"قلبي يحترق".. العراق يبكي ضحايا "جحيم الفرح"
شب حريق في قاعة زفاف مكتظة في شمال العراق، مساء الثلاثاء، 26 سبتمبر/أيلول، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، وأعلنت السلطات فتح تحقيق.
وفيما راح الدفاع المدني يبحث عن ناجين وسط حطام المبنى المتفحم حتى الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، تجمع الأقارب المكلومون أمام مشرحة في مدينة الموصل القريبة.
وقالت مريم خضر: "لم يكن هذا زفافا، كان جحيما"، وجلست تبكي وتلطم خديها في انتظار خروج جثامين ابنتها رنا يعقوب (27 عاما) وأحفادها الثلاثة الذين لا يتجاوز عمر أصغرهم ثمانية أشهر.
وذكر الناجون أن المئات كانوا حاضرين حفل الزفاف الذي أقيم بعد قداس في الكنيسة، وبدأ الحريق بعد نحو ساعة على بدء الحفل عندما شبت النيران في ديكور السقف بينما كان العريس والعروس يرقصان.
113 قتيلا
وقال نائب محافظ نينوى، حسن العلاف، إنه تأكد مقتل 113 شخصا، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن عدد القتلى لا يقل عن 100، فضلا عن إصابة 150.
وقال وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، إن الحريق اندلع في قاعة كبيرة للمناسبات في الحمدانية بعد إشعال ألعاب نارية خلال الاحتفال، مما تسبب في اندلاع حريق في السقف.
وأظهر مقطع مصور للحادث، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي اشتعال النار فجأة في ديكور السقف المضيء الذي أتت عليه النيران، وسرعان ما تحولت بهجة العرس إلى ذعر.
وأظهر مقطع آخر عروسين يرقصان معا بملابس الزفاف عندما بدأت مواد مشتعلة تسقط من السقف على الأرض.
وفر معظم سكان بلدة قراقوش، وغالبيتهم من المسيحيين وإن كانت موطنا لبعض أفراد الأقلية الأيزيدية في العراق، من المدينة عندما استولى عليها تنظيم داعش عام 2014. لكنهم عادوا بعد الإطاحة بالتنظيم الإرهابي عام 2017.
حطام متفحم
وذكرت وسائل إعلان رسمية نقلا عن وزارة الداخلية قولها إنها أصدرت أربعة أوامر ضبط لملاك قاعة الزفاف، وطالب الرئيس عبد اللطيف رشيد بفتح تحقيق.
وقال عماد يوحنا (34 عاما) بعد أن فر من الحريق: "شفنا النار تعبر حتى القاعة. اللي طلعوا طلعوا.. واللي ضلوا ضلوا.. حتى اللي طلعوا اتدمروا".
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن المعلومات الأولية تشير إلى أن المبنى مصنوع من مواد بناء قابلة للاشتعال بسرعة مما ساهم في انهياره على نحو سريع.
وقال شهود في مكان الحادث إن الحريق بدأ في حوالي الساعة 10:45 مساء بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت جرينتش).
احترقوا جميعا
وقالت امرأة تقف أمام المشرحة: "فقدت ابنتي وزوجها وطفلهما البالغ من العمر ثلاثة أعوام. احترقوا جميعا. قلبي يحترق". وسُجيت الجثث في أكياس بينما تتوافد سيارات نقل الموتى لأخذ من تم التعرف عليهم.
وذكر رجل يدعى يوسف كان يقف على مقربة وقد غطت الحروق يديه ووجهه أنه لم يستطع رؤية أي شيء عندما بدأ الحريق نظرا لانقطاع الكهرباء. لكنه نجح في انتشال حفيده (ثلاثة أعوام) والفرار.
لكن زوجته بشرى منصور وهي في الخمسينيات من العمر لم تتمكن من النجاة وسقطت وسط الفوضى وتوفيت.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز