الاستفتاء يهدد كردستان بمقاطعة دولية
ردود أفعال دول الجوار لإقليم كردستان تبرز حالة من المقاطعة يقبل عليها الإقليم بعد إصراره على إجراء استفتاء الاستقلال وسط ممانعة دولية
بات إقليم كردستان العراق مهددا بالمقاطعة الدولية على إثر إجرائه استفتاء الاستقلال الذي أثار جدلا على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ رفضته الحكومة العراقية وشاركها الموقف الدول كافة التي تتشارك الإقليم حدوديا.
واجه إصرار رئيس الإقليم مسعود بارزاني على إجراء الاستفتاء ردود أفعال وتبعات أنذرت بأن الدول الرافضة قد تقدم على خطوات من شأنها التضييق على إدارة الإقليم، اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا.
ورغم ما يلوح في الأفق من مرور الاستفتاء بموافقة كبيرة -وفق ما توقعه المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان، بتأييد أكثر من 80% من الناخبين للاستفتاء- يبدو أن الدول المجاورة وبالأخص تركيا وإيران لن تقف مكتوفة الأيدي جراء تلك الخطوة الكردية، التي تتخوف من أثرها على أمنها القومي.
وقدم العراق أحدث حلقات التصعيد ضد الاستفتاء، إذ ألزم البرلمان العراقي رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات في كل المناطق المتنازع عليها مع الأكراد، بعد أن تجاهلت سلطة إقليم كردستان مطالبات الحكومة المركزية في بغداد، بعدم الإقدام على إجراء الاستفتاء الذي يشارك فيه 5.6 مليون شخص داخل محافظات الإقليم.
وكانت الحكومة العراقية قد طالبت إدارة إقليم كردستان العراق، الأحد، بتسليم النقاط الحدودية ومطارات الإقليم على خلفية إجراء الاستفتاء، وسبق ذلك مطالبة الحكومة لدول العالم بحظر التعامل مع كردستان فيما يتعلق بعقود النفط، ما يشكل حصارا اقتصاديا لأهم ثروة يمتلكها الإقليم.
وعلى الرغم من ثروات الإقليم النفطية إلا أنه يواجه أوضاعا اقتصادية صعبة، مردها خصوصا إلى انهيار أسعار النفط، إضافة إلى ازدياد الإنفاق العسكري لتلبية احتياجات الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ويبلغ متوسط إنتاج كردستان العراق من النفط 600 ألف برميل يوميا، يتم تصدير 550 ألفا منها إلى تركيا عبر ميناء جيهان.
كذلك فرضت الشرطة العراقية حظر تجول للسيارات في كركوك، التي تعتبر الأهم بين الأراضي العراقية المتنازع عليها، وتقع تحت السيطرة الفعلية للأكراد.
وعلى الجانب التركي، بحثت الحكومة التركية خطوات تتعلق بمعابرها الحدودية ومجالها الجوي ردا على استفتاء استقلال كردستان العراق.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن أنقرة ستتخذ قرارات بشأن إجراء المزيد من المحادثات المباشرة مع الحكومة المركزية العراقية بعد الاستفتاء، متابعا أنه يجري بحث فرض إجراءات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية.
وعلى الصعيد نفسه، أخرجت السلطات التركية قناة (رووداو) التلفزيونية الكردية من خدمة قمرها الصناعي تركسات، في أول رد فعل تركي على الاستفتاء.
وتوعدت تركيا باتخاذ عدة خطوات ضد الأكراد إذا أجري الاستفتاء في إقليم كردستان العراق. ومن بين هذه الإجراءات وقف تدفقات النفط من شمال العراق عبر أراضيها إلى الأسواق العالمية.
وكانت الخارجية التركية قد أوصت بشدة المواطنين الأتراك في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية الكردية العراقية بالمغادرة في أقرب وقت ممكن، ما لم يكن هناك ما يضطرهم للبقاء.
وأكدت أن أنقرة ستتخذ كل الإجراءات بموجب القانون الدولي إذا أدى استفتاء إقليم كردستان العراق بشأن الاستقلال إلى تهديدات للأمن القومي التركي.
من جانبها، أعلنت إيران أن الحدود البرية مع كردستان العراق لا تزال مفتوحة، لتتراجع بذلك عن تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة الخارجية، بشأن إغلاق الحدود مع الإقليم إثر الاستفتاء.
ووصف بهرام قاسمي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في تصريح صحفي بأنه "غير قانوني وغير مشروع".
وكانت طهران قد أعلنت وقف كل الرحلات الجوية نحو مطاري أربيل والسليمانية، وكذلك كل الرحلات التي تنطلق من كردستان العراق وتعبر أجواء إيران.
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الأحد، دعمه لبغداد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مؤكدا رفض طهران أي عمل يتعارض مع وحدة أراضي وسيادة العراق.
ومن المتوقع أن يبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الوضع فيما بعد الاستفتاء الكردي، والرد المشترك بين البلدين على نتيجته، في زيارته إلى طهران المحددة الأسبوع المقبل.
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA= جزيرة ام اند امز