العراق يحيي يوم التسامح والتعايش بين الأديان في حفل عالمي
تستعد مدينة أور الأثرية في جنوب العراق، الأحد، لاستقبال 120 شخصية دبلوماسية من أنحاء العالم، إحياء ليوم التسامح والتعايش بين الأديان.
تأتي الزيارة بمناسبة مرور عام على الذكرى الأولى لزيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى العراق التي أحيا خلالها طقوساً عند العديد من الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية.
وزار بابا الفاتيكان مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، ومارس هناك "طقوس حج" حيث بيت نبي الله إبراهيم، بحضور رجالات دين وشخصيات ذات طابع سياسي واجتماعي.
وقال علي كاظم، مسؤول مدينة أور الأثرية، لـ"العين الإخبارية"، إن "المنطقة التاريخية تجهزت لاستقبال الوفود الدبلوماسية بعد سلسلة من الأعمال والجهود المبذولة منذ أيام بما يليق بحاضر العراق التاريخي والدولي".
وأضاف أن "الوفد الدبلوماسي سيجري جولة سياحية في مدينة أور الأثرية وتفقد معالمها ليوم واحد"، لافتاً إلى أن "شخصيات دينية وحكومية ستكون باستقبالهم".
وعملت هيئة الآثار في ذي قار، على تدشين ممرات خشبية داخل مدينة أور ونشر علامات إرشادية تكون بمثابة الدليل التعريفي للمعالم، فضلاً عن تجهيزها بالإنارة والحمامات المتنقلة، بحسب المسؤول الحكومي.
وأشار إلى أن "الوفد الدبلوماسي سيصل المدينة عبر مطارها المحلي في الساعة العاشرة صباحاً ويغادر المدينة الساعة الثانية ظهراَ".
وبشأن أهمية تلك الزيارة، يقول مسؤول المدينة الأثرية، إنها "لها أبعاد عدة من بينها حرص العراق على تغليب روح الإخاء بين أبناء المجتمع وانتماءاتهم الدينية والطائفية، وكذلك تشجيع للسياحة".
ومنذ زيارة البابا للعراق، في مارس/ آذار 2021، شهدت أور التاريخية تصاعداً في أعداد الوافدين السياح والمستكشفين لخبايا وخفايا المدينة، بحسب كاظم.
وتتوازى مع تلك الاستعدادات، مساع من قبل وزارة الثقافة والحكومتين المركزية والمحلية، لإنشاء مدينة سياحية مكتملة عند أسوار مدينة أور الأثرية.
ويوضح المسؤول الآثاري، أن "المشروع وضعت تصاميمه الأولية وقد باشرت بعض الشركات المحلية بتهيئة البنى التحتية من خدمات ومتطلبات أساسية حتى يكون جاهزاً للاستثمار في قادم المستقبل القريب".
ويلفت إلى أن "المشروع يضم فنادق ومطاعم وأسواق ومراكز ترفيهية وثقافية بما يحقق أفضل الأجواء وسبل الراحة للسائحين".
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد أعلن بالتزامن مع اللقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان والمرجع الديني الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، عن تسمية الـ6 من مارس/آذار من كل عام، "يوماً وطنياً للتسامح والتعايش في العراق".
أور مدينة سومرية (40 كم غرب مدينة الناصرية)، في جنوب العراق تشتهر بـ"زقورتها الشاخصة" حتى الآن وهي من أقدم المعابد الدينية، التي بناها الملك السومري أور نمو، مؤسس سلالة "أور" الثالثة، وأعظم ملوكها سنة 2100 ق.م.
وتقول تقاليد الكتاب المقدس إن أور سُمّيت على اسم مُنشئها، لكن هذا التفسير محط أخذ وردّ، وترتبط أور -كذلك- بالنبي إبراهيم باعتبارها وطنه الأول الذي هاجر منه لاحقًا إلى أرض كنعان، وإن كان هناك من الباحثين مَن يرى أن موطن إبراهيم كان "أورا" قرب حران الواقعة شمالي بلاد الرافدين، وأن مدوّني سفر التكوين في الكتاب المقدس خلطوا بين المكانين.