ناشطون عراقيون لـ"العين الإخبارية": مليونية باتجاه بغداد احتجاجاً على النفوذ الإيراني
محمد الكلابي، أحد الناشطين المشاركين في تنظيم المسيرة المليونية، قال إنه تم استكمال جميع الاستعدادات لانطلاقها في القريب العاجل.
كشف ناشطون مدنيون عراقيون عن بدء استعدادات شعبية في مدن جنوب ووسط العراق لتنظيم مسيرة مليونية تنطلق قريبا باتجاه بغداد لإنهاء النفوذ الإيراني، وسيطرة المليشيات الممولة من قِبل طهران على البلاد، وتشكيل حكومة عراقية وطنية.
ثورة العشرين الثانية
وقال محمد الكلابي، أحد الناشطين المشاركين في تنظيم المسيرة المليونية، إنه تم استكمال جميع الاستعدادات لانطلاقها في القريب العاجل.
وأضاف الكلابي، لـ"العين الإخبارية": "أطلقنا على المسيرة المليونية التي ستنطلق باتجاه بغداد خلال الأيام المقبلة باسم (ثورة العشرين الثانية)، وستشارك فيها غالبية عشائر الجنوب ووسط العراق".
- العراق يطلق عملية أمنية واسعة ضد خلايا داعش الإرهابية
- بدء إعادة فرز الأصوات يدويا في كركوك العراقية
وعبّر الكلابي عن استيائه من التدخلات الإيرانية في شؤون العراق منذ سنوات، وسيطرتها على الأسواق والاقتصاد العراقي، لافتا إلى أن إيران ومن يتبعها من السياسيين في العراق ألحقوا أضراراً كبيرة بكل المجالات في البلاد.
وكشف أن الناشطين الذين يطالبون بخروج إيران من العراق معرضون للملاحقة والاعتقال من قِبل المليشيات الإيرانية.
ورغم الخناق الأمني الذي تفرضه المليشيات التابعة لإيران على مدن جنوب العراق، وتقييدها الحريات وسياسة التعتيم الإعلامي الذي تفرضه على هذه المدن، إلا أن مواطني جنوب العراق نظموا خلال الأشهر الماضية عدة مظاهرات، احتجاجا على تردي الخدمات وسيطرة طهران ومليشياتها على مفاصل الحياة والاستيلاء على الثروات، واتباع سياسة تجويع سكان جنوب العراق الأصليين.
وثيقة المطالب
وحدد منظمو المسيرة وثيقة مكونة من 20 نقطة كدستور لقيادة العراق في المرحلة القائمة، وتركز الوثيقة على أن يكون العراق دولة مستقلة ذات سيادة كاملة موحدة لا تقبل التجزئة، ونظامها يقوم على أساس المواطنة.
كما تتضمن الوثيقة أن يكون النظام السياسي جمهوريا ديمقراطيا، ينتخب فيه الرئيس بشكل مباشر من قبل الشعب، واستقلال القضاء، وتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة سارقي المال العام، ومن تسببوا في إهداره، وإعادة الأملاك العامة التي استولت عليها الأحزاب، إلى جانب إعادة الأموال المهربة.
كما تشمل معالجة البطالة وإصلاح الاقتصاد العراقي، إضافة إلى حل وإلغاء جميع مجالس المحافظات والمجالس البلدية، وحل هيكلة المفوضية العليا للانتخابات، وتحويل مكاتبها إلى مجلس حماية الدستور، وإلغاء كل الرواتب التقاعدية والامتيازات لأعضاء مجلس الحكم السابق وأعضاء الجمعية الوطنية السابقة وأعضاء مجالس النواب ومجالس المحافظات ومجالس البلدية وجميع المناصب السيادية والدرجات الخاصة (وزراء وكلاء وزارات ومديرون عامون)، بالإضافة لنقاط أخرى.
ثورة بيضاء
بدوره، اعتبر الناشط البارز في المسيرة، أحمد الحلو، الوثيقة دستورا للمرحلة المقبلة، قائلا لـ"العين الإخبارية": "نحشد لثورة شبابية في العراق بمساندة شيوخ العشائر، وهي ثورة بيضاء غير مسلحة، ومستعدون للتضحية من أجل الوصول إلى الأهداف التي حددناها".
وأضاف الحلو أنه وبعد نجاح الثورة ستشكل قيادته مجلس الخبراء الذي سيختار الحكومة المؤقتة، ومن ثم طرح الدستور الجديد للتصويت واختيار مجلس حماية الدستور، وبعد ذلك انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل البرلمان عبر الترشيح الفردي.
في غضون ذلك، أكد الناشط المدني علي كاظم، من مدينة البصرة، على أن المسيرة ستنطلق قريبا.
وأوضح لـ"العين الإخبارية"، "سندخل إلى المنطقة الخضراء لننفذ مطالبنا المشروعة، ولا نخشى لا من إيران ولا من الحكومة الحالية، نحن أبناء عشائر الجنوب، كنا ننتظر الانتخابات ونتائجها على أمل تأسيس حكومة وطنية تضع خدمة العراق وشعبه في مقدمة جميع الأولويات، لكن لم تتحقق آمالنا بسبب تدخلات إيران".
وأشار إلى أن الشباب قرروا الحشيد للثورة، لأن المشهد السياسي الحالي في العراق لا يلوح بأي تغيير نحو الأفضل.
ناشطو "نداء 88"
وتأتي هذه الاستعدادات بعد أسبوع من نداء أطلقه شباب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: "نداء 88"، للتظاهر من أجل تغيير نظام الحكم في العراق إلى النظام الرئاسي، وإنهاء التدخلات الإيرانية، وبناء عراق جديد، وإعدام المتسببين بسقوط المحافظات بيد تنظيم داعش الإرهابي، ومحاسبة سارقي المال العام وتحسين الوضع المعيشي للمواطن العراقي وتوفير الخدمات.
و نفذت المليشيات الإيرانية حملة اعتقالات في صفوف ناشطي "نداء 88"، واعتقلت منهم 23 ناشطا، من بينهم علي خالد الناشط البارز في الفريق، وما زال مصير المعتقلين مجهولاً.
و أوضح حسين خالد، شقيق الناشط المعتقل علي خالد، لـ"العين الإخبارية"، كيفية اعتقال الميليشيات شقيقه، قائلا: "داهمت مليشيات مسلحة ملثمة ترتدي ملابس سوداء منزلنا في مدينة بغداد فجر يوم 29 يونيو/حزيران الماضي، واعتقلت شقيقي علي، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن لا نعلم الجهة التي اختطفته، ولم نلق أي استجابة من الحكومة رغم إبلاغنا جميع السلطات الأمنية في البلد".
وطالب خالد المجتمع الدولي بالتدخل لإطلاق سراح شقيقه والناشطين الآخرين فوراً.