاده إلى إصلاحات في مجالات عدة، لكنه تعهد برفض فرضها.
وسعى السوداني إلى النأي ببلاده عن "التغيير في سوريا"، متحدثا عن محاولات "ربطه بتغيير النظام السياسي في العراق"، وهو ما قلل من شأنه.
ودعا السوداني إلى تغليب المصالح العليا للعراق وترسيخ الوحدة والتكاتف بين أبنائه، لمواجهة التحديات والمضي باستكمال مسيرة بناء الدولة.
تطورات مفصلية
وقال رئيس الوزراء العراقي، في كلمة خلال مشاركته في حفل تأبيني في بغداد، في ذكرى رحيل المرجع الشيعي محمد باقر الحكيم، إن المنطقة شهدت منذ أكثر من عام "تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة".
وأضاف السوداني "حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة، وترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم، وهناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته".
وأكد أن العراق يمتلك نظاما ديمقراطيا تعدديا يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون. وقال "ليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصاديا كان أم أمنيا، مع إقرارنا بوجود حاجة إلى عملية الإصلاح في مختلف المفاصل".
وأضاف أن "الحكومة تواصل إصلاح المؤسسات الأمنية عبر لجنة عليا تشكلت برئاسة رئيس الوزراء، وضعت خارطة طريق لتحقيق هذا الإصلاح الذي يتكامل مع الإصلاح الاقتصادي والإداري".
الدبلوماسية المنتجة
وأكد الإصرار على "إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دوليا"، لافتا إلى الحرص على إعادة بناء علاقات العراق مع جميع الدول، وفق مبدأ "الدبلوماسية المنتجة"، والانطلاق بشراكات اقتصادية وتنموية تجعل من العراق نقطة التقاء للمصالح، وليس بؤرة صراع وتصادم.
وقال السوداني "عملنا على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهودا بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار".
ودعا المجتمع الدولي إلى "إعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون ظروفا قاسية".
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4yMTYg جزيرة ام اند امز